عادةً ما تكون الكتل خلف الأذنين غير ضارة، ويَسْهُل علاجها، ولا تُعَدّ دائمًا علامة على وجود مشكلة مرَضية خطيرة أو طويلة الأمد. هذا هو الحال عادةً مع الغدد الليمفاوية المنتفِخة والالتهابات والأمراض الجلدية التي تؤدي إلى ظهور كتل خلف الأذن.
في كثير من الأحيان، يمكن أن تكون الكتل خلف الأذنين أوراماً حميدة، كما هو الحال مع ورم الخشّاء، أو قد تكون سرطانية، كما هو الحال في حالات سرطان الغدة النكَفية (اللعابية). في بعض الحالات، قد تبدأ بشكل بُقَع صغيرة ناعمة، ولكنها تصبح كبيرة مع نموها.
تتناول هذه المقالة الأعراض الشائعة والأسباب المحتَملة لظهور الكتل خلف الأذنين، وستساعدك على معرفة متى يجب أن تستشير مقدم الرعاية الصحية، وما هي بعض خيارات العلاج.
ما أسباب ظهور الكتل خلف الأذنين؟
يمكن أن تتشكّل الكتل خلف الأذنين لعدة أسباب، والأسباب الأكثر شيوعًا لظهور الكتل في هذه البقعة هي الالتهابات والأمراض الجلدية، وقد تتطور الكتل في كثير من الأحيان.
يمكن أن تظهر كتلة خلف الأذن في أي مكان بين الجزء العلوي من الأذن وصولاً إلى الفك، واعتمادًا على سبب وجودها، قد تبدو هذه الكتل الصغيرة متوسطة الحجم طرية أو صلبة، وقد يكون الورم مؤلمًا أو غير مؤلم، كما أن بعض الكتل قد لا تسبب أي إزعاج.
1. من أبرز أسباب الكتل خلف الأذنين: الالتهابات الشائعة
قد تلاحظ وجود الكتل خلف الأذنين ، وهناك 9 أسباب لظهورها، فإذا أُصِبت بالتهاب الحلق أو عدوى في الأذن أو في اللثة، فقد تتورم الغدد الليمفاوية خلف أذنيك وتلتهب. يمكن أن تسبب أنواع العدوى الشائعة الأخرى أيضًا تورّم الغدد الليمفاوية، مثل:
- خراج في الأسنان، أو أسنان منخورة.
- مرض في اللثة.
- الإنفلونزا أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- مرض لايم (مرض تسببه بكتيريا يحملها القُراد).
- عدوى فيروس الهِرْبس.
- الهِرْبس الفموي (عدوى بفيروس الهِرْبس البسيط).
- الأمراض المنقولة جنسياً (STIs).
- التهاب اللوزتين.
العقد الليمفاوية هي تجمعات صغيرة لخلايا لمفاوية موجودة في جميع أنحاء الجسم، وهي موجودة بشكل طبيعي:
- تحت ذراعيك.
- في رقبتك.
- في حوضك.
- خلف أذنيك.
من وقت لآخر، تتضخم الغدد الليمفاوية، وفي كثير من الحالات، يكون التورم ناتجًا عن وجود عدوى. مع تكاثر الخلايا المناعية المكافحة للعدوى، تبدأ في التراكم في الغدد الليمفاوية، وعادة ما تتضخم الغدد الليمفاوية بسبب العدوى أو الالتهاب أو السرطان.
2. التهابات الخشّاء
يمكن أن يسبب التهاب الخشّاء ظهور كتلة خلف الأذن، وهو عدوى بكتيرية تؤثّر على عظم الخشّاء الإسفنجي في الجمجمة خلف الأذن. عادة ما تَنتُج هذه الحالة عن عدوى غير معالََجة في الأذن الوسطى تنتشر إلى عظم الخشاء. تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب الخشاء ما يأتي:
3. الجدرة
قد تشعر بتورم خلف الأذن بعد تعرّضك لجرح أو إصابة في تلك المنطقة، وهذا النوع ليس شائعًا، لكن هذه الكتل المسماة الجدرة Keloids تحدث لدى نحو 2.5٪ من حالات رضوض الأذن، وهي ندبات زائدة تنمو مكان الجرح أحيانًا، وقد يكون من الصعب علاجها، إذْ تميل الجدرة إلى النمو مرة أخرى حتى بعد إزالتها جراحيًا.
4. حَب الشباب
حب الشباب هو حالة جلدية شائعة تُنتِج البثور، غالبًا بسبب التغيرات الهرمونية في سن البلوغ. يمكن أن يظهر حَبّ الشباب في أجزاء كثيرة من الجسم، لكن الوجه هو المكان الأكثر شيوعًا لظهورها، ويمكن أن تظهر البثور أيضًا خلف الأذنين.
