صحــــتك

هل التدخين يفاقم الألم العضلي الليفي؟

لصحتك.. توقف عن التدخين

عندما تكون مصابًا بالألم العضلي الليفي أو ما يسمى بالفيبروميالجيا، فقد يكون لتناول التبغ أخطار صحية أكبر مما كنت تعتقد، فقد أظهرت دراسات متعددة أن استخدام التبغ مرتبط بازدياد أعراض الألم العضلي الليفي. وقد يكون التدخين أيضًا أحد عوامل الخطر للإصابة بهذه الحالة المرضية. 

الألم العضلي الليفي

الألم العضلي الليفي هو حالة تتميز بانتشار الآلام العضلية الهيكلية والتعب. وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية، فقد يؤثر الألم العضلي الليفي على الحالة النفسية لغالبية المرضى وعلى ومستويات التوتر، مما يدفع المرضى إلى التدخين أو زيادة وتيرة التدخين.

وفي حين أن الألم العضلي الليفي لا تحتوي أعراضه على التهاب، فقد وجدت الدراسات تغيرات في بعض الهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ، وزيادة في عامل الألم لدى بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة. ونظرًا لأن التبغ يمكن أن يؤثر أيضًا على النواقل العصبية بالإضافة إلى التأثيرات الهرمونية، فمن المهم مراجعة احتمال أن يؤثر التدخين على مسار المرض.

كيف يؤثر التدخين على أعراض الألم العضلي الليفي؟

في وقتنا الحالي، لدينا العديد من الدراسات التي تشير إلى أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الألم العضلي الليفي: 

  • وجدت دراسة مايو كلينك عام 2009 أن استخدام التبغ لدى الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا كان مرتبطًا بزيادة شدة الألم.
  • وجدت دراسة أخرى أن بعض أعراض الألم العضلي الليفي كانت أسوأ لدى الأشخاص المدخنين، بما في ذلك شدة الألم المزمن المنتشر، والنوم غير الجيد، وحتى بعد النوم لليلة كاملة، قد تستيقظ وأنت تشعر بالإرهاق وكأنك بالكاد قد نمت. وتنميل الأطراف، ووجود القلق والاكتئاب. وتجدر الإشارة إلى أن ربع هؤلاء الأشخاص هم أشخاص أقلعوا عن التدخين وعادوا للتدخين مرة أخرى. عند المقارنة مع الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كان الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي أكثر تدخينًا. 
  • وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي والذين يدخنون لديهم نقاط أكثر إيلامًا، وكانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب (للنساء فقط).

التدخين كسبب محتمل للالتهاب العضلي الليفي

تبحث معظم الدراسات حتى الآن في تأثير التدخين على أعراض الألم العضلي الليفي. ما الذي نعرفه عن التدخين كعامل خطر محتمل للإصابة بالألم العضلي الليفي في المقام الأول؟ 

طرحت دراسة أجريت عام 2010 هذا السؤال، على الرغم من أنها نظرت إلى النساء فقط. يبدو أن التدخين عامل خطر للإصابة بالألم العضلي الليفي من حيث إن أولئك الذين يدخنون كانوا أكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي بمقدار 2.37 مرة من أولئك الذين لم يدخنوا.

عند النظر إلى دراسات مثل هذه، من المهم الإشارة إلى الفرق بين الارتباط والسببية. لأن شيئًا ما مرتبط بهذه الظاهرة لا يعني أنه سبب. لذا يجب إجراء مزيد من الدراسات لتقييم ما إذا كان التدخين عامل خطر واضحًا للإصابة بالألم العضلي الليفي. في هذه الدراسة، ارتبط تطور الألم العضلي الليفي أيضًا بوجود تاريخ من القيء الحملي (غثيان الصباح الشديد أثناء الحمل).

التدخين والفيبروميالجيا والضعف الوظيفي

بالإضافة إلى تفاقم الألم، يبدو أن أولئك الذين يدخنون والذين يعانون أيضًا من الألم العضلي الليفي يعانون من إعاقات وظيفية أكبر، بمعنى آخر، يعانون من انخفاض القدرة على أداء أنشطتهم اليومية في الحياة والعمل.

الألم والتدخين والفيبروميالجيا 

كيف يمكن أن يكون للتدخين تأثير على الألم لدى المصابين بالألم العضلي الليفي؟ نحن نعلم أن التدخين له تأثير على المسارات الكيميائية الحيوية في الجهاز العصبي المركزي، وأن الألم العضلي الليفي هو حالة تتميز بخلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي. اقترح الباحثون نظريات مختلفة حول هذا الرابط.

نعلم أن التدخين يحفز مستقبلات النيكوتين في الدماغ ويثبط مادة كيميائية تعرف باسم اللبتين. يمكن أن يعمل هذا معًا على إزالة القيود وتغير طريقة استجابة الدماغ ونظام الغدد الصماء للألم. يعتقد البعض أن تحرير وتغير التوازن بين اللبتين ومادة كيميائية أخرى تُعرف باسم الببتيد العصبي Y يمكن أن تكون آلية مهمة للألم في مرض الألم العضلي الليفي. 

