صحــــتك

هل توجد علاقة بين دواء سيماجلوتايد (أوزمبك) وفقدان البصر؟

هل توجد علاقة بين دواء سيماجلوتايد وفقدان البصر؟.png

أشارت دراسة جديدة إلى أن استخدام دواء سيماجلوتايد، المعروف تجاريًا باسم أوزمبك Ozempic، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بحالة خطيرة في العين تسمى اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION). وأوضحت الدراسة أن المرضى الذين يستخدمون حقن سيماجلوتايد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة في العين، والتي يمكن أن تسبب العمى، فهل توجد علاقة بالفعل بين دواء سيماجلوتايد وفقدان البصر؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذه المقالة.

ما هو دواء سيماجلوتايد؟

دواء سيماجلوتايد هو ناهض لمستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1) يعمل عن طريق زيادة إفراز الإنسولين، وتثبيط إفراز الجلوكاجون، كما يؤخر إفراغ المعدة، ويقلل الشهية. يُستخدم سيماجلوتيد لإنقاص الوزن، كما يستخدم لخفض مستويات السكر في الدم، ويقلل من الأضرار القلبية الوعائية في مرض السكري من النوع الثاني.

الآثار الجانبية لدواء سيماجلوتايد

تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء سيماجلوتايد ما يلي:

  • حرقة واضطراب المعدة.
  • غازات وانتفاخ، وآلام بالمعدة.
  • غثيان، وقيء.
  • تجشؤ.
  • فقدان الشهية.
  • إسهال.
  • إمساك.
  • صداع.
  •  دوار.
  • الشعور بالتعب.
  • أعراض إنفلونزا المعدة.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم (مع المصابين بداء السكري النوع الثاني).

قد يُسبب دواء سيماجلوتايد أيضًا بعض الآثار الجانبية الخطيرة، لكنه يعتبر آمنًا بشكل عام. ومع ذلك، أثيرت بعض المخاوف في الآونة الأخيرة أنه قد يشكل خطرًا متزايدًا للإصابة بأمراض العين، كما يتضح من زيادة خطر تفاقم اعتلال الشبكية السكري.

ما هو اعتلال العصب الإقفاري؟

يحدث اعتلال العصب البصري الناتج عن نقص التروية أو الاعتلال الإقفاري (ION) عندما لا يتدفق الدم بشكل صحيح أو كافٍ إلى العصب البصري في العين، مما يتسبب في النهاية بحدوث تلف دائم لهذا العصب، وبالتالي يحدث فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما. يقوم العصب البصري بنقل الإشارات الضوئية من العين إلى المخ، الذي يقوم بعد ذلك بتحويلها إلى الصور التي يراها الشخص بعينيه. عندما يقل تدفق الدم إلى العصب البصري، لا يحصل العصب حينها على ما يكفي من الأكسجين أو التغذية. وبالتالي يتوقف العصب البصري عن العمل بشكل صحيح، ويتلف في النهاية.

هناك نوعان رئيسيان من اعتلال العصب البصري الإقفاري:

  1. اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي (AION).
  2. اعتلال العصب البصري الإقفاري الخلفي (PION).

يعتبر اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي الشكل الأكثر شيوعًا لاعتلال العصب البصري الإقفاري، ويؤثر على جزء العصب البصري الموجود أسفل القرص البصري أو القرص البصري نفسه، ويحتوي على نوعين فرعيين، هما: اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي الشرياني (AAION) واعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION).

اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني

يحدث اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION) بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الجزء الأمامي من العصب البصري (القرص البصري). يُسبب اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني حدوث تورم في العصب البصري وفقدان الرؤية المفاجئ، ويؤثر عادةً على عين واحدة، ولكن قد تعاني العين الأخرى أحيانًا من فقدان مماثل بعد أشهر أو سنوات.

يعتبر اعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني حالة نادرة، ولكنها السبب الأكثر شيوعًا لاعتلال العصب البصري، بمعدل حدوث 11 حالة لكل 100 ألف شخص سنويًا. ومن المهم معرفة وتحديد عوامل الخطر المحتملة التي قد تتنبأ باعتلال العصب البصري الأمامي غير الشرياني، وذلك لأنه غير قابل للعلاج، وغالبًا ما يؤدي عدم علاجه إلى فقدان شديد ونهائي للبصر في العين المصابة. تشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • فرط تخثر الدم.
  • مرضى السكري الذين يعانون من نقص تروية الأعضاء الطرفية.
  • التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
  • انسداد الوريد الشبكي.
  • رأس العصب البصري الصغير مع صغر نسبة الكأس إلى القرص البصري.
  • العمر.
  • الجنس.

مع هذه العوامل، انتشرت مؤخرًا تقارير توضح أن استخدام دواء سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا قد يكون سبب حدوث خطر غير معروف حتى الآن لهذه الحالة، وهذا مصدر قلق واضح نظرًا للزيادة الكبيرة في استخدام حقن سيماجلوتايد وغيرها من أدوية التخسيس أو منشطات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1) خلال السنوات الخمس الماضية.

هل توجد علاقة بالفعل بين استخدام دواء سيماجلوتايد والإصابة بفقدان البصر؟

في دراسة أجريت في الدنمارك، كان الهدف منها تقييم ما إذا كان استخدام حقن سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا يرتبط بارتفاع خطر الإصابة اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني لمدة خمس سنوات عند الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.

مع إدراج 424,152 شخصًا مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني ممن تناولوا دواء سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا أو لم يتعرضوا لهذا الدواء أبداً، كانت السنوات الخمس بين عامي 2003 و2023 التي شهدت أعلى عدد من حالات اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني لأول مرة هي 2019 إلى 2023، وهذه السنوات التي تتوافق مع أول خمس سنوات كاملة من توفر سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا للمرضى.

توضح هذه النتائج وجود علاقة بين استخدام سيماجلوتيد مرة واحدة أسبوعيًا وزيادة خطر الإصابة باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني، إذ زاد خطر الإصابة أثناء استخدام سيماجلوتايد بـ 2.19 ضعفًا لحدوث المرض، والذي يتسبب في أغلب الأحيان في فقدان البصر الشديد والنهائي في العين المصابة. كما تدعم هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة وتقارير عن حالات منفردة كانت قد أشارت أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني لدى الأشخاص المعرَّضين لدواء سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا.

كيف يرتبط استخدام سيماجلوتايد بفقدان البصر؟

 هناك بعض النظريات التي توضح وجود أضرار عينية نتيجة استخدام دواء سيماجلوتايد، على الرغم من أن الآلية الدقيقة التي تربط السيماجلوتيد باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني ليست مفهومة تمامًا.

دواء سيماجلوتايد قد يؤثر على صحة الأوعية الدموية وتدفق الدم، مما قد يساهم في الأحداث الإقفارية كعدم وصول كمية كافية من الدم إلى العصب البصري، مما يؤدي إلى حدوث اعتلال العصب البصري الناتج عن نقص التروية أو الإقفاري الأمامي غير الشرياني، والذي قد يؤدي إلى العمى.

ينتمي سيماجلوتايد إلى فئة من الأدوية تسمى ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1)، أي أنه يعمل على مستقبل GLP-1، ومستقبلات GLP-1 موجودة على العصب البصري. قد يؤثر تنشيط هذه المستقبلات على تدفق الدم إلى العصب البصري، مما يزيد من خطر الإصابة باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني. وعلى الرغم من هذه النظريات، فإن العلماء بحاجة لمزيد من الدراسات والعمل لتأكيد العلاقة بين سيماجلوتايد وهذه الحالة، ومعرفة آليات العمل الرئيسية.

أعراض اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني

عادة ما يحدث اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني دون أي تحذير، ويمكن أن يتراوح فقدان الرؤية من خفيف إلى شديد. كانت الأعراض التي ظهرت على الأشخاص الذين شملتهم الدراسة بعد استخدام سيماجلوتيد ما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية.
  • فقدان الرؤية المحيطية.
  • تشوه الألوان.
  • بقعة داكنة أو رمادية ثابتة في الرؤية.
  • فقدان التباين (القدرة على التمييز بين ظلال مختلفة من نفس اللون أو الإضاءة والظلال) أو حساسية الضوء.

كيف نحد من خطر الإصابة باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني؟

لكي يقوم الشخص بالحد من خطر الإصابة باعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION)، يجب عليه السيطرة على الحالات الصحية الأساسية التي تساهم في تطوره وعلاجها. تتضمن التدابير الوقائية الرئيسية ما يلي:

  • السيطرة على ضغط الدم ومرض السكري.
  • فحوصات العين المنتظمة لمراقبة عوامل الخطر والسيطرة عليها.
  • اتباع أسلوب حياة صحي.

نصيحة من موقع صحتك

يجب أخذ نتائج هذه الدراسات في الاعتبار لأنها مهمة، فهناك توقع بزيادة أعداد حالات اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني المرتبطة بهذه الفئة من الأدوية التي انتشر استخدامها بسرعة رهيبة في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لتأكيد ذلك قبل أن تضع الهيئات الصحية التحذيرات المناسبة في هذا الشأن.

آخر تعديل بتاريخ
08 يناير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.