قد تساعد كريمات حَبّ الشباب وغسول الوجه التي لا تستلزم وصفة طبية في علاج حَبّ الشباب الخفيف، وقد يتطلب حَبّ الشباب الأكثر شدة دواءً قويًا بوصفة طبية. يمكن أن تصاب البثرة أيضًا بالعدوى. حاوِل ألا تخدش أو تلمس البثور لتقليل احتمالية انتشارها.
5. الأورام الشحمية
الأورام الشحمية (الليبوما) هي كتل دهنية من الأنسجة الدهنية تحت الجلد، وتكون لينة، وغير مؤلمة، ويمكن تحريكها تحت الجلد، ويمكن أن تتكون في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك خلف الأذنين.
الأورام الشحمية غير ضارة، ولكنها يمكن أن تسبب الإزعاج. عادة لا تحتاج إلى علاج الورم الشحمي إلا إذا كان يزعجك، في هذه الحالة، يمكنك إزالته بعملية جراحية بسيطة.
لا يمكن دائمًا اكتشاف الأورام الشحمية على سطح الجلد، ولكن كلما كبر حجمها، فمن المرجح أنك ستتمكن من الإحساس بها بيدك.
6. الخراجات الدهنية
الخراجات الدهنية هي كتل غير سرطانية تنشأ تحت الجلد، تتطور بشكل شائع على الرأس والرقبة والجذع. يتطور هذا النوع من الكيسات حول الغدد الدهنية المسؤولة عن إنتاج المادة الدهنية في الجلد، والتي تعمل على تليين بشرتك وشَعرك. تُسبب معظم الأكياس الدهنية القليل من الألم، أو لا تسبب أي ألم إلا إذا أصيبت بالتهاب جرثومي، وقد تكون مزعجة بسبب حجمها ومكان ظهورها على جسمك.
7. الأورام الحميدة أو الخبيثة
يمكن أن تكون الكتل خلف الأذنين ورمًا غير ضار (حميدًا) أو سرطانيًا (خبيثًا). على سبيل المثال، قد يترافق الورم خلف الأذن مع سرطانات الغدد الليمفاوية، وتوجد معظم الكتل التي تسببها سرطانات البلعوم الأنفي في الجهة الخلفية من العنق.
لكن إذا كانت لديك كتلة خلف أذنك ويريد مقدم الرعاية الصحية استبعاد احتمال وجود السرطان، فعادة ما يحتاج إلى أخذ خزعة، وهو إجراء يتضمن إزالة عيِّنة صغيرة من الأنسجة لفحصها في المختبر تحت المجهر.
تتميز الكتل السرطانية بالعديد من الخصائص التي تجعلها مختلفة عن الكتل غير الضارة والأكثر شيوعًا، من المرجح أن تتصف الكتل الخبيثة بما يأتي:
- تكون ثابتة في مكانها.
- تكون غير متساوية أو غير منتظمة الشكل.
- تشعر بأنها صلبة.
8. العدوى
يمكن للعديد من الالتهابات البكتيرية والفيروسية أن تسبب تورمًا حول العنق والوجه أو فيهما معًا. اثنان من هذه الأنواع من العدوى هما التهاب الحلق وداء كثرة الوحيدات العدوائية (التي يسببها فيروس ابشتاين بار). يمكن أن تتسبب الحالات الأخرى أيضًا في حدوث تورم في العنق والوجه وحولهما. تشمل:
- فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
- مرض الحصبة.
- جدري الماء.
9. التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى هو مصطلح آخر لعدوى الأذن التي قد تكون بكتيرية أو فيروسية. عندما تحدث العدوى، يمكن أن يسبب تراكمُ السوائل في الأذن الوسطى الألمَ والتورم. قد يَنتُج عن هذه الأعراض تورمٌ مرئي خلف الأذن، ويمكن استخدام المضادات الحيوية لتخفيف الأعراض وإنهاء العدوى.
الكتل خلف الأذنين: كيفية إجراء الفحص الذاتي
يَدُكَ هي أفضل أداة للكشف عن الكتل خلف الأذنين. فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك:
- هل تشعر بأن الكتلة ناعمة ولينة وغير مؤلمة؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أنه ورم شحمي.
- هل البقعة مؤلمة خاصة عند لمسها؟ يمكن أن تكون بثرة أو خراجاً.
