تم الإعلان يوم الإثنين 6 أكتوبر عن منح جائزة نوبل في الطب لثلاثة علماء بسبب إنجازاتهم واكتشافاتهم القيمة وعملهم المثابر على جهاز المناعة والذي أضاف الكثير لعالم الطب حيث فاز كل من ماري إي. برونكو، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وفريد رامسديل، الحاصل على درجة الدكتوراه، وشمعون ساكاغوتشي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، بهذه الجائزة وقد تركز عملهم حول الاكتشافات المتعلقة بتحمل المناعة المحيطية.
منح جائزة نوبل في الطب لثلاثة علماء فماذا نعرف عنهم؟
برونكل البالغة من العمر 64 عاماً هي مديرة برامج في معهد بيولوجيا الأنظمة في سياتل أما رامسديل البالغ من العمر 64 عاماً فهو مستشار علمي سونوما بيوثيرابيوتكس في سان فرانسيسكو بينما ساكاغوتشي البالغ من العمر 74 عاماً فهو أستاذ مرموق في مركز أبحاث علوم المناعة بجامعة أوساكا في اليابان.
وقد علق ساكاغوتشي على فوزه خلال مؤتمر صحفي بأنها كانت مفاجأة سارة متأملاً أن يتقدم البحث في هذا المجال أكثر حتى تستخدم اكتشافاتهم في العلاجات آملاً أن يكون مساهماً في ذلك أيضاً.
ما أهم أعمالهم على الجهاز المناعي؟
يمتلك الجهاز المناعي عدداً من الأنظمة التي تعمل معاً لاكتشاف البكتيريا والفيروسات وغيرها من العوامل الضارة ومكافحتها، ومن الخلايا المحاربة الأساسية في جهاز المناعة هي الخلايا التائية التي يتم تدريبها على اكتشاف العوامل الضارة وإذا تعطل بعضها فقد تظهر أمراض المناعة الذاتية فمن المفترض التخلص من هذه الخلايا في الغدة الزعترية بعملية تسمى التحمل المركزي.
وقد اكتشف العلماء الفائزون بجائزة نوبل طريقة إضافية يبقي بها الجسم جهاز المناعة تحت السيطرة وقد بدأ الأمر باكتشاف العالم ساكاغوتشي عام 1995 لنوع فرعي من الخلايا التائية لم يكن معروفاً من قبل والتي تعرف الآن باسم الخلايا التائية التنظيمية (T-regs) ثم في عام ٢٠٠١، اكتشف برونكو ورامسديل طفرةً مُسببةً في جين يُسمى FOXP3 وهو جينٌ يلعب دورًا أيضًا في مرض مناعي ذاتي نادر يصيب البشر.
دور الخلايا التائية التنظيمية في الجسم
بعد عامين ربط ساكاغوتشي الاكتشافين الذين توصل لهما ليظهر أن جين FOXP3 يتحكم في تطور تلك الخلايا التائية التنظيمية والتي تعمل بدورها كحارس أمن للعثور على أشكال أخرى من الخلايا التائية التي تبالغ في رد فعلها وتعمل هذه الخلايا التنظيمية على كبج جماح الخلايا التائية مفرطة النشاط والتي تساهم في تنشيط أمراض المناعة الذاتية.
وقد عمل كل من برونكو ورامسديل على التحقيق في سبب امتلاك سلالة معينة من الفئران جهازاً مناعياً مفرط النشاط وقاموا باستحدام تقنيات جديدة للعثور على جين الفأر المسؤول عن المشكلة وسرعان ما أدركوا أن ذات الجين قد يلعب دوراً رئيسياً في صحة الإنسان أيضاً أما فيما يخص الحمض النووي فقد كان تغييراً طفيفاً جداً هو ما تسبب في هذا التغيير الهائل في آلية عمل الجهاز المناعي.
تأثير هذه الاكتشافات في عالم الطب وتفاصيل الجائزة
هذه الاكتشافات الجديدة فتحت مجالاً جديداً في علم المناعة، حيث يعمل باحثون حول العالم الآن على استخدام الخلايا التنظيمية التائية لتطوير علاجات لأمراض المناعة الذاتية والسرطان فقد كانت هذه الاكتشافات حاسمة في فهم كيفية عمل الجهاز المناعي ولماذا لا يصاب الجميع بأمراض مناعة ذاتية خطيرة.
وبعد منح جائزة نوبل في الطب لثلاثة علماء سيقام حفل توزيع الجوائز في 10 ديسمبر وهو ذكرى وفاة ألفريد نوبل، مؤسس الجوائز وكان نوبل صناعيًا سويديًا ثريًا ومخترع الديناميت توفي عام ١٨٩٦، وسيتقاسم الثلاثي جائزة مالية قدرها ١١ مليون كرونة سويدية (ما يعادل حوالي ١.٢ مليون دولار أمريكي).
المصدر:



