تعتبر الرضاعة الطبيعية إحدى أبرز الطرق التي تعزز مناعة الطفل الرضيع، خصوصاً في المرحلة الأولى من عمره، هذا لا يعني أن طفلك الرضيع لن يصاب بالفيروسات أبداً، ولكن كيف يحصل الطفل على المناعة عند المرض؟ هل تتغير تركيبة حليب الأم عند مرض الطفل ؟ وهل يمكن للأم الاستمرار في الرضاعة أثناء المرض؟ لمعرفة التفاصيل تابعوا معنا هذا المقال.
هل تتغير تركيبة حليب الأم عند مرض الطفل ؟
يحتوي حليب الأم بشكل طبيعي على العديد من العناصر والجسام المضادة التي تساعد في حماية طفلك من الأمراض والالتهابات، بما في ذلك مضادات الأجسام من نوع IgA التي تحمي من العدوى وتقلل من شدة الأعراض. توجد هذه الأجسام المناعية المضادة بشكل كبير في اللبأ، وهو الحليب الذي يرضعه طفلك في أيامه الأولى، وتستمر هذه الأجسام بالتواجد طوال فترة الرضاعة. وقد أشارت الدراسات إلى أن تركيبة حليب الأم تتغير عند مرض الأم، وذلك لأن الجسم يبدأ بإنتاج الأجسام المناعية التي تحارب العدوى، وكذا الأمر عندما يكون الطفل مريضاً، لذا فإن الإجابة على سؤال: هل تتغير تركيبة حليب الأم عند مرض الطفل ؟" هي نعم.
كيف تتغير تركيبة حليب الأم عند مرض الطفل ؟
أثبتت دراسة أجريت عام 2012 أنه بعد إصابة الرضع بعدوى نشطة فإن محتوى خلايا الدم البيضاء عند أمه يرتفع، وكذا الحال إن كانت الأم هي المريضة. ولكن بمجرد انتهاء العدوى يعود مستوى الكريات البيضاء إلى حده الطبيعي، وخلص الباحثون لاعتبار أن هناك رابطًا قويًا بين المرض والرضيع ومستويات الكريات البيضاء في حليب الثدي.
هل يتغير لون حليب الأم عند المرض؟
انتشرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي التغيرات التي تطرأ على لون حليب الثدي خصوصاً في فترة المرض، وعلى الرغم من أن هذه التغيرات قد تكون غريبة ولكن لم يثبت طبياً إلى الآن أن هذه التغيرات متعلقة بالمرض بشكل كبير بقدر ما هي متعلقة ببعض الأطعمة والفيتامينات التي تتناولها الأم، وفي الأيام الأولى من الرضاعة يكون الحليب أكثر اصفراراً (اللبأ).
ما هي فوائد الرضاعة أثناء مرض الطفل؟
عرفت فوائد الرضاعة الطبيعية منذ زمن بعيد، خاصة فيما يتعلق بالمناعة، فقد وجِد أن الرضاعة الطبيعية تساهم في الحد من الأمراض وتحمي من خطر الإصابة بأمراض الطفولة الشائعة، بما في ذلك التهابات الأذن والإسهال والقيء وغيرها. تستمر هذه الفوائد حتى مع مرض الطفل، وتشمل:
- تعزيز مناعة الطفل.
- تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء.
- تهدئة الطفل وإبقاءه قريبًا من أمه.
- الحفاظ على رطوبة الجسم (خاصة أثناء القيء أو الإسهال).
الأسئلة الشائعة
هل يؤثر المرض على حليب الأم؟
يؤثر المرض بالتأكيد على حليب الأم، ولكن لا يعني هذا تأثيراً سلبياً، بل العكس تماماً، فهذا يدعم صحة الطفل، إذ تنتقل الأجسام المضادة التي ينتجها جسم الأم إلى حليب الثدي ثم إلى الطفل، مما يحميه من خطر الإصابة بنفس المرض، وفي الحالات القصوى تخفيف شدة الأعراض لديه إن أصيب.
هل أستطيع إرضاع طفلي وأنا مريضة؟
حتى لو كانت الأم مريضة يبقى حليبها غنياً بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل للنمو والتطور، كما أن التوقف عن الرضاعة قد يؤدي إلى ضعف إنتاجية الحليب، بينما يساعد الاستمرار في الرضاعة على زيادة إنتاجية الحليب. فضلاً عن أن مرض الأم لا يسبب عادة أي مشاكل للطفل، بل يعطيه مناعة ضد المرض الذي أصابها.
ما هي أهم النصائح للأم أثناء المرض ؟
يمكن للأم القيام بالعديد من الخطوات التي تساهم في حماية الأم والطفل معاً أثناء المرض ومنها :
- الحفاظ على النظافة الشخصية بما في ذلك غسل اليدين جيداً قبل الرضاعة.
- شرب الكثير من السوائل لتعويض نقص الماء في الجسم والحفاظ على إنتاجية الحليب.
- تناول الوجبات الصحية والمغذية لدعم الجسم أثناء المرض.
ما هي الحالات التي تمنع فيها الرضاعة الطبيعية؟
قد يوصي الأطباء بوقف الرضاعة الطبيعية دائماً أو مؤقتاً في بعض الحالات المتعلقة بالأم والطفل وأشهرها:
- الأمراض المُعدية الخطيرة.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الاضطرابات الأيضية النادرة.
- تشقق حلمة الأم مع النزيف.
نصيحة من موقع صحتك
الإجابة على سؤالك: هل تتغير تركيبة حليب الأم عند مرض الطفل ؟ فهي بالتأكيد نعم، ولكن أكثر هذه التغيرات هي لصالح الطفل، ولا ضرر من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلا في حالات استثنائية وبقرار من الطبيب المختص. اعتني بنفسك وبطفلك أثناء المرض، وحافظي على التغذية السليمة لتعزيز عملية الشفاء بأقرب وقت.