- بالإضافة إلى الكتل، هل تعاني من أعراض أخرى؟ يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الحمّى أو القشعريرة. إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الورم علامة أخرى على الإصابة.
متى تكون الكتل خلف الأذنين خطيرة وتستوجب زيارة الطبيب؟
إذا وجدْتَ الكتل خلف الأذنين، فقد تتساءل ما إذا كنت بحاجة إلى الحصول على رعاية طبية لذلك. في حين أن معظم الكتل خلف أذنك ليست خطيرة، فإن هناك بعض الحالات التي يجب أن تُلقَى نظرة عليها من قبل مقدم الرعاية الصحية. يجب استشارة الطبيب إذا كان الورم خلف أذنك:
- ظَهَر دون سبب.
- ترافق مع أعراض أخرى.
- مؤلماً أو يسبب عدم الراحة.
- استمرَّ في البقاء أو في النمو على مدى فترة من الزمن.
سيقوم مقدم الرعاية الصحية أولاً بإجراء فحص بسيط، وسوف يطرح عليك أسئلة حول الورم، مثل متى لاحظت ذلك لأول مرة.
في بعض الأحيان، يكون الورم خلف أذنك عبارة عن عقدة ليمفاوية متورمة، إذا كان هذا هو الحال، يجب أن تستشير مقدم الرعاية الصحية إذا:
- كانت الكتلة منتفخة وحمراء ومؤلمة.
- شعرْتَ بأنها صلبة.
- إذا كَبُر حجم الكتلة أو لم ينقص بعد عدة أسابيع.
- كان لديك أعراض أخرى غير مبررة مثل الحمّى أو التعرق الليلي أو فقدان الوزن.
إذا كان لديك انتفاخ في العقد الليمفاوية مع هذه الأعراض السابقة، فقد يرغب مقدم الرعاية الصحية في إجراء بعض اختبارات الدم، أو أخذ خزعة، أو إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT) للمساعدة في إجراء التشخيص الصحيح. سوف يشير أيضًا إلى التاريخ الطبي للمريض للحصول على صورة كاملة عن الحالة الصحية.
في الحالة الأقل شيوعًا، تحتاج الكتلة إلى مزيد من التحقيق، وقد يشمل ذلك أخذ عيّنة من الأنسجة لتحليلها، أو إجراء تصوير شعاعي.
ما هو علاج الكتل خلف الأذنين؟
تزول معظم الالتهابات التي تسبب تورمًا خلف الأذن من تلقاء نفسها بزوال سبب حدوثها. على سبيل المثال؛ قد تختفي عدوى الأذن الخفيفة التي تسبب تورم الغدد الليمفاوية في هذه المنطقة من تلقاء نفسها، ومع ذلك، فإن الالتهابات البكتيرية تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
يمكن علاج بعض الأمراض الجلدية التي يمكن أن تسبب كتلًا خلف الأذنَين بسهولة باستخدام الأدوية التي تُصرَف بدون وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة. قد يلزم الأمر إزالة الكتل الجلدية الأخرى، مثل الأكياس أو الأورام الشحمية.
في حالة وجود أورام، يعتمد العلاج على ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا. في معظم الحالات، يلزم إجراء عملية جراحية لإزالة الورم، وكلما كان الورم أكبر، كانت الجراحة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج الخراجات أو أنواع معيَّنة من العدوى، بما في ذلك التهاب الخشّاء أو التهاب الأذن الوسطى.
يمكن أيضًا استخدام العلاجات الموضعية للكتل التي يسببها حَبّ الشباب. يمكن أن يشمل ذلك أدوية مثل البنزويل بيروكسايد أو الريتينويد أو المضادات الحيوية، وكلها يمكن أن تُستخدم موضعيًا.
في بعض الحالات، قد يوصَى بإجراءات جراحية لتصريف أو إزالة الأكياس الدهنية أو الخراجات أو الأورام الشحمية.
الخلاصة في الكتل خلف الأذنين
يمكن أن يكون للورم خلف الأذن عدة أسباب محتملة. في معظم الأحيان، يكون السبب غير خطير، وسيتحسن من تلقاء نفسه، أو بأقل قدر من العلاج.
مع ذلك، إذا كان الورم مؤلمًا، أو يكبر، أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى، فيجب أن يفحصه اختصاصي طبي.
في حالات نادرة، يمكن أن تتكون الأورام خلف الأذن، وتتطلب علاجًا معقدًا. إذا كان لديك ورم خلف أذنك وأعراض أخرى، خاصة إذا ظهرت فجأة، فمن المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية، إذ يمكنه تشخيص السبب وتحديد أفضل مسار للعلاج.
المصادر:
