في حوار خاص لموقع صحتك يتحدث د. عماد محمود بدوي، أخصائي طب وجراحة العيون عن مرض العمى القرني ، ما هو وما هي أسبابه، وأعراضه، ومضاعفاته، وما طرق تشخيصه وسٌبل العلاج.
ما هو مرض العمى القرني ؟
العمى القرني هو فقدان البصر الناجم عن إصابة أو عدوى في القرنية، والقرنية هي النافذة الشفافة على شكل قبة الموجودة في مقدمة العين. وتعتبر القرنية هي المسؤولة عن مرور الضوء وتركيزه على شبكية العين، وبالتالي فإن أي ضرر يصيب القرنية يمكن أن يؤدي إلى ضعف بصري أو عمى تام.
ما هي أسباب مرض العمى القرني ؟
هناك عدة أسباب قد تسبب العمى القرني ، بما في ذلك:
- يمكن أن تؤدي الإصابات الجسدية أو الحروق أو الخدوش في القرنية إلى حدوث تندب قد يؤدي إلى فقدان البصر.
- يمكن أن تسبب الالتهابات البكتيرية، أو الفيروسية أو الفطرية أو الطفيلية حدوث ندبات في القرنية وحدوث العمى. وتشمل الأمثلة فيروس الهربس البسيط.
- يمكن أن تؤدي بعض الحالات الوراثية، مثل ضمور القرنية، إلى التعتيم التدريجي وفقدان البصر.
- يمكن أن تتسبب الشيخوخة ووجود اضطرابات مثل القرنية المخروطية في حدوث إعتام أو تنكس في القرنية.
- يمكن أن تتسبب متلازمة جفاف العين المزمنة في تلف القرنية في حال عدم علاجها.
- قد تؤثر تشوهات القرنية على البصر.
- يمكن أن تؤدي الحروق الكيميائية، التي تسببها الأحماض أو القلويات، إلى تلف القرنية بشكل دائم.
ما هي أعراض مرض العمى القرني ؟
تختلف هذه الأعراض بناء على الحالة المرضية وسببها، وتشتمل الأعراض الشائعة لعمى القرنية على رؤية ضبابية أو مشوهة، وآلام العين أو عدم الشعور بالراحة، والحساسية تجاه الضوء (رهاب الضوء)، واحمرار أو بلل العينين، وفقدان البصر المنخفض أو الكامل، ورؤية وهج أو هالات حول الأضواء.
كيف يتم تشخيص مرض العمى القرني ؟
يتضمن التشخيص عادةً:
- تاريخ المريض: معاينة تاريخ الأعراض، أو الصدمات، أو الالتهابات، أو التاريخ العائلي لأمراض العيون.
- اختبار حدة البصر: قياس مدى قدرة المريض على الرؤية من مسافات مختلفة.
- الفحص بالمصباح الشقي: عرضٌ مكبر للقرنية للكشف عن التعتيم أو الندوب أو العدوى.
- اختبار طبوغرافيا القرنية: استخدام خريطة مفصلة لشكل القرنية، والذي يمكن أن يكون مفيداً في تشخيص حالات مثل القرنية المخروطية.
- صبغ العين بالفلوريسئين: يتم استخدام صبغة خاصة لتسليط الضوء على التلف أو التندب على سطح القرنية.
- قياسات ضغط العين: وقياس سماكة القرنية التي يمكن أن تتغير بسبب مرض أو إصابة.
حدثنا عن مضاعفاته
يمكن أن تشمل مضاعفات عمى القرنية ما يلي:
- العدوى: قد تزيد القرنية المتضررة من خطر الإصابة بالالتهابات البكتيرية أو الفطرية الثانوية.
- تندب القرنية: في حال عدم علاجها، يمكن أن يقلل التندب من الرؤية.
- الألم: ألم مستمر في العين، خاصة في حالة الإصابة أو العدوى.
- الجلوكوما: قد يتطور ارتفاع ضغط العين بسبب عدم قدرة العين على تصريف سوائلها بشكل صحيح، خاصة بعد الإصابة بالتهابات العين الشديدة، والصدمات، أو العمليات الجراحية.
- إعتام عدسة العين: في بعض الحالات، قد يتطور إعتام عدسة العين جنباً إلى جنب مع تلف القرنية.
- العمى التام: في حال عدم علاج، يمكن أن يؤدي عمى القرنية إلى فقدان كامل للبصر.
كيف يمكن علاج مرض العمى القرني ؟
يعتمد العلاج على سبب وشدة تلف القرنية:
- الأدوية: المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات أو مضادات الفطريات لعلاج العدوى. يمكن أيضا استخدام قطرات العين الستيرويدية لتقليل الالتهاب.