باحث آخر اقترح أن المستويات المنخفضة من عامل النمو الذي يشبه الأنسولين 1 (IGF-1) يمكن أن تكون مسؤولة، لأن الألم قد يتحسن ويقل مع الإقلاع عن التدخين. من الواضح أن هناك الكثير من الأبحاث التي يتعين القيام بها، لفهم العلاقة بين التدخين والفيبروميالجيا بشكل أفضل، وربما من خلال هذا الفهم يمكن الوصول لطرق أفضل لعلاج هذه الحالة.

كما ذكرنا سابقًا، فإن بعض الأشخاص يعاودون التدخين بعد التشخيص، أو يشعرون أن التدخين يساعدهم على التأقلم مع الحالة. إن انتشار التدخين لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن لم ينخفض كما هو الحال بين عامة الناس، مما يشير إلى أن التدخين قد يؤثر على المسارات البيوكيميائية بأكثر من طريقة.

تصور المريض لتأثير التدخين على الألم العضلي الليفي

لقد نظرنا إلى ما أظهرته الدراسات المحدودة حتى الآن عن التدخين والألم العضلي الليفي، ولكن ماذا يعتقد أولئك الذين يعانون من الألم العضلي الليفي؟

تناولت دراسة أجريت عام 2016 مسألة كيف يعتقد الأشخاص المصابون بالفيبروميالجيا أن التدخين يؤثر على مرضهم. لم يشعر معظم المصابين بالألم العضلي الليفي أن التدخين كان له تأثير على أعراضهم الجسدية (مثل الألم)، ولكنهم شعروا أن التدخين يساعدهم على التكيف مع المرض، برر غالبية الأشخاص في الدراسة تدخينهم بالقول إنه: 

  • ساعدهم في التغلب على الألم بواقع (69%).
  • كان مصدر إلهاء (83%).
  • ساعد البعض على الاسترخاء (77%).
  • قلَّل من الضيق العاطفي والإحباط (83%).
  • ساعد في التغلب على الحزن (54%).

عندما سئلوا على وجه التحديد عن تأثير التدخين على آلامهم، فإن المدمنين بشكل معتدل أو معتدل على التبغ لم يلاحظوا فرقًا كبيرًا في الألم أو الاكتئاب أو القلق. ومع ذلك، فقد شعر كثير من المدمنين بشكل معتدل إلى شديد أن التدخين يساعد في تخفيف آلامهم.

نتائج الدراسة هذه مهمة للتعامل معها. نعلم أن التدخين ليس صحيًا، وتشير الدراسات أعلاه إلى أنه يزيد الألم سوءًا مع الألم العضلي الليفي. لكن أولئك الذين يشعرون أن التدخين يساعد في تخفيف آلامهم سيكونون أقل ميلًا إلى الرغبة في الإقلاع عن التدخين. إن معرفة أن الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن، بشكل عام، أقل عرضة للتخلص من هذه العادة من أولئك الذين لا يعانون من آلام مزمنة، يشير إلى أن موضوع هذه المقالة يحتاج إلى مزيد من الدراسة.

الإقلاع عن التدخين

وجدت الدراسات التي أجريت حتى الآن أن التدخين قد يؤدي إلى تفاقم الألم العضلي الليفي، لكن يعتقد كثير من الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا أن التدخين يساعدهم على التأقلم. إنه ليس نقصًا في التثقيف حول مخاطر التدخين. ربما يكون استكشاف آليات التأقلم الصحي ذا أهمية قصوى لمساعدة المدخنين المصابين بالمرض على التأقلم بشكل أفضل حتى يتمكنوا من معالجة الإقلاع عن التدخين بشكل مناسب.

الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل. تعد مراجعة أهمية الإقلاع عن التدخين بداية جيدة إلى جانب تحقيق العقلية الصحيحة. يعد التعرف على استراتيجيات المواجهة لتقليل التوتر أمرًا مهمًا لأي شخص يفكر في الإقلاع عن التدخين، ولكنه مهم بشكل خاص في علاج الألم العضلي الليفي. مع وضع استراتيجيات المواجهة.

 

نهاية، تجدر الإشارة إلى أننا قد بدأنا للتو في التعرف على الدور المحتمل للتدخين كعادة تؤدي إلى تفاقم أعراض الألم العضلي الليفي، وقد يكون عامل خطر لتطور المرض في المقام الأول. ربطت الدراسات التي أجريناها بين التدخين وزيادة الألم وانخفاض الأداء البدني، وهناك آليات كيميائية حيوية قد تصف بعضًا من هذه العلاقة.

في الوقت نفسه، يستخدم عديد من الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي والألم المزمن بشكل عام التدخين كآلية للتكيف. ونظرًا لأهمية الإقلاع عن التدخين لأسباب عديدة، فإن التأكد من وجود استراتيجيات ممتازة لديك للتأقلم من المحتمل أن يساعد في جعل "الإقلاع" التالي إقلاعًا ناجحًا.

 

المصادر:

[1]: https://www.verywellhealth.com/cigarette-smoking-fibromyalgia-716007 

آخر تعديل بتاريخ
01 مارس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.