ما الذي تعرفه عن الاضطرابات العصبية المعرفية وما أعراضها، وأنواعها، وسُبل علاجها؟ في هذا الحوار نتعرف عن كثب على الاضطراب العصبي المعرفي مع الدكتور ألكسندر ماشادو، أخصائي طب النفس العصبي الإكلينيكي.
كيفية تعريف الاضطرابات العصبية المعرفية
الاضطراب العصبي المعرفي هو حالة تنتج عن تغيرات في الدماغ تؤثر على الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة والانتباه وسرعة المعالجة. ورغم أن هذه الاضطرابات غالباً ما ترتبط بالشيخوخة أو الأمراض العصبية التنكسية، فمن المهم تمييزها عن اضطرابات النمو العصبي، التي تنشأ في مرحلة الطفولة المبكرة وتؤثر على نمو الدماغ. وعادةً ما يتفاقم الاضطراب العصبي المعرفي مع مرور الوقت، بينما تستمر اضطرابات النمو العصبي مدى الحياة، ولكنها قد تتحسن بالتدخل والعلاج المبكر.
هل تخبرنا قليلاً عن أعراض الاضطرابات العصبية المعرفية ؟
تشمل أعراض الاضطرابات العصبية المعرفية فقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز، وبطء التفكير. ومع ذلك، تختلف هذه الأعراض عن أعراض اضطرابات النمو العصبي، التي غالباً ما تظهر على شكل تأخر في الكلام، أو المهارات الحركية، أو التفاعل الاجتماعي. وتحصل الاضطرابات العصبية المعرفية في مراحل لاحقة من حياة المصاب، بينما تظهر اضطرابات النمو العصبي منذ الطفولة وتؤثر على مراحل النمو.
ما الاضطرابات العصبية المعرفية الأكثر شيوعًا؟
تشمل الاضطرابات العصبية المعرفية الأكثر شيوعاً: مرض ألزهايمر، والخرف الوعائي، وخرف أجسام ليوي. وتختلف هذه الاضطرابات عن اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب طيف التوحد (ASD)، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والإعاقات الذهنية التي تنشأ في مراحل نمو الدماغ المبكرة، ولها مناهج تشخيصية وعلاجية مختلفة.
ما الأسباب الرئيسية للاضطرابات العصبية المعرفية ؟
غالبًا ما تُعزَى الاضطرابات العصبية المعرفية إلى أمراض تنكسية عصبية، أو إصابات دماغية رضية، أو سكتات دماغية. في المقابل، تُعزى اضطرابات النمو العصبي في المقام الأول إلى عوامل وراثية، أو بيئية، أو عوامل ما قبل الولادة التي تُعوق نمو الدماغ. فعلى سبيل المثال، يرتبط اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالاستعدادات الوراثية والاختلافات المبكرة في توصيلات الدماغ، وليس إلى تلف دماغي مكتسَب.
ما أنواع الاضطرابات العصبية المعرفية ؟
تشمل أنواع الاضطرابات العصبية المعرفية: مرض ألزهايمر، والخرف الوعائي، ومرض باركنسون. وتختلف هذه الاضطرابات عن اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطرابات التعلم المحددة (مثل عُسر القراءة). وتتميز اضطرابات النمو العصبي بالظهور المبكر وتأثيراتها مدى الحياة على التعلم والسلوك والمهارات الاجتماعية، بينما تُكتسب الاضطرابات العصبية المعرفية في مراحل لاحقة من الحياة.
هل يمكن علاج الاضطرابات العصبية المعرفية وكيف؟
تُعالَج الاضطرابات العصبية المعرفية باستخدام الأدوية، وإعادة التأهيل المعرفي، وتغييرات نمط الحياة. ومن ناحية أخرى، تتطلب اضطرابات النمو العصبي تدخلاً مبكراً، وعلاجاً سلوكياً، ودعماً تربوياً. على سبيل المثال، يستفيد الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد من علاج النطق وتدريب المهارات الاجتماعية، بينما يُعالَج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالتدخلات السلوكية، وأحياناً بالأدوية.
هل تختلف طرق العلاج حسب العمر، مثلاً بين الأطفال والبالغين؟
بالطبع، تختلف أساليب العلاج اختلافاً كبيراً بين الأطفال والبالغين. بالنسبة لاضطرابات النمو العصبي، تُركّز تدخلات الطفولة المبكرة على استراتيجيات سلوكية وتعليمية لدعم النمو. في المقابل، غالباً ما تتضمن الاضطرابات العصبية المعرفية لدى البالغين إعادة تأهيل إدراكي وأدويةً للسيطرة على الأعراض. ويُعدّ اتباع نهج مُصمم خصيصاً لكل فئة عمرية ولكل حالة على حدة أمراً ضرورياً.
ما ضعف الإدراك الخفيف وما أعراضه وأسبابه؟
ينطوي ضعف الإدراك الخفيف على تغيرات طفيفة في الذاكرة والإدراك لا تؤثّر بشكل كبير على الحياة اليومية، وغالباً ما تكون مقدمة لاضطرابات عصبية معرفية مثل الخرف. وفي المقابل، تستمر اضطرابات النمو العصبي، مثل الإعاقات الذهنية أو اضطرابات التعلم، مدى الحياة وتبدأ من الطفولة. ويصاب الشخص بضعف الإدراك الخفيف في مرحلة لاحقة من العمر، بينما تتجذر اضطرابات النمو العصبي في مراحل نمو الدماغ المبكرة.
ما علم النفس العصبي المعرفي؟
يدرس علم النفس العصبي المعرفي أو الإدراكي كيفية تأثير بُنى الدماغ على الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة واللغة. وينطبق على كلٍّ من الاضطرابات العصبية الإدراكية واضطرابات النمو العصبية، إلا أن تركيزه يختلف. ففي حالة اضطرابات النمو العصبية، يدرس هذا العلم كيفية تأثير النمو المبكر للدماغ على التعلم والسلوك، بينما في حالة الاضطرابات العصبية الإدراكية، يستكشف هذا العلم الاختلالات الإدراكية المكتسبة الناتجة عن تلف الدماغ أو تنكسه.
ما الأسس العصبية للعمليات الإدراكية؟
تعتمد العمليات الإدراكية على عمل مناطق محددة في الدماغ، مثل القشرة الجبهية والحُصين أو ما يسمى قرن آمون. وفي اضطرابات النمو العصبي، قد تتطور هذه المناطق بشكل غير طبيعي، ما يؤثّر على التعلم والسلوك. أما في الاضطرابات الإدراكية العصبية، فقد يتدهور عمل هذه المناطق بسبب الشيخوخة أو المرض. ويساعد فهم هذه الأسس على تصميم تدخلات مُخصصة لكلا النوعين من الحالات.
هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن "عيادة حكّيني" للصحة النفسية وأهدافها الرئيسية؟
تهدف هذه العيادة الجديدة في مدينة دبي الطبية إلى تقديم رعاية صحية نفسية مبنية على أسس علمية، تشمل علاجات اضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ومن أهدافها التشخيص المبكر، والعلاج السلوكي، والدعم التعليمي للأطفال، إلى جانب إعادة التأهيل المعرفي للبالغين المصابين باضطرابات عصبية معرفية. ويضمن هذا التركيز المزدوج توفير رعاية شاملة لمختلف احتياجات الصحة النفسية.
مع تخطيط "حكّيني" لتوظيف أكثر من 50 طبيباً معتمداً بحلول نهاية عام 2026، كيف ترون أن هذا سيساهم في معالجة الطلب المتزايد على الرعاية الصحية العقلية القائمة على العلم في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
سيُسهم توظيف 50 طبيباً في توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية النفسية بشكل كبير، لا سيما لاضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ويُمكن للتدخل المبكر والعلاجات المتخصصة للأطفال تحسين نتائج النمو، بينما تُحسّن العلاجات القائمة على الأدلة للاضطرابات العصبية المعرفية لدى البالغين جودة حياتهم. وتتماشى هذه المبادرة مع رؤية دولة الإمارات في أن تصبح رائدة في مجال الرعاية الصحية النفسية.
هل يمكنك أن تخبرنا القليل عن تحصيلك الأكاديمي وخبرتك المهنية؟
تغطي خبرتي مجالات متنوعة تمتد من علم النفس العصبي الإكلينيكي إلى علم النفس الإكلينيكي، وأنا أخصائي معتمد في مجال التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، والتغذية الراجعة العصبية، والتقييم النفسي المحوسب والعلاج النفسي العصبي.
الدكتور ألكسندر ماشادو أخصائي في الطب النفسي العصبي السريري، يتمتع بخبرة عريقة تربو على أكثر من 25 عاماً في تقييم وعلاج مجموعة واسعة من الحالات العصبية المعرفية والنفسية. ويقدم الدكتور ماشادو تقييمات شاملة وتدخلات مصممة خصيصًا للأفراد من جميع الأعمار، بفضل أسسه القوية في مجال علم النفس السريري وعلم النفس العصبي.
يحمل الدكتور ماشادو درجة الماجستير في علم النفس العصبي السريري، ودرجة الدكتوراه في العلوم المعرفية واللغوية وعلوم الأعصاب من الجامعة الكاثوليكية في لشبونة، وهو ملتزم بالممارسة القائمة على الأدلة والتطوير المهني المستمر. وهو يجيد اللغات البرتغالية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية، كما أنه أخصائي معتمد في التحفيز المغناطيسي السريري عبر الجمجمة (TMS) من جامعة ماستريخت.
وتشمل الخبرة السريرية الواسعة للدكتور ماشادو مناصب في MS Help UK وCHPL (المستشفى العام المركزي للطب النفسي في لشبونة) وعيادة Neuroclinic Portugal. وهو أيضاً طبيب نفسي عصبي سريري مرخّص من هيئة الصحة بدبي، وحاصل على شهادات وعضويات من منظمات مرموقة، منها الجمعية الدولية لعلم النفس العصبي (INS)، والجمعية البريطانية لعلم النفس (BPS)، والجمعية البرتغالية لعلماء النفس (OPP).
وفي منصبه في "حكّيني"، يُوظّف الدكتور ماشادو خبرته ومؤهلاته الواسعة لتقديم رعاية نفسية عصبية متخصصة، مع التركيز على التقييمات المعرفية والدعم العاطفي وإعادة التأهيل العصبي المعرفي. ويَستخدم الدكتور ماشادو مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج بالقبول والالتزام (ACT)، والعلاج السلوكي الجدَلي (DBT)، والعلاج القائم على اليقظة الذهنية (MBT)، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، بالإضافة إلى خبرته في الأمراض العصبية التنكسية، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، وتقييمات طيف التوحد، وغيرها.