يمتلك د. نظمي بايسين خبرة كبيرة في مجال الجراحة التجميلية، وقد عُرف تحديداً في عمليات تجميل الثدي. في هذا الحوار نتحدث عن أكثر عمليات تكبير الثدي طلباً، وأماناً، والمخاطر التي قد ترافق هذا النوع من العمليات.
ما أكثر أنواع عمليات تكبير الثدي شيوعًا، وما النتائج المتوقعة؟
هناك ثلاث تقنيات رئيسية تُستخدم في جراحة تكبير الثدي، وأكثر هذه الطرق استخدامًا حول العالم هي الشق تحت الثدي، حيث يتم إدخال غرسة السيليكون من خلال شق صغير يُجرى تحت طية الثدي. الطريقة الثانية في عمليات تكبير الثدي من حيث الشيوع هي تقنية الشق حول الهالة، حيث يُجرى الشق على طول الحافة السفلية للهالة. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تترك ندبة غير واضحة، فإنها تُستخدم بشكل أقل بسبب بعض السلبيات المحتملة، مثل انخفاض الإحساس في الحلمة أو التأثير على الرضاعة الطبيعية.
الخيار الثالث هو تقنية الشق تحت الإبط، والتي تتضمن إدخال الغرسة السيليكونية من خلال شق في منطقة الإبط، وتُعتبر هذه الطريقة الأقل استخدامًا، لأنها تتطلب مستوى عاليًا من الخبرة والدقة الجراحية بسبب بُعد الشق الجراحي عن منطقة الثدي، ولهذا السبب، لا يُفضلها العديد من الجراحين. وبغض النظر عن الطريقة المستخدَمة، الأهم هو تحقيق الهدف النهائي، والتأكد من أن المريضة سعيدة بالنتائج. في معظم الحالات، نتمكن من تحقيق نتائج تلبّي أو تتجاوز توقعاتها.
ما أفضل الطرق والتقنيات المستخدَمة حاليًا في عمليات تكبير الثدي ؟
ليس من الدقيق القول إن هناك تقنية واحدة تُعتبر "الأفضل"، فكل طريقة لها مزاياها وعيوبها، وما يناسب مريضة معينة قد لا يكون مثاليًا لمريضة أخرى. من المهم أيضًا أن نتذكر أن هذا الموضوع لا يقتصر فقط على الجوانب التقنية، فخبرة الجراح في استخدام تقنية معينة تلعب دورًا كبيرًا في جودة النتائج.
ولهذا السبب، أقول دائمًا: "أفضل تقنية هي التي يمتلك الجراح فيها أكبر قدر من الخبرة والثقة"، فعندما يَستخدم الجراح تقنية لا يتقنها جيدًا، قد لا تكون النتائج مُرضية مثلما لو استخدَم تقنية اعتاد عليها، ولهذا؛ فإن خبرة الجراح غالبًا ما تكون أهم من نوع التقنية بحد ذاتها. في النهاية، تعتمد النتائج الجيدة والثابتة على مزيج من التقنية المناسبة وخبرة الجراح بها.
لأعطيك مثالًا من ممارستي الشخصية: تقنية الشق تحت الإبط، والتي تتضمن إدخال الغَرسة من خلال الإبط، تُعتبر أقل الطرق استخدامًا على مستوى العالم. ورغم أنها لا تترك ندبة على الثدي، وهو أمر يُعد ميزة كبيرة، فكثير من الجراحين يتجنبونها لأنها تتطلب مهارات وخبرة خاصة. ومع ذلك، فإن قلة استخدامها لا تعني أنها تقنية أقل جودة. على العكس تمامًا، فهي التقنية التي أستخدِمها في أغلب الحالات والتي أفضّلها شخصيًا. في الواقع، أحقّق من خلالها أفضل النتائج وأعلى معدلات الرضا لدى المريضات، ولهذا أصبحت جزءًا أساسيًا من ممارستي الجراحية.
