صحــــتك

ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن ؟


 أدوية إنقاص الوزن من أكثر الأدوية رواجًا في وقتنا الحالي، وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في جميع أنحاء العالم بلغ أكثر من مليار شخص في عام 2022. ونظراً لتأثير السمنة على صحة الجسم البدنية والنفسية، وزيادتها لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض وأهمها أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، بالتالي يتم اللجوء أحياناً لاستخدام أحد أدوية علاج السمنة أو أدوية إنقاص الوزن قبل أن تتفاقم حالة الفرد وتظهر هذه المضاعفات.

طريقة عمل أدوية إنقاص الوزن

عند البحث عن دواء للتخسيس، فمن الممكن أن تجد الكثير من أنواع الأدوية والمكملات الغذائية والتي يُزعَم بأنها تساعد على إنقاص الوزن، وعادة ما تحتوي هذه الأدوية على مكون فعال واحد أو مكونين. أما عن طريقة عمل أدوية إنقاص الوزن فيزعم أنها تتضمن واحدًا أو أكثر من الطرق الآتية:

  • تقليل الشهية وزيادة الإحساس بالشبع، وبالتالي سوف تساعد الجسم على تقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة.
  • تقليل امتصاص الدهون، الأمر الذي يساعد في تقليل كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم.
  • زيادة حرق الدهون، إذ يحفز الدواء عمليات الأيض وحرق الدهون من أجل الحصول على السعرات الحرارية.

في العقدَين الماضيين، تم إطلاق أدوية جديدة في السوق تحاكي نشاط هرمون GLP-1، الذي يساعد على تحفيز خلايا البنكرياس لإفراز الإنسولين، والذي بدوره ينظم مستوى السكر في الدم عن طريق إدخاله إلى خلايا الجسم. كذلك، يؤثر الهرمون على منطقة معينة في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالشبع وتقليل الشهية.

من أمثلة هذه الأدوية: ويغوفي "Wegovy" وأوزيمبيك "Ozempic". تحتوى هذه الأدوية على مادة سيماغلوتايد "Semaglutide" (المكوّن النشط في هذه الأدوية) التي أثبتت فعاليتها في علاج السمنة ومرض السكري. وجَدت تجربة نُشرت في عام 2021، أن الأشخاص الذين تناولوا عقار سيماغلوتيد، الاسم التجاري للدواء المعتمد علىGLP-1، قد شهدوا فقدانًا للوزن بنسبة 15% في المتوسط ​​على مدار 68 أسبوعًا، بينما فقد الذين تناولوا الدواء الوهمي 2% من وزنهم فقط.

في حين لا يُنصح باستخدام أدوية GLP-1 على المدى القصير، فإن كثيرًأ من الأشخاص يتوقفون عن تناولها لعدة أسباب، بما في ذلك الوصول إلى أهداف إنقاص الوزن، وشدة الآثار الجانبية التي يمكن أن تشمل الغثيان وآلام وحرقة المعدة. ومع ذلك، قد لا يكون العديد من الأشخاص على دراية بالتغييرات التي من المحتمل أن يختبروها في الأيام والأسابيع التي تلي توقفهم عن تناول هذه الأدوية، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يتوقفون فجأة عن تناولها.

ماذا بعد التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن؟

يتعرض المستخدمون لعدد من التغييرات الفسيولوجية بعد التوقف عن تناول أدوية انقاص الوزن، ومن التغيرات الأكثر شيوعًا التي يمر بها الأشخاص ما يلي:

مشكلة استعادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في “Journal of Pharmacology and Therapeutics”أن أغلب الأشخاص الذين يعتمدون على السيماغلوتايد لإنقاص وزنهم، يكتسبون معظم الوزن المفقود مرة أخرى بمجرد التوقف عن الدواء. كشفت دراسة أجريت عام 2022 تابعت المرضى الّذين تناولوا دواء السيماغلوتايد مرّة واحدة في الأسبوع مدة عام بعد انتهاء العلاج، أن المرضى قد استعادوا في المتوسط ثلثي الوزن الذي فقدوه مع الدواء.

وجدت دراسة عام 2023، تناول 783 مشاركًا دواء يعمل بآلية مماثلة لدواء السيماغلوتايد، بعد 36 أسبوعًا من العلاج، فقَد المشاركون بالمعدل 20% من وزنهم. أولئك الّذين استمروا في العلاج لمدة عام آخر فقَدوا 5% إضافية، في حين استعاد الّذين توقفوا عن العلاج 14% من وزنهم، كما أن حوالي 90% من المشاركين الّذين استمروا في العلاج لمدة 88 أسبوعًا حافظوا على الوزن الّذي فقدوه في نهاية 36 أسبوعًا من العلاج. أي إن الالتزام بالدواء يساعد على خسارة الوزن والمحافظة على الوزن الجديد لفترة طويلة.

النظرية الرئيسية التي تفسر سبب استعادة غالبية المرضى للوزن بسرعة كبيرة عندما يتوقفون عن تناول الدواء هي أن جرعات GLP-1 تكون أكبر بكثير مما يتوقع الجسم أن يتلقاها بشكل طبيعي، مما قد يثبط قدرة الجسم على إفراز GLP-1 من تلقاء نفسه، ونتيجة لذلك، قد يعود الشعور بالجوع بقوة أكبر عندما يتوقفون عن تناول جرعاتهم.

وعادة ما تكون استعادة الوزن مصحوبة بتراكم الدهون وقلة العضلات؛ لذلك ينتهي الأمر بالعودة إلى كتلة دهنية أعلى وكتلة عضلية أقل، وهذا ليس جيدًا من منظور التمثيل الغذائي، لأن وجود المزيد من العضلات مفيد لتقليل خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي دليل مباشر على أن بنية جسم شخص ما سيكون أسوأ بعد التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن عما كانت عليه قبل البدء.

يمكن أن تزيد الشهية

يعد تقليل الشهية وتهدئة الرغبة الشديدة للطعام من بين الأسباب الرئيسية لإنقاص الوزن، ومن المرجح أن يعاني الشخص من زيادة في الشهية لنفس السبب الذي يجعله يعاني من زيادة في الوزن. عند التوقف عن تناول دواء إنقاص الوزن، فمن المرجح أن تعود شهيتك إلى ما كنت تعتبره طبيعيًا قبل استخدام الدواء.

نظرًا لأن الشخص يشعر بالجوع بشكل أسرع، فقد يكون أكثر عرضة لاستهلاك المزيد من الطعام. مع زيادة وتيرة وكمية الطعام المطلوبة لإشباع جوعك، ستتمدد معدتك بمرور الوقت، مما يتطلب كميات أكبر للشعور بالشبع.

هذا تغيير من المرجح أن تلاحظه بعد فترة وجيزة من توقفك عن تناول الدواء، فقد يبلغ نصف عمر الدواء حوالي أسبوع واحد.

هذا يعني أنه في غضون أربعة أسابيع، يكون معظم الدواء قد خرج تماما من الجسم. ومع ذلك، في غضون أسبوع إلى أسبوعين بعد إيقاف الدواء، قد يعاني المرضى من الجوع والشهية المرتدة.

قد تتغير حاