صحــــتك

أفضل الطرق لرعاية صحة الأم والطفل مع ياسمينا بيضون

إعداد وتحرير
یاسمینا بیضون تتحدث عن أفضل الطرق لرعایة صحة الأم والطفل خلال فترة الحمل والولادة
یاسمینا بیضون تتحدث عن أفضل الطرق لرعایة صحة الأم والطفل خلال فترة الحمل والولادة

ما الذي تحتاجه المرأة الحامل، وما هي أفضل طرق الرعاية التي يجب عليها الحصول عليها للحفاظ على صحة الأم والطفل طوال فترة الحمل حتى ما بعد الولادة؟ وهل بالفعل من الممكن تحديد جنس الجنين؟ وكيف يمكن ذلك؟ كل هذه التفاصيل في حوار مع القابلة القانونية ياسمينا بيضون.

 

حدثینا بدایة عن دراستك وخبرتك المھنیة  

أنا یاسمینا بیضون، قابلة قانونیة متخصصة في التولید ولديّ أكثر من 7 سنوات من الخبرة في لبنان وفرنسا. حصلت على درجة الماجستیر من فرنسا في إدارة الرعایة الصحیة، وأنا في عملیة تدریب مستمر في L'École du Bien Naître وھي مَدرَسة فرنسیة متخصصة بمتابعة الحوامل في فترة الحمل والولادة وصحة الأم والطفل ، وسوف أصبح قریبًا سفیرة لھذه المدرسة.

 أعمل حالیًا في عیادتي الخاصة منذ عام، حیث أقوم بتقديم جلسات تحضیر قبل الولادة للأزواج الحوامل بهدف الاستعداد لهذه الرحلة الجميلة، وأرافقهم طوال العملية حتى التوقف عن الرضاعة الطبیعیة.

 

ما ھي أفضل الطرق لرعاية صحة الأم والطفل خلال شھور الحمل الأولى؟ وھل یمكن تعدیل تلك الطرق وفقاً لتطور أشھر الحمل؟

في الأشھر الأولى من الحمل، من الضروري أن تتبع الأم نظامًا غذائیًا متوازنًا غنیًا بالفیتامینات والمعادن مثل حمض الفولیك والحدید والكالسیوم. یجب على الأم أن تحرص على الراحة الجسدیة والنفسیة، وكذلك تتجنب التوتر والضغط النفسي. أما بالنسبة للتعدیلات حسب تطور الحمل، فكل مرحلة تتطلب اھتماماً مختلفاً؛ ففي الأشھر الأولى، نركّز اهتمامنا على الوقایة من الإجهاض، وعلى النمو الصحي للجنین، بینما في الأشھر الأخیرة، یزداد التركیز على تحضیر الجسم للولادة، وضمان وضع الجنین بشكل مناسب في الرحم.

 

ما ھي أبرز المشاكل التي یمكن أن تمر بھا الأم والطفل خلال أشھر الحمل الأولى؟

أبرز المشاكل التي قد تواجھھا الأم في الأشھر الأولى تشمل: الغثیان والقيء، والتعب الشدید، والتغیرات الھرمونیة. أما بالنسبة للطفل، فقد یتعرض لبعض المشاكل في حالة وجود الحمل خارج الرحم على سبیل المثال، أو اضطرابات في النمو، أو في حال كانت الأم تعاني من مشاكل صحیة مثل السكري أو ضغط الدم المرتفع. من المھم أن تقوم الأم بالمتابعة المستمرة مع طبیبھا للتأكد من صحة الحمل.

 

فیما يتعلق بالأمھات الجدد، ھل من أمور معینة یجدر بھنّ وضعھا في الحسبان؟

الأمھات الجدد یجب أن یتحلینَ بالصبر والمرونة في التعامل مع التغیرات الجسدیة والعاطفیة التي ترافق فترة ما بعد الولادة. من المھم جداً أن یحصلنَ على دعم نفسي وعاطفي من البیئة المحیطة بھنّ، لا سیما من الزوج أو الشریك، إذ یلعب دوراً محوریاً في تعزیز شعور الأم بالأمان والثقة بالنفس.

وجوده إلى جانبھا، ومشاركتھا في العنایة بالمولود، وتفھّمه للتحدیات التي تمر بھا، یخفف الكثیر من الأعباء عنھا.

كما أن التحضیر المسبق للولادة من خلال حضور جلسات توعویة وتثقیفیة خلال الحمل، یساعد الأم بشكل كبیر على الشعور بالجاھزیة، وفھم ما ینتظرھا في مراحل الولادة وما بعدھا، مما یقلل من توترها ویزید من ثقتھا بقدراتھا كأم. ھذه الخطوات تجعل الانتقال إلى دور الأمومة أكثر سلاسة ووعیاً.

 

كیف یجب التعاطي مع مشاكل تموضع الطفل داخل الرحم فیما إذا كان موضعه غیر صحيح؟

إذا كان وضع الطفل غیر سلیم داخل الرحم، مثل وجوده في وضعیة المقعد، أو إذا كان رأسه في وضع غیر طبیعي، یجب أن تتواصل الأم مع مختصین في الرعایة الصحیة. في بعض الحالات، یمكن توجیه الطفل إلى الوضعیة المثالیة عبر تمارین معینة أو ممارسات خاصة، وأحیانًا قد یكون من الضروري اللجوء إلى طرق طبیة مثل إجراء الولادة القیصریة في حالة وجود خطر على الأم أو الطفل.

 

ما ھي أھم النصائح التي یجب اتباعھا للحفاظ على صحة الأم والطفل ؟

أھم النصائح تتضمن:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن یحتوي على جمیع العناصر الغذائیة الأساسیة لدعم نمو الجنین والحفاظ على صحة الأم والطفل.
  • ممارسة الریاضات الخفیفة مثل المشي أو الیوغا للحفاظ على اللیاقة البدنیة وتحسین الدورة الدمویة.
  • الاهتمام بالصحة النفسية من خلال تجنب التوتر والضغط النفسي، واللجوء إلى تمارين الاسترخاء أو الدعم النفسي عند الحاجة.
  • الحرص على النوم الكافي والراحة، لأن الجسم یحتاج إلى الطاقة خلال مراحل الحمل المختلفة.
  • المتابعة المنتظمة مع الطبیب أو القابلة المختصة لضمان تطور الحمل بشكل صحي والكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة.
  • الامتناع التام عن التدخین والكحوليات، لما لھا من تأثیر سلبي مباشر على صحة الجنین ونموه.
  • ومن المھم أیضًا الإشارة إلى أن التحضیر المسبق للولادة من خلال جلسات التوعیة والدعم خلال الحمل، یساعد الأم على اتخاذ قرارات واعیة خلال الولادة وبعدھا.

ھذه التحضیرات لا تمنحھا فقط المعرفة، بل تعزز من ثقتھا بنفسھا وتجعلھا أكثر استعداداً للمشاركة الفعّالة في اتخاذ القرارات المتعلقة بولادتھا ورعایة طفلھا، بما في ذلك مساهمة الشریك أیضًا، مما یُشعر الأم بأنھا لیست وحدھا في ھذه الرحلة.

 

كیف یمكن الحفاظ على صحة الأم والطفل بعد الولادة.. وما الأمور التي یجب تفادیھا؟

بعد الولادة، تبدأ مرحلة دقیقة لا تقل أھمیة عن الحمل، ویُصبح من الضروري أن تھتم الأم بصحتھا الجسدیة والنفسیة إلى جانب العنایة بطفلھا.

من أبرز الخطوات للحفاظ على الصحة بعد الولادة:

  • الاھتمام بالرضاعة الطبیعیة: يجب على الأم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية منذ الأیام الأولى لما لھا من فوائد صحیة وغذائیة للطفل، وأثرها الإیجابي على شفاء الأم.
  • الراحة الجسدیة: تعتبر ضروریة خلال فترة بعد الولادة، ویجب أن تتجنب الأم بذل مجھود زائد أو حمل أشیاء ثقیلة، خاصة خلال الأسابيع الأولى.
  • الدعم النفسي والعاطفي: من الشریك والعائلة مھم جدًا، خصوصًا في ظل التغیرات الھرمونیة والمشاعر الجدیدة التي قد تمر بھا الأم، ویساعد في الوقایة من اكتئاب ما بعد الولادة.
  • المتابعة الطبیة: الدوریة ضروریة لتقییم تعافي الجسم وتطور صحة الطفل.
  • توفیر بیئة آمنة للطفل: خصوصًا أثناء النوم، من خلال الالتزام بإرشادات النوم الآمن.
  • تفادي الإھمال في التغذیة: وكذلك تجنب السھر المُفرط، وعدم تجاھل أي علامات جسدیة أو نفسیة غیر طبیعیة أمور بالغة الأھمیة، فالعنایة بالأم ھي جزء لا یتجزأ من العنایة بالطفل.

 

ھل تنصحین بالریاضة خلال الحمل وبعد الولادة، وما ھي أبرز تلك الریاضات؟

نعم، الریاضة تُعدّ من العوامل الأساسیة لدعم صحة المرأة خلال الحمل وبعد الولادة. أثناء الحمل، یمكن ممارسة التمارین الخفیفة مثل المشي، والسباحة،والمساعدة في النوم أو الیوغا المخصصة للحوامل التي تساعد في تعزیز اللیاقة البدنیة، وتخفیف آلام الظھر، وتحسین الدورة الدمویة والمزاج العام.

أما بالنسبة للنساء اللواتي كنّ یمارسنَ الریاضة بانتظام قبل الحمل، فیمكنھنّ غالبًا الاستمرار بنفس المستوى من النشاط البدني خلال الحمل، بشرط ألا یشعرنَ بالتعب المفرط ولا توجد لديهنّ أیة مضاعفات طبیة أو موانع صحیة. من المھم دائمًا الاستماع للجسم، والتوقف عند الشعور بالإجھاد أو الانزعاج، واستشارة الطبیب عند الحاجة.

بعد الولادة، یمكن العودة تدریجیًا إلى ممارسة التمارین، خصوصًا تمارین تقویة عضلات الحوض والمشي الخفیف. تساھم التمارين في استعادة اللیاقة وتحسین التوازن الھرموني والمزاج. نعم، الریاضة تلعب أیضًا دوراً كبیراً في دعم الصحة النفسیة خلال ھذه المرحلة الحساسة.

 

ھل مِن خطط خاصة للحفاظ على صحة الأم والطفل إذا كانت الأم تعاني من أمراض مزمنة، وكیف یتم ذلك؟

إذا كانت الأم تعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ضغط الدم المرتفع، فمن الضروري أن تتم متابعة حملھا بشكل دقیق مع طبیب مختص. یجب على الأم الالتزام بالعلاج الموصوف وتعدیل نظامھا الغذائي بما یتناسب مع حالتھا الصحیة. من المھم أن تكون ھناك متابعة دقیقة لحالة الجنین أیضًا لتجنب أي مضاعفات محتملة.

 

فیما يتعلق بالأمھات اللاتي یسعینَ لتحدید جنس الجنین، ھل من طرق خاصة یجري اتباعھا، وھل تنصحین بھا؟

تحدید جنس الجنین موضوع یثیر الكثیر من الاھتمام، لكن من المھم توضیح أنه لا توجد طرق مثبتة علمیًا یمكن من خلالھا اختیار جنس المولود.

بعض المفاھیم الشائعة مثل تناول أطعمة معینة، أو الجماع في أوقات محددة من الیوم، أو بأوضاع معینة، لا تستند إلى أي دلیل علمي، وھي مجرد خرافات متوارثة، التركیبة الجینیة لجنس الجنین تعتمد على جنس الحیوان المنوي الذي یلقح البویضة. 

الأم دائمًا تُعطي كروموسوم X الأنثوي، أما الأب فیعطي إما X الأنوثة أو Y الذكورة

إذا اجتمع من الأم X مع X من الأب = المولود أنثى XX

إذا اجتمع من الأم X مع Y من الأب = المولود ذكر XY

وھذا یجعل احتمال الحمل بذكر أو أنثى متساویًا بنسبة %50 لكل منھما بشكل طبیعي.

أما في الحالات التي یُرغب فیھا باختیار جنس الجنین لأسباب طبیة أو شخصیة معینة، فیمكن اللجوء إلى تقنیات طبیة متقدمة مثل التلقیح الاصطناعي  (IVF) حیث یتم تحدید جنس الجنین بعد إجراء فحص الكروموسومات ومن ثم اختیار الأجنة المرغوب بھا قبل إرجاعھا إلى رحم الأم. ولكن ھذه الإجراءات یجب أن تتم تحت إشراف طبي صارم، وتُقیَّم وفقًا للضوابط الأخلاقیة والقانونیة المعتمدة في كل بلد.

وفي النھایة، أؤمن أن التركیز الأساسي یجب أن یكون على صحة الأم والجنین ، سواء كان الجنين ذكرًا أو أنثى، لأن الولادة السلیمة والأمومة الواعیة ھي الأھم.

 

 

آخر تعديل بتاريخ
07 يونيو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.