ما أبرز الأسباب لإجراء عملية تكبير الثدي وما المخاطر المحتملة؟
عملية تكبير الثدي واحدة من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعًا على مستوى العالم، وتختلف دوافع النساء لإجرائها من حالة لأخرى. فبعض النساء يرغبنَ في تحسين تناسق الجسم وزيادة الشعور بالثقة بالنفس، بينما تسعى أخريات لتعويض فقدان حجم الثدي نتيجة لتغيّرات الوزن، أو الحمل، أو الرضاعة الطبيعية. كما أنها خيار شائع للنساء اللواتي يعانينَ من عدم تماثل طبيعي في حجم الثديين، أو في حالات إعادة بناء شكل الثدي بعد استئصاله. في النهاية، الهدف هو مساعدة المرأة على الشعور براحة وثقة أكبر بجسدها ومظهرها.
وكما هو الحال مع أي إجراء جراحي، لعمليات تكبير الثدي أيضاً بعض المخاطر المحتملة، رغم أن المضاعفات المهمة نادرة عند إجرائها على يد جراح متمرس. من بين هذه المخاطر: العدوى، والنزيف، وتغيّرات في الإحساس بالحلمة أو الثدي، وتحرك الغَرسة من مكانها، أو حدوث انكماش محفظي، وهي حالة تتكوّن فيها أنسجة ليفية حول الغرسة، وقد تؤثّر على شكل أو ملمس الثدي.
حسن اختيار الحجم المناسب للغرسة، وتطبيق التقنية المناسبة، والعمل مع جراح مؤهل وذي خبرة عالية، كلها عوامل تقلل من هذه المخاطر وتسهم في تحقيق نتائج ناجحة. كما أن الاستشارة الدقيقة والتواصل الواضح بين المريضة والجراح هما عنصران أساسيان لتقليل احتمالات حدوث مضاعفات وضمان رضا المريضة عن النتيجة.
ما مزايا وعيوب عملية تكبير الثدي وما مخاطر استخدام حشوات السيليكون؟
تلجأ العديد من المريضات إلى عملية تكبير الثدي لاستعادة حجم الثدي المفقود بعد الحمل أو الرضاعة أو فقدان وزن الجسم بشكل كبير، بينما تسعى أخريات إلى تحسين التناسق الطبيعي بين الثديين أو الوصول إلى صورة ومظهر مناسب وجميل.
وبعيدًا عن التحوّل الشكلي، فإن الفوائد النفسية والعاطفية لهذه العملية غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا. كثير من المريضات يُعبّرن عن زيادة في الثقة بالنفس، وتحسّن في صورة الجسد، وشعور أكبر بالراحة عند ارتداء الملابس أو ملابس السباحة، أو في المواقف الحميمة. فبالنسبة للكثيرات، لا تتمحور العملية فقط حول الجانب الجسدي، بل حول التوافق بين المظهر الخارجي والرؤية الذاتية لما ينبغي أن يكنّ عليه. وعندما تُجرى العملية على يد جراح خبير وتُفصّل بحسب احتياجات كل حالة، فقد تؤدي إلى نتائج مُرضية وعميقة الأثر وطويلة الأمد.
ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، فإن تكبير الثدي باستخدام حشوات السيليكون ينطوي على بعض المخاطر. من أكثر المخاوف شيوعًا: حدوث تسرّب أو تمزق في الحشوة. فعلى الرغم من أن الحشوات الحديثة مصممة لتكون شديدة المتانة، فإن بعض الصدمات أو المضاعفات الجراحية قد تؤدي إلى تمزقها بمرور الوقت. ومن بين المخاطر الأخرى: التقلص المحفَظي (وهو تصلّب الأنسجة الندبية حول الحشوة) بالإضافة إلى الحاجة المحتملة لإجراء عمليات تصحيحية مستقبلية. ولهذا السبب، فإن المتابعة الدورية والمراقبة المستمرة تُعدان أمرين ضروريين، إلى جانب اختيار جراح معتمد وذي خبرة عالية يولي اهتمامًا كبيرًا لكل من السلامة والجانب التجميلي.
هل يمكن إجراء عملية تكبير الثدي بدون ألم؟
لا توجد عملية جراحية خالية تمامًا من الألم، حتى وخز الإبرة يمكن الشعور به. ومن الطبيعي أن تترافق عملية تكبير الثدي مع قدر معين من الانزعاج، لكنها لا تُعتبر من العمليات المؤلمة بشدة. ومع استخدام أساليب فعالة للسيطرة على الألم، يمكن السيطرة على الشعور بعدم الراحة بشكل كبير.
في ممارستي الخاصة، على سبيل المثال، أحرص على اتخاذ خطوات إضافية لتقليل الألم بعد الجراحة، فعند نهاية العملية، أحقن محلولًا خاصًا مباشرة في منطقة الجراحة. هذا الإجراء يخفف بشكل كبير من الانزعاج خلال أول 24 ساعة، وهي الفترة التي تشعر فيها المريضة بأكبر قدر من الألم. بعد ذلك، يبدأ الألم بالانحسار بسرعة، وفي أغلب الحالات لا تكون هناك حاجة لاستخدام مسكنات الألم بعد 4 إلى 5 أيام فقط من العملية. وبفضل هذه التقنيات، تكون فترة التعافي سلِسة نسبيًا، وغالبًا ما تُفاجأ المريضات بمدى سهولة تجاوز فترة الشفاء.
كيف تُجرى عمليتا تكبير وتصغير الثدي؟
تُعد عمليتا تكبير الثدي وتصغيره إجراءين مختلفين تمامًا، ولا يتم إجراؤهما في الوقت نفسه. فإذا كانت المريضة غير راضية عن صغر حجم ثدييها، يتم التخطيط لإجراء تكبير الثدي. أما إذا كانت المشكلة هي كِبر حجم الثدي بشكل يسبب انزعاجًا جسديًا أو عدم الرضا من الناحية الجمالية، فإن عملية تصغير الثدي هي الخيار المناسب.
مع ذلك، هناك بعض الإجراءات المدمَجة التي يمكن إجراؤها بناءً على احتياجات المريضة. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك الجمع بين تكبير الثدي ورَفعه. يُعتبر هذا الخيار مثاليًا للمريضات اللواتي يعانينَ من فقدان في حجم الثدي مع ترهله، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة التقدّم في العمر أو تغيّرات الوزن أو الحمل. في مثل هذه الحالات، تُستخدم غَرسة الثدي لاستعادة حجمه، بينما يُعاد تشكيل الثدي ورَفعه ليأخذ مظهرًا أكثر شبابًا وتناسقًا. هذا الدمج يمنح مظهرًا ممتلئًا ومشدودًا في آنٍ واحد، ويساعد على تحقيق نتيجة متوازنة وجذابة من الناحية الجمالية.
ما الآثار الجانبية لعملية تكبير الثدي؟
يمكن تصنيف المشاكل المحتملة بعد عملية تكبير الثدي ضمن ثلاث فئات رئيسية: مضاعفات ناتجة عن قلة خبرة الجراح، ومضاعفات تتعلق بالمريضة نفسها، وأخرى مرتبطة بالحشوة (الزرعة) المستخدَمة.
أما بالنسبة للمشاكل الناتجة عن ضعف الخبرة الجراحية، فهي غالبًا تشمل اختيارا غير مناسب لحجم الحشوة، أو وضعها بشكل غير متناظر. وفي بعض الحالات، لا يكون الخطأ من الجراح وحده، بل من إصرار المريضة على اختيار حجم حشوة يتجاوز قدرة أنسجة الثدي لديها. بعض المريضات يتأثرنَ بما يقرأنَه على الإنترنت أو بتجارب صديقاتهنّ، ويطلبنَ أحجاماً كبيرة جدًا لا تتناسب مع بنية أجسامهنّ. في ممارستي، إذا طلبت مريضة حجمًا أراه غير مناسب، أشرح لها المخاطر وأقترح بديلاً أكثر أمانًا. وإذا أصرت، أعتذر عن إجراء العملية بكل احترام. للأسف، ليس كل الجراحين يتّبعون هذا المبدأ، وقد استقبلتُ مريضات جئن لتصحيح نتائج غير مرضية بعد عمليات أُجريت بحشوات مبالَغ في حجمها.
