أصبحت مس ريتشل اسماً مألوفاً لدى العديد من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال رضّع وأطفال صغار، وذلك بفضل فيديوهاتها الشهيرة على اليوتيوب التي تركّز على التعلّم المبكر، وهي حاصلة على درجة الماجستير في تنمية الطفولة المبكرة والتربية الموسيقية، وتصمّم مقاطع غنائية جذابة لتعزيز مهارات النطق واللغة والمهارات الاجتماعية والعاطفية.
في حين أن نهجها يتماشى مع الممارسات التعليمية الرئيسية، فإنه لا يوجد بحث مباشر حتى الآن يؤكد فعالية المحتوى الذي تقدّمه، ولكن يُسلّط الخبراء الضوء على أهمية إدراك كيفية استخدام مقاطع الفيديو هذه، خاصة للأطفال دون سن الثانية.
يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال التفاعلات الواقعية واللعب والاستكشاف، وقد يؤدي الاستخدام المكثَّف للشاشات إلى إزاحة هذه التجارب التنموية الحيوية. تَستكشف هذه المقالة ما نعرفه عن الاستخدام المبكر للشاشة، وفوائد وقيود المحتوى التعليمي مثل محتوى مس ريتشل، وكيفية تحقيق أقصى استفادة من مقاطع الفيديو للأطفال الصغار جدًا. من خلال الاستخدام المتوازن ومشاركة الوالدين، يمكن لمقاطع الفيديو أن تدعم أنشطة التعلم التأسيسية، ولكن لا تحل محلها.
مَن هي مس ريتشل ؟
مس ريتشل هي شخصية مؤثرة مشهورة على اليوتيوب تقوم بتصوير مقاطع فيديو للرضّع والأطفال الصغار، وهي حاصلة على درجة الماجستير في تنمية الطفولة المبكرة والتربية الموسيقية، وغالباً ما توجّه الأطفال من خلال أنشطة الغناء مع التركيز على تطوير مهارات أقوى في الكلام واللغة والمهارات العاطفية الاجتماعية.
على الرغم من عدم وجود أبحاث منشورة حول فيديوهات مس ريتشل فإن نهجها يتضمن العديد من العناصر التي تساعد الأطفال الصغار على التعلم من مقاطع الفيديو، مثل وجود أهداف تعليمية واضحة، وعدم وجود مؤثرات صوتية تشتت الانتباه عن التعلم، والتعليم بطريقة يفهمها الأطفال الصغار، مثل التوقف لبرهة والسماح للأطفال بالاستجابة، وحتى إشراك الوالدين.
في غياب أبحاث خاصة بالمحتوى الذي تقدّمه مس ريتشل لتوجيهنا، سنلقي نظرة على ما تخبرنا به الأبحاث حول استخدام مقاطع الفيديو من قبل الأطفال دون سن الثانية بشكل عام.
توصيات لاستخدام مقاطع الفيديو للأطفال دون سن الثانية
نظرًا لأن الأطفال لا يتعلمون من مقاطع الفيديو بنفس الطريقة التي يتعلمون بها من الاستكشاف العملي والتفاعل الاجتماعي، والتأخيرات التي ربطتها الدراسات بالاستخدام المفرط لمقاطع الفيديو، فلا بد من أن نتفق مع توصيات جمعية مساعدة الأطفال الأمريكية لعام 2016 ألا تتجاوز مشاهدة الأطفال لمقاطع الفيديو ومنها مس راشيل مدة ساعة واحدة يوميًا، والتأكد من حصول الأطفال على الكثير من الوقت الآخر للاستكشاف والغناء والتحدث والقراءة لهم. كما أن المشاهدة المشتركة، أو مشاهدة مس ريتشل مع الوالدين يوفر أيضًا أفضل فرص لبناء المهارات.
ما المخاوف المتعلقة باستخدام الشاشات للأطفال دون سن الثانية؟
توجد عدة مخاوف من استخدام الأطفال دون سن الثانية للشاشات، وقد تشمل هذه المخاوف مقاطع الفيديو التعليمية مثل ما تقدمه مس ريتشل. نبين في التالي بعض هذه المخاوف:
عدم القدرة على ترجمة مقاطع الفيديو إلى معرفة يُستفاد منها في الحياة الواقعية
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال قبل سن 18 إلى 24 شهراً لا يستطيعون التعلم من مقاطع الفيديو بنفس الطريقة التي يتعلمون بها من الاستكشاف العملي والتفاعل الاجتماعي مع الوالدين، وقد يكون من الصعب على الأطفال ترجمة مقاطع الفيديو التي يرونها على شاشة الحاسوب إلى معرفة يمكنهم استخدامها في الحياة الواقعية، وذلك لأن مهاراتهم الرمزية والذاكرة والانتباه ما تزال تتطور.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن المحتوى التعليمي المصمّم جيدًا -مثل شارع سمسم- قد يعزز النتائج المعرفية ومحو الأمية والنتائج الاجتماعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر التحليلات أن مشاهدة برامج تعليمية عالية الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة ترتبط بنتائج لغوية أفضل، وليس بتأخر في النمو.
الإزاحة أو المزاحمة
عند النظر في تأثيرات مشاهدة مقاطع الفيديو على الأطفال، لا بد من أن نفكر أيضاً فيما يسمى بالمزاحَمة، والمقصود بهذا أن وقت مشاهدة مقاطع الفيديو يحل محل أنشطة أخرى قد يمارسها الطفل خلال هذه الفترة النمائية المهمة. ربطت الدراسات بين ارتفاع استخدام الأطفال دون سن الثانية للشاشات والتأخر في تطور اللغة ومهارات التواصل الاجتماعي والإدراك ومشاكل النوم وقلة النشاط البدني.
الإعلانات مهمة أيضًا
بالإضافة إلى المحتوى، من المهم دراسة كيفية تأثير الإعلانات على اليوتيوب على الأطفال، فعادةً ما يتم وضع الإعلانات على يوتيوب على شكل لافتات في مقاطع الفيديو، أو توضع على الشريط الجانبي على الشاشة. كما يمكن أن يتم بثها قبل بدء أحد مقاطع فيديو مس راشيل. وقد ينتقل انتباه الأطفال إلى الإعلان بدلاً من التركيز على محتوى مس ريتشل مما يؤدي إلى حصولهم على فوائد أقل من الفيديو.
حللت مؤسسة (Common Sense Media) في أحد أبحاثها بيانات من 1,639 مقطع فيديو على اليوتيوب شاهدَها أطفال تتراوح أعمارهم بين 0 و8 سنوات، ووجَدوا:
- كانت الإعلانات موجودة في 95% من مقاطع الفيديو في مرحلة الطفولة المبكرة.
- كان واحد من كل خمسة مقاطع فيديو يحتوي على إعلانات غير مناسبة، مثل ألعاب فيديو عنيفة، ومحتوى جنسي، ومخدرات أو كحول، وقضايا سياسية.
- حوالي 45% من مقاطع الفيديو روجت لمنتجات للشراء، واعتبر 22% من مقاطع الفيديو هذه "استهلاكية عالية" لتأييدها لألعاب معينة. غالبًا ما روّج مستخدمو اليوتيوب لمنتجاتهم الخاصة أو عرضوا بضائع ذات علامات تجارية.
المشاركة في عرض المحتوى التعليمي
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يكون المحرك الأساسي في تعزيز تعلم الأطفال بدءًا من عمر 15 شهرًا من مقاطع الفيديو هو وجود أحد الوالدين يشاهد المحتوى مع الطفل مع التركيز على نقاط محددة وتعليمهم من خلال المحتوى.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن للأطفال أقل من عامين مشاهدة مس ريتشل ؟
نعم، ولكن باعتدال، ويوصي الخبراء بالحد من الوقت المخصص للشاشة بما لا يزيد عن ساعة واحدة يوميًا، مع ضمان حصول الأطفال أيضًا على اللعب العملي والقراءة والتفاعل الاجتماعي لدعم النمو الصحي.
هل المشاركة في مشاهدة فيديوهات مس ريتشل تحدث فرقًا؟
بالتأكيد، فمشاهدة الآباء مع الأطفال تسهم في تكوين روابط مفيدة، حين يمكن للوالدين التوقف مؤقتًا للشرح أو لتكرار النقاط، مما يعزز التعلم ويحسن اللغة والتطور الاجتماعي أكثر بكثير من مشاهدة الطفل لما يعرض أمامه فقط دون تفاعل.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كان طفلك يستمتع بمشاهدة مس ريتشل يمكنك جعل وقت مشاهدته للشاشة أكثر جدوى من خلال المشاهدة المشتركة ودمج المحتوى في البرنامج اليومي، فبدلاً من استخدام مقاطع الفيديو كنشاط مستقل، تعاملوا معها كنقطة انطلاق للتفاعل. غنوا الأغاني نفسها معًا دون تشغيل المقاطع، أو قلدوا الإيماءات، أو كرروا الكلمات الجديدة على مدار اليوم. راقب ما يشاهده طفلك، وتجنب الاعتماد على الشاشات كوسيلة رئيسية لتهدئته، فقراءة الكتب والمشي في الهواء الطلق واللعب الحسي يمكن أن تكون مهدئة ومفيدة أكثر بكثير.
انتبه إلى مقدار الوقت الذي تستنزفه مقاطع الفيديو من وقت الاستكشاف العملي أو النشاط البدني، وإذا لاحظت أن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة بدأ يحل محل العادات الصحية الأخرى، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التقييم. يمكن أن يساعد التخطيط لهذا الأمر في تحقيق التوازن والتنظيم، مما يضمن أن استخدام الشاشة يدعم نمو طفلك في هذه السنوات المبكرة التأسيسية بدلاً من أن يعوقه.