تزامناً مع اليوم العالمي لالتهاب الكبد التقينا الدكتور محمد عبد الحافظ، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، الذي يتمتع بأكثر من 19 عاماً من الخبرة في هذا المجال، لكي نتحدث معه عن مخاطر التهاب الكبد. الدكتور عبد الحافظ متخصص في إجراءات التنظير المتقدمة والمعقدة، فقد أجرى أكثر من 30,000 عملية تنظير هضمي داخلي، وحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، والبورد الألماني في أمراض الجهاز الهضمي والطب الباطني، ويحمل أيضاً درجة الدكتوراه في الطب من جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا، ويعمل حالياً استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ميدكير الملكي التخصصي في القصيص.
ما هو مرض التهاب الكبد الوبائي بي وسي؟ هل يختلف مرض التهاب الكبد سي عن بي، وما هو الفرق بينهما؟
التهاب الكبد B و C هي عدوى فيروسية تؤثر على الكبد. يحدث التهاب B (HBV) بسبب فيروس التهاب الكبد B، بينما يحدث التهاب C (HCV) بسبب فيروس التهاب الكبد C. ويتسبب كلا الفيروسين بالتهاب الكبد الذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكبد المزمنة، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. يكمن الفرق الرئيسي في طرق انتقالهما، إذ ينتشر التهاب B من خلال ملامسة دم المصاب وسوائل جسمه، مثل اللعاب والسائل المنوي والسوائل المهبلية، بينما ينتشر التهاب C بشكل أساسي من خلال ملامسة الدم للدم.
أيهما أخطر.. التهاب بي أم سي؟
يمكن أن يكون كل من التهاب B و C خطيراً، ولكن يُعتبر التهاب C أكثر عرضة للاستفحال والتطور إلى مرض كبدي مزمن. ما يقرب من 70-85٪ من الأفراد المصابين بالتهاب الكبد C تتطور لديهم عدوى مزمنة، مقارنة بحوالي 5-10٪ للمصابين بالتهاب الكبد B. يُعد التهاب C المزمن سبباً رئيسياً لتليف الكبد وسرطان الكبد. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التهاب B أيضاً إلى مضاعفات خطيرة، خاصة إذا أصبح مزمناً.
ما هي أسباب المرض؟
أسباب التهاب الكبد B و C هي العدوى بالفيروسات الآتية:
- فيروس التهاب الكبد B: ينتشر عن طريق ملامسة سوائل جسم مُعدية مثل الدم والسائل المنوي والسوائل المهبلية. تشمل الطرق الشائعة ممارسة الجنس دون حماية، ومشاركة الإبر، وانتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة.
- فيروس التهاب الكبد C: ينتشر في المقام الأول من خلال اتصال الدم بالدم، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال مشاركة الإبر أو أدوات المخدرات الأخرى، وتلقّي منتجات دم ملوثة، وأحيانا من خلال ممارسة الجنس دون حماية، أو انتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة.
ما هي أعراض التهاب الكبد والتهاب الكبد الفيروسي، وكيف يتم تخصيصه؟
يمكن أن تشمل أعراض التهاب الكبد (B و C) ما يلي:
- الحمى.
- التعب.
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
- ألم في البطن.
- البول الداكن.
- براز باهت بلون الطين.
- آلام المفاصل.
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
يتم التشخيص عادةً من خلال اختبارات الدم التي تكشف عن وجود الفيروس أو الأجسام المضادة له أو الحمض النووي الريبي لهذا الفيروس. قد تشمل الاختبارات الإضافية اختبارات وظائف الكبد ودراسات التصوير لتقييم تلف الكبد.
ما هي التحاليل المطلوبة لمرض التهاب الكبد الوبائي؟
تشمل الاختبارات المطلوبة لالتهاب الكبد ما يلي:
- الاختبارات المصلية: للكشف عن الأجسام المضادة ضد الفيروسات B و C.
- اختبار الحمض النووي، تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): للكشف عن الحمض النووي الفيروسي لفيروس التهاب الكبد الوبائي B، أو الحمض النووي الريبي لفيروس التهاب الكبد الوبائي C، وقياس الحِمل الفيروسي.
- اختبارات وظائف الكبد لتقييم مدى تلف الكبد.
- دراسات التصوير: مثل الموجات فوق الصوتية، لتقييم حالة الكبد.
- أخذ خزعة من الكبد في بعض الحالات، لتقييم مدى تلف الكبد.
ما هي طرق العلاج من هذا الالتهاب، وهل يمكن الوقاية منه؟
تشمل طرق العلاج ما يلي:
التهاب الكبد الوبائي من النوع B:
- الأدوية المضادة للفيروسات، مثل تينوفوفير وإنتيكافير، لقمع ومنع تكاثر الفيروس.
- حقن الإنترفيرون لتعزيز الاستجابة المناعية.
- المراقبة المنتظمة لوظائف الكبد والحِمل الفيروسي.
التهاب الكبد الوبائي من النوع C:
- مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر (DAAs) مثل "سوفوسبوفير" و"ليديباسفير"، والتي يمكن أن تعالج العدوى في معظم الحالات.
- المراقبة المنتظمة لوظائف الكبد والحمل الفيروسي.
تشمل الوقاية ما يلي:
- التطعيم: تتوفر لقاحات فعالة لالتهاب الكبد B.
- تجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر: مثل مشاركة الإبر وممارسة الجنس دون حماية وضمان فحص منتجات الدم.
- الممارسات الطبية الآمنة: بما في ذلك استخدام الإبر والمعدات المعقمة.
هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد الوبائي C؟
نعم، يمكن علاج التهاب الكبد الوبائي C. أحدَثَ ظهور مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر (DAAs) ثورة في هذا العلاج، حيث تجاوزت معدلات الشفاء 95٪ في كثير من الحالات. وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم لمدة 8-12 أسبوعاً.
هل يعتبر لقاح الكبد آمنا وفعالًا؟ ومتى ينصح بأخذه؟
لقاح التهاب الكبد B آمن وفعال للغاية، مع معدل حماية يصل إلى 95٪، ويوصى به من أجل:
- جميع الرضع، بدءًا من الولادة.
- الأطفال والمراهقين غير المطعّمين.
- البالغين المعرّضين للخطر، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة، والمسافرين إلى المناطق ذات الانتشار المرتفع لفيروس التهاب B، وأولئك الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، أو الذين يستخدمون المخدرات عن طريق الحقن.
هل من علاقة بين مرض التهاب الكبد والصيف؟
لا توجد علاقة مباشرة بين مرض التهاب الكبد والصيف، إذ لا يتأثر التهاب الكبد B و C بالتغيرات الموسمية. تنتقل الفيروسات من خلال سلوكيات محددة بغض النظر عن الوقت من السنة. ومع ذلك، فإن الممارسات الصحية العامة مثل الاستهلاك الآمن للأغذية والمياه، وتجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، تُعتبر مهمة على مدار العام.