تجميل الأنف بين الموضة والحاجة الطبية والسلامة، يتحدث عنها في هذا الحوار الدكتور ألكسندر جلوشكو، جراح الأنف والوجه في دبي، حيث يتطرق في هذا الحوار مع موقع "صحتك" إلى أبرز الاتجاهات في تجميل الأنف والذقن لعام 2025، النتائج الطبيعية في عملية تجميل الأنف، السلامة، والتقنيات المتقدمة في جراحة الوجه، وعمليات الجراحة الترميمية والوظيفية للأنف.
اتجاهات تجميل الأنف والذقن: ما هي أبرز الاتجاهات التي تتوقعها في تجميل الأنف والذقن لعام 2025، لا سيما من حيث التقنيات غير الجراحية والعلاجات الشخصية؟
يعتمد مستقبل تجميل الأنف والذقن على العلاجات الشخصية التي تضمن السلامة والنتائج الطبيعية. ومع ذلك، أنصح بعدم اللجوء إلى إجراءات مثل حقن الأنف أو شد الذقن بالخيوط. قد تبدو هذه الحلول سريعة، لكنها تنطوي على مخاطر كبيرة، مثل تكوّن أنسجة ندبية قد تتحرك وتسبب مشاكل في العمليات الجراحية المستقبلية. ومن أخطر المضاعفات المحتملة لهذه الإجراءات حدوث انسداد في الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى فقدان جزئي أو كلي للبصر.
فيما يخص تجميل الذقن، يزداد الإقبال على عملية "جينوبلاستي" (Genioplasty)، التي أصبحت شائعة في الإمارات بعد انتشارها في كوريا الجنوبية. بعكس غرسات الذقن التي قد تؤدي إلى مضاعفات أو الحاجة للاستبدال، تَستخدم "الجينوبلاستي" أنسجة العظام الخاصة بالمريض، مما يوفر نتائج دائمة ويحقق تناسقاً طبيعياً مع ملامح الوجه. كما أن فترة التعافي قصيرة نسبياً، إذ يمكن للمرضى العودة بسرعة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية، بما في ذلك المضغ والاستلقاء على وجوههم، مما يجعل هذا الإجراء خياراً مناسباً وحلاً فعالاً وآمناً.
النتائج الطبيعية في عملية تجميل الأنف : ما هي الابتكارات أو التقنيات التي تتوقع أنها ستعزز الاتجاه نحو نتائج ذات مظهر طبيعي في العام المقبل؟
شهدت السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً نحو تحقيق نتائج طبيعية في تجميل الأنف. لم يعد المرضى، وخاصة الأصغر سناً، يسعون وراء الأنف المثالي على غرار "باربي" (Barbie) أو وراء المظهر غير الواقعي الرائج على وسائل التواصل الاجتماعي (Instagrammable)، بل باتَ تركيزهم ينصب على تعزيز ملامحهم الفريدة وتحقيق التناسق الطبيعي مع طبيعة وجوههم.
بصفتي جراحاً، أجد هذا التوجه مثيراً للاهتمام، لأنه يتيح لنا الابتعاد عن الأساليب التقليدية الرائجة، والاستفادة من إبداعنا الجمالي لتحقيق نتائج مصممة خصيصاً لكل مريض. من بين التقنيات الرائدة في هذا المجال هي تقنية "تجميل الأنف المحافِظ"(Preservation Rhinoplasty) ، التي تركّز على تقليل التدخل في البُنية الطبيعية للأنف. وقد بدأت هذه الأساليب في تركيا وانتشرت عالمياً، لتصبح الآن ممارسة شائعة في الإمارات. فهي تتيح إجراء عمليات أسرع، وتسبب أقل قدر ممكن من الصدمات، مما يسرّع عملية التعافي مع الحفاظ على الوظائف الطبيعية للأنف.
السلامة في جراحة تجميل الأنف : كيف تساهم التقنيات الجديدة في تعزيز سلامة المرضى وتقليل المخاطر؟
سلامة المريض هي الأهم. يبدأ ذلك من خلال التواصل الواضح حول الفوائد والمخاطر المحتملة لأي عملية جراحية، مما يمكّن المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة.
قبل الجراحة، يتم إجراء تقييم صحي شامل مع الحرص على التعاون مع فرق التخدير وإجراء العمليات الجراحية فقط في المستشفيات المجهزة بالكامل مع مرافق الطوارئ استعدادنا لأي موقف طارئ.
فيما يتعلق بالأدوات الجراحية، فإنني أُفضِّل استخدام أدوات جراحية دقيقة من كبرى الشركات المصنعة مثل "أسكيولاب" (Aesculap) و"براون" (BBraun) و"أكتيون" (Acteon) التي تعد أدوات عالية الجودة تناسب أسلوبي الجراحي، مما يقلل من التوتر والإجهاد أثناء العمليات، ويؤثر بشكل مباشر على جودة الجراحة وسلامة المريض.
يتم التعامل مع كل مريض بمجموعة أدوات معقمة ومغلقة ومخصصة لضمان أعلى معايير النظافة والكفاءة.
بعد الجراحة، نقدم أنا وفريقي دعماً شاملاً خلال مرحلة إعادة التأهيل. يتلقى كل مريض رعاية شخصية لضمان أفضل شفاء وأفضل النتائج، مع التأكيد على أن الرحلة لا تنتهي في غرفة العمليات.
التقنيات المتقدمة في جراحة الوجه: ما هي أبرز الابتكارات التكنولوجية في جراحة الوجه لعام 2025؟
يستمر مجال جراحة الوجه في التطور، ومن أكثر الاتجاهات إثارة هو نهج تجميل "الأنف المحافِظ". تركّز هذه التقنية على تقليل التدخل الجراحي في هياكل الأنف، مما يضمن تعافياً أسرع ونتائج طويلة الأمد. وعلى الرغم من أن هذه الأساليب ليست جديدة، إلا أنها شهدت تحسينات وتحديثات كبيرة في السنوات الأخيرة، مما يجعلها أكثر أماناً وفعالية.
أما فيما خص تجميل الأنف فقد كنتُ من أوائل الجراحين الذين تبنّوا تقنية تجميل "الأنف المحافِظ"، حيث قمتُ بترجمة الموارد الرئيسية إلى اللغة الروسية وإدخال هذه التقنية إلى روسيا قبل تقديمها في الإمارات.
وعلى الرغم من أن التطورات التكنولوجية تبشّر بمستقبل واعد، إلا أنني أؤكد على ضرورة أن تخضع أي تقنية جديدة لاختبارات صارمة لعدة سنوات لإثبات سلامتها وفعاليتها على المدى الطويل.
عملية الجراحة الترميمية والوظيفية للأنف: ما هي أحدث التطورات في تجميل الأنف الوظيفي أو الترميمي؟
عندما يتعلق الأمر بجراحة تجميل الأنف لا يمكن الفصل بين الجمال وبين وظيفة الأنف الطبيعية، فالأمر لا يقتصر على تحسين المظهر فحسب، بل يتعداه إلى ضمان أداء الأنف لوظيفته التنفسية بكفاءة. باعتباره عضواً أساسياً في عملية التنفس، من الضروري تحقيق التوازن بين الشكل الجذاب والقدرة على التنفس السليم. أقوم باتباع نهج يعتمد على تصميم أنف يجمع بين الجمال الطبيعي والوظيفة المثلى، بحيث يبدو متناغماً مع ملامح الوجه ويعمل بكفاءة دون أي عوائق.
تركز التطورات الحديثة في عملية تجميل الأنف الوظيفية على الحفاظ على وظائف الأنف أو استعادتها مع تحقيق الانسجام الجمالي. على سبيل المثال، أستخدم تقنيات تدعم بنية الأنف لمنع الانهيار أو الانسداد بعد الجراحة. من خلال دمج المبادئ الترميمية والتجميلية، يمكننا أيضاً معالجة مشاكل مثل انحراف الحاجز الأنفي أو إصابات الأنف، مع تحسين الشكل العام للأنف.
يجب أن يدرك المرضى أن جمال الأنف لا قيمة له دون أداء وظيفي سليم، وهذه القناعة تشكل جوهر النهج الذي أتبعه في كل عملية جراحية.
