دائماً ما كان أداء دونالد ترامب مقلِقاً كما كان في ظهوره الأخير في مراسم إحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر. يبلغ ترامب التاسعة والسبعين من عمره، وقد ظهَر بآثار هبوط واضح على الجانب الأيمن من وجهه، وصمت ضبابي وغير مركّز، فهل هذا يعني إصابة ترامب بسكتة دماغية ؟ وهل الأعراض التي ظهَرت عليه تدل على ذلك؟ وماذا قال أطباء البيت الأبيض عن حالة ترامب ووضعه الصحي؟ وكيف برروا حالته التي ظهَر بها على الكاميرات؟
إصابة ترامب بسكتة دماغية فما الحقيقة؟
برَّر البيت الأبيض ظهور تدلي الجانب الأيمن من وجه ترامب أنه بسبب الإضاءة وزوايا التصوير، وقد أظهَرت اللقطات العالية الدقة وجود عدم تناسق واضح في وجهه، وهذا العرَض يربطه أطباء الأعصاب بالسكتة الدماغية الإقفارية أو النوبة الإقفارية العابرة، وكان توقيت ظهور هذه الأعراض مريباً بسبب اختفاء ترامب عن الأنظار لعدة أيام قبل ذلك إذ تغيب عن فعاليات مجَدوَلة مما أدى إلى انتشار شائعة واسعة حول وفاته.
كما أظهَرت الكاميرات تغيراً في مشيته التي كانت في السابق إيقاعية وأصبحت غير منتظمة حين يقوم بسحب ساقه اليمنى كأنها خشبية. ويقترح الأطباء أنها حالة تسمى تدلي القدم وهي حالة مرتبطة بتلف الأعصاب بعد السكتة الدماغية، وأشار آخرون إلى وجود دعامة للساق ربما تسبب تصلباً في حركتها، وازدادت التكهنات بعد تعثر ترامب أثناء صعوده درجات طائرة الرئاسة.
كما ظهَرت أعراض على يديه في صور سابقة من هذا العام كانت بشكل كدَمة كبيرة على ظهر اليد اليمنى، وكان التفسير الرسمي هو المصافحة المتكررة واستخدام الأسبرين، ثم تحول التفسير إلى القصور الوريدي المزمن، وهي حالة شائعة في الدورة الدموية لدى كبار السن، لكن هذا القصور الوريدي المزمن لا يفسر تدلي الوجه أو عدم استقرار الساق أو الكلام المضطرب بشكل متزايد، فقد ظهَر دونالد ترامب وهو ينحَرف عن موضوع الحديث ويكرر العبارات بإيقاع غريب، وأحياناً يفقد تسلسل أفكاره تماماً، وكل هذه الأعراض المقلقة كانت سبباً في إثارة الضجة على نطاق واسع حول احتمال إصابة ترامب بسكتة دماغية .
ما هي السكتة الدماغية الإقفارية
تَحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما ينسدّ أحد الأوعية الدموية في الدماغ بجلطة دموية أو بلويحة دهنية مما يمنع وصول الأكسجين والمغذيات إلى خلايا الدماغ في المنطقة المصابة، مما قد يؤدي إلى موتها في النهاية، وربما يؤدي إلى تلف دائم في المنطقة المصابة من الدماغ، أو إلى الوفاة. هذا النوع من السكتة الدماغية هو الأكثر شيوعاً ويمثل حوالي 87% من مجمل حالات السكتة الدماغية الخثارية، حين تتكون جلطة موضعية في شريان ضيق في الدماغ، أو سكتة دماغية صِمامية، حين تنتقل الجلطة من جزء آخر من الجسم (غالبًا القلب) وتستقر في أحد شرايين الدماغ، وقد ظهَرت بعض أعراض هذه الحالة على الرئيس الأمريكي، لذا رجح الأطباء إصابة ترامب بسكتة دماغية ، وغالباً سكتة إقفارية بناء على هذه الأعراض.
ما هي أعراض السكتة الدماغية؟
تظهَر أعراض السكتة الدماغية بشكل مفاجئ وتشمل: تدلي الوجه (على جانب واحد)، وضعف أو تنميل في إحدى الذراعين، وصعوبة في الكلام أو الفهم أو معرفة الوقت، وتشمل الأعراض الأخرى: ارتباكاً مفاجئاً، وتشوش الرؤية، ودواراً وفقداناً للتوازن، وصداعاً شديداً غير مبرر. لذا اطلب المساعدة الطبية الفورية الطارئة إذا لاحظت أياً من هذه الأعراض حتى لو اختفت بعد فترة قصيرة.
علاج السكتة الدماغية
تعتمد العلاجات التي ستحتاجها على عدة عوامل منها:
- مدى الضرر الذي ألحقَته السكتة الدماغية بالدماغ.
- المنطقة التي تأثرت من الدماغ.
- نوع السكتة الدماغية.
سيعمل الأطباء على استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ بأسرع ما يمكن للحد من خطر حدوث تلف دماغي دائم في المنطقة المصابة، وإذا تعرّض المريض لسكتة دماغية إقفارية فسيقوم الأطباء بتفتيت أو إزالة الجلطة الدموية المسببة، وستحتاج الحالة إلى أدوية مذيبة للخثرة و/أو جراحة (عادة استئصال الخثرة ميكانيكياً)، وقد يصف لك الطبيب المعالج أيضاً أدوية للتحكم في ضغط الدم وزيادة سيولته.
أما إذا كان المريض يعاني من جلطة دموية نزفية، فسيقوم الأطباء بالسيطرة على النزيف المسبب لها، وسيعطى المريض أدوية لوقف النزيف في الدماغ، ولتنظيم ضغط الدم، وقد تحتاج الحالة إلى جراحة لتقليل الضغط داخل الجمجمة المتزايد حول الدماغ، وسيخبرك الطبيب بالعلاجات الأنسب لك وما يمكن توقعه ومدة التعافي المتوقعة، ويحتاج المريض بعد السكتة الدماغية إلى إعادة تأهيل لمساعدته على التكيف مع التغيرات التي تطرأ على الدماغ والجسم.
المصادر:
