أظهَرت دراسة نرويجية مستقبلية واسعة أن المراهقين والشباب أكثر عرضة لاستخدام المواد الأفيونية إذا كان آباؤهم أو أمهاتهم قد تلقوا وصفات أفيونية متعددة، أو كانوا من المدمنين للمخدرات، مما يشير إلى أن التأثير الأسري يلعب دورًا مهمًا في أنماط استخدام هذه الأدوية، وأن العلاقة بين استخدام الوالدين للأفيونات وتعاطي الأبناء أكثر جدية وخطورة من المتوقع.
كيف أثبتت الدراسة خطورة العلاقة بين استخدام الوالدين للأفيونات وتعاطي الأبناء ؟
اعتمدت الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Medicine على بياناتِ أكثر من 21 ألف مراهق وشاب ضمن دراسة Young-HUNT، ورُبطت نتائجهم بقاعدة بيانات الوصفات الطبية النرويجية خلال فترة متابعة امتدت سبع سنوات. وقد أظهَرت النتائج أن احتمال حصول الأبناء على وصفة أفيونية قد ارتفع بنسبة 34% عندما كانت الأمهات يتلقينَ وصفات أفيونية مرتين أو أكثر، وارتفع بنسبة 19% عندما كان الآباء يتلقون وصفات مماثلة. كما تضاعف احتمال الاستخدام المستمر للأفيونات لدى أبناء الوالدين الذين استخدموا هذه الأدوية بانتظام، مقارنةً بمَن لم يَستخدمها آباؤهم.
وقد أوضحت الدكتورة آنا ماركوزي، الباحثة الرئيسية من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم، أن أسباب ذلك قد تشمل “قابلية الأسرة للإصابة بآلام مزمنة، وتأثير الأعراف العائلية المتعلقة بمسكنات الألم، إضافةً إلى توفر هذه الأدوية في المنزل".
ماهي مخاطر استخدام الأفيونات بشكل مفرط ودون رقابة طبية دقيقة؟
تُستخدم الأفيونات عادة لتسكين الألم الشديد بعد الجراحة أو عند الألم المزمن الناتج عن السرطان، إلا أنه قد يساء استخدامها كثيرًا خاصة لدى فئة الشباب وبعض الحوامل اللواتي يعانين من الاكتئاب، وذلك لأنها تعطي الشعور بالنشوة والراحة التي يريدها كثيرون، مما يؤدي إلى مخاطر جسيمة نتيجة تباطؤ التنفس أو الجرعة الزائدة.
هل العلاقة بين استخدام الوالدين للأفيونات وتعاطي الأبناء قابلة للصد ؟
أكد الطبيب بريندان سالونر من جامعة براون الأميركية أن هذه النتائج تسلط الضوء على ضرورة مراعاة الأطباء للسياق الأسري عند وصف الأفيونات، بما في ذلك التخزين الآمن للأدوية والتوعية بمخاطرها.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى استراتيجيات وقائية موجَّهة للأسر للحد من انتقال أنماط استخدام الأفيونات بين الأجيال، في وقتٍ يشهد فيه العالم زيادة مقلقة في وَصف هذه الأدوية حتى للفئات الشابة.