من ناحية المريضة، يُعد التقلص المحفَظي (Capsular Contracture) من أكثر المضاعفات شيوعًا، رغم أنه نادر نسبيًا. وقد يَحدث في حال إهمال تعليمات التدليك بعد العملية، أو بسبب استجابة غير معتادة من جسم المريضة للزرعة. ورغم ندرَته، فقد يؤثّر على شكل أو ملمس الثدي، وقد يستدعي التدخل التصحيحي.
أما فيما يتعلق بالحشوة نفسها، فإن التمزق أو التسرّب يُعتبر احتمالًا واردًا، لكن الحشوات الحديثة مصممة لتكون شديدة التحمل ومقاوِمة للضغط. وفي الظروف العادية، فإن احتمالية التمزق ضئيلة جدًا. وفي حالات نادرة، قد يحدث ذلك نتيجة إصابة مباشرة أو حادث قوي. مع أن التمزق لا يشكل خطرًا صحيًا مباشرًا، فإن الحشوة التالفة يجب استبدالها.
هل تؤثّر عملية تكبير الثدي على الرضاعة الطبيعية؟
يعتمد تأثير عملية تكبير الثدي على الرضاعة بشكل كبير على التقنية الجراحية المستخدَمة، فعند استخدام تقنية الشق حول الهالة —حيث يُجرى الشق على حافة الهالة— قد يتطلب الأمر قطع بعض القنوات اللبنية والغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب، مما قد يؤدي إلى تقليل كمية الحليب، والتأثير على الإرضاع.
أما في حالة استخدام تقنية الشق تحت الثدي (Inframammary) أو تقنية الشق عبر الإبط (Transaxillary)، فإن أنسجة الغدد اللبنية والقنوات تُترك سليمة، مما يقلل من احتمالية التأثير على الرضاعة. وبالتالي، تكون فرص الرضاعة الطبيعية بعد العملية أعلى بكثير عند استخدام هذه الطرق. ولهذا السبب، يُعد اختيار التقنية أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا للمريضات اللواتي يخططنَ للحمل والرضاعة مستقبلاً.
ما أفضل الطرق الطبيعية لتكبير وشد الثدي؟
هذا سؤال شائع، لكن الحقيقة هي أنه لا توجد طرق "طبيعية" فعالة لزيادة حجم الثدي بشكل ملحوظ، أو لتحقيق شد واضح ودائم. على الرغم من انتشار مكملات غذائية، وكريمات، وتمارين، ومسّاجات يُروَّج لها على أنها تعزز حجم أو صلابة الثدي، فإن الأدلة العلمية الداعمة لهذه الوسائل ضعيفة أو غير موجودة. قد توفّر بعض هذه الطرق تحسنًا مؤقتًا في ملمس الجلد أو في وضعية الجسم، لكنها لا تُغيّر في نسيج الثدي أو بنيته بشكل حقيقي.
حجم وشكل الثدي يتحددان بشكل رئيسي بالعوامل الوراثية، والتوازن الهرموني، وتوزيع الدهون في الجسم، صحيح أن تمارين الصدر قد تقوي العضلات الواقعة تحت الثديين مما قد يُحسن قليلاً من مظهر المنطقة العليا للجسم، لكنها لا تزيد من حجم الثدي نفسه، ولا تُعالج الترهل الناتج عن التقدّم في العمر، أو فقدان الوزن، أو الحمل والرضاعة.
أما لمن تبحث عن تغيير واضح ودائم، تبقى الخيارات الجراحية مثل تكبير الثدي أو رَفعه (Breast Lift)، هي الحلول المثبتة والموثوقة. واستشارة جراح تجميل مؤهل هي أفضل خطوة لبحث الخيارات الآمنة والفعالة التي تناسب أهداف كل حالة بشكل فردي.
هل يمكن رفع الثديين بدون جراحة؟
توجد عدة وسائل غير جراحية يتم الترويج لها لرفع الثدي، مثل العلاجات بالليزر، والموجات فوق الصوتية، والترددات الراديوية (Radiofrequency). تهدف هذه التقنيات إلى شد الجلد في منطقة الثدي بهدف تحسين مظهر الترهّل وجعل الثدي يبدو أكثر تماسكًا وارتفاعًا. قد تُحدث هذه الطرق تحسّنًا طفيفًا من خلال تحفيز إنتاج الكولاجين وشد الجلد بدرجة بسيطة، لكن نتائجها عادة ما تكون محدودة وليست جذرية. لذلك، تُعد الوسائل غير الجراحية خيارًا جيدًا للوقاية أو لتحسين طفيف، لكنها لا تُعتبر بديلًا فعّالًا للجراحة عندما يكون المطلوب تغيّراً هيكليًا حقيقيًا.
يعتمد الشكل والحجم الأساسي للثديين على الأنسجة الدهنية والبُنى الغدية. ولتحقيق رفع ملحوظ ودائم يجب إعادة تشكيل هذه الأنسجة العميقة وتغيير موقعها، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجراحة. وفي حين أن العلاجات غير الجراحية قد تساعد في حالات الترهل الخفيف جدًا، فإن المريضات اللواتي يبحثن عن نتائج ملموسة وطويلة الأمد سيحتجن إلى التفكير في إجراء جراحة رفع الثدي.
في أي عمر يُنصح بإجراء عملية تكبير الثدي؟
لا يوجد عمر "مثالي" موحّد يناسب جميع الحالات، والأهم من العمر هو أن تكون المريضة بصحة جسدية جيدة، ناضجة عاطفيًا، ولديها توقعات واقعية. ويختلف هذا من شخص لآخر، فبالنسبة للبعض، قد يكون العمر المناسب حوالي 18 عامًا، بينما لدى أخريات قد يستمر تطوّر الثديين لبضع سنوات إضافية.
بمجرد أن يكتمل نمو الثدي وتكون المريضة مستعدة من الناحيتين الجسدية والنفسية، يمكن التفكير في إجراء العملية. من المهم إجراء استشارة شاملة لتقييم مدى نضج الثدي، ومناقشة التوقعات، والتأكد من أن توقيت العملية مناسب. الأساس هنا هو اتخاذ القرار بشكل مدروس وتحت إشراف طبي سليم.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على الفئة العمرية الشابة فقط، فهناك عدد كبير من المريضات في الأربعينيات أو الخمسينيات أو حتى أكبر، يقرّرنَ الخضوع لتكبير الثدي، ويحدث هذا غالبًا كجزء من خطة تجميل شاملة بعد تكرار الحمل، أو فقدان الوزن، أو حدوث تغيّرات التقدّم في السن. المهم دائمًا هو التقييم الفردي لتحديد التوقيت والطريقة الأنسب لكل حالة على حدة.
متى تكون عملية تكبير الثدي محفوفة بالمخاطر؟ وهل هناك حالات طبية تجعل العملية غير مناسبة؟
مثل أي عملية جراحية، تحمل عملية تكبير الثدي بعض المخاطر، وهناك حالات معينة قد لا تكون فيها العملية مناسبة. بشكل عام، لا يُنصح بإجراء العملية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري غير المنضبط، أو أمراض المناعة الذاتية، أو اضطرابات تخثر الدم، إذ يمكن أن تُعقّد هذه الحالات عملية الشفاء وتزيد من خطر حدوث مضاعفات. كما يُفضل تأجيل العملية للمريضات اللاتي يعانينَ من عدوى نشطة أو حالات مرضية غير معالَجة في الثدي حتى يتعافينَ تمامًا.