- الليزر: تساعد عملية الليزر السطحي مثل (استئصال القرنية بالعلاج الضوئي) PTK على إزالة ندبات القرنية السطحية أو الحالات غير الطبيعية.
- زرع القرنية: في حالات التندب الشديد أو تلف القرنية، قد تكون عملية زرع القرنية (رأب القرنية) ضرورية لاستعادة الرؤية.
- الدموع الصناعية: بالنسبة لجفاف العين أو الإصابات الطفيفة، يمكن أن تساعد قطرات ترطيب العين على حماية القرنية وتقليل الانزعاج.
- الجراحة: في حالات معينة مثل القرنية المخروطية، يمكن استخدام إجراءات مثل الربط المتقاطع للقرنية لتقوية القرنية، أو الحلقات داخل القرنية لتنظيم سطح القرنية.
- العدسات اللاصقة: يمكن أن تساعد العدسات اللاصقة الخاصة (العدسات اللاصقة الصلبة) في بعض الأحيان في تحسين الرؤية لدى المرضى الذين يعانون من سطح القرنية غير المنتظم أو تندب القرنية الخفيف.
هل يمكن الوقاية منه؟
تنطوي الوقاية من عمى القرنية على ما يلي:
- الحماية المناسبة للعين: ارتداء نظارات واقية أثناء الرياضة أو العمل أو عند التعامل مع مواد كيميائية.
- النظافة الجيدة: تجنب إساءة استخدام العدسات اللاصقة، والتنظيف السليم للعدسات لمنع العدوى.
- العلاج الفوري لالتهابات العين: يمكن أن يقي العلاج المبكر لحالات مثل التهاب الملتحمة أو الصدمة أو فيروس الهربس البسيط من المضاعفات.
- فحوصات العين المنتظمة: يمكن أن يسمح الاكتشاف المبكر لحالات مثل القرنية المخروطية أو ضمور القرنية بالتدخل في الوقت المناسب.
- تجنب المواد الكيميائية الضارة: الحرص على تجنب التعرض للمواد الكيميائية التي يمكن أن تحرق القرنية أو تتلفها.
هل يمكن أن يؤدي تلف القرنية إلى العمى؟
نعم، إذا تضررت القرنية بشدة أو تندبت أو أصيبت بالتهاب مثل التراخوما ولم يتم علاجها في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى عمى دائم. يمكن أن يعوق تندب القرنية الشديد مرور الضوء إلى العين، مما يؤدي إلى فقدان البصر.
هل العمى يورث؟
هناك أنواع معينة من العمى، بما في ذلك بعض الأنواع ذات الصلة بأمراض القرنية، قد تكون وراثية. ويمكن أن تسبب بعض الاضطرابات الوراثية، مثل ضمور القرنية، الفقدان التدريجي للبصر بمرور الوقت. وتشتمل الحالات الوراثية الأخرى التي قد تساهم بالإصابة بالعمى على أمراض الجلوكوما وأمراض العصب البصري. ومع ذلك، فإن العديد من مسببات العمى، مثل الصدمات أو الالتهابات، ليست موروثة ولكنها مكتسبة.
د. عماد محمود بدوي اختصاصي في قسم طب العيون لدى مركز ميدكير للعيون - شارع الشيخ زايد في دبي. حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة ودرجة الماجستير في طب العيون من كلية طب قصر العيني في جامعة القاهرة بمصر، كما أنه حصل على شهادة الدراسات العليا من جامعة جورج تاون بواشنطن العاصمة، وحصل على دكتوراة في طب العيون من جامعة الأزهر بمصر. وحصل د. عماد على زمالة الكلية الملكية للأطباء والجراحين، من غلاسكو بالمملكة المتحدة.
عمل لمدة 21 عامًا اختصاصي طب عيون عام، في مستشفيات في مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة. وتضمنت حياته المهنية عمله مدربًا للجراحات الانكسارية لعدة سنوات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان واليمن، ويمتاز بخبرة واسعة في مجال إجراء الجراحات الانكسارية التي تشمل جراحات مثل السمايل والفيمتو ليزك، والليزك وتقنية SBK واللازك وعملية الليزر السطحي PRK واقتطاع القرنية الضوئي العلاجي. كما أنه أجرى جراحات على القرنية باستخدام إجراءات مثل شرائح حلقات القرنية وعملية تثبيت القرنية. وتشمل الإجراءات الأخرى التي استخدمها د. عماد عملية سبر الجهاز الدمعي وحقنه للتحكم في دُماع العينين، كما استخدم السدادات النقطية لعلاج جفاف العينين، وعالج بفاعلية حالات في العين مثل الظفرة والبَردة وأمراض القرنية وسطح العين وأمراض العيون العامة مثل إعتام عدسة العين والزَرَق وأمراض الشبكية.