بالإضافة إلى ذلك، قد لا تكون العملية مناسبة للأشخاص الذين يعانونَ من مشاكل نفسية كبيرة، إذ يجب معالجة هذه الحالات أولًا قبل اتخاذ قرار الخضوع للجراحة. من الضروري إجراء تقييم طبي شامل وإجراء محادثة صادقة بين المريضة والجراح لضمان أن تكون العملية آمنة ومناسبة لكل حالة على حدة. يجب أن يكون أمان المريضة وصحتها على المدى الطويل دائمًا في المقام الأول.
ما الحلول الآمنة التي تنصح بها بعد إجراء عملية استئصال الثدي (ماستكتومي)؟
توفّر عملية إعادة بناء الثدي بعد استئصاله عدة خيارات آمنة وفعّالة، ويعتمد الخيار الأفضل على عوامل عدة، بما في ذلك ما إذا كان نسيج الثدي قد تم استئصاله جزئيًا أو كليًا، وما إذا كان هناك ما يكفي من الجلد المتبقي، وما إذا كانت عضلات الصدر قد تم الحفاظ عليها أو إزالتها أثناء عملية الاستئصال.
إذا كان هناك جلد كافٍ وكانت عضلة الصدر سليمة، فيمكن أن يكون تركيب الحشوة الثديية مباشرة خيارًا بسيطًا وفعّالًا. وفي الحالات التي تم فيها تقليص الجلد بشكل كبير أو شده، غالبًا ما نستخدِم موسّع الأنسجة —وهو جهاز مؤقّت يتم وضعه تحت الجلد أو العضلات— ويتم ملؤه تدريجيًا بمرور الوقت لتمديد الأنسجة قبل إدخال الحشوة الدائمة.
للمريضات اللواتي لديهنّ احتياجات أكثر تعقيدًا، مثل اللواتي خضعنَ للعلاج الإشعاعي أو فقدنَ كمية كبيرة من الأنسجة، قد يُنصح باستخدام تقنيات رفع العضلات (muscle flap). تتضمن هذه التقنيات نقل بعض الأنسجة بما في ذلك الجلد والدهون وأحيانًا العضلات من منطقة أخرى في الجسم، مثل البطن أو الظهر أو الفخذين، لإعادة تكوين شكل الثدي.
في النهاية، يتم تحديد الطريقة الأنسب من خلال استشارة شاملة تأخذ في الاعتبار تشريح المريضة، وصحتها العامة، وتفضيلاتها الشخصية. الهدف هو استعادة المظهر الجسدي، وأيضًا استعادة الثقة والشعور بالكمال. تُسهم هذه التقنيات الترميمية في استعادة شكل الجسم، وتلعب دورًا قويًا في مساعدة المرضى على استعادة الثقة بالنفس والشعور بالكمال بعد رحلة علاج صعبة.
د. نظمي بايسين، هو طبيب تركي معروف، حصل على شهادة الطب من جامعة إيجه في تركيا، تخصص بعدها في جراحة التجميل في جامعة تراقيا. وفي عام 1999، أصبح جراح تجميل معتمدا. خلال مسيرته المهنية، ركّز بشكل أساسي على جراحة التجميل، وقام بتنفيذ مجموعة واسعة من العمليات، بما في ذلك شد الوجه، وجراحة الجفون، وشد البطن، وشفط الدهون. ومع ذلك، فقد طور تقنيات جراحية خاصة به في عمليات تكبير الثدي والإجراءات التجميلية للأعضاء الأنثوية، مما أدى إلى زيادة الطلب على هذه العمليات بشكل خاص. قدّم مؤخرًا عملية زراعة ذقن باستخدام غرسات مصممة خصيصًا لتناسب بنية وجه كل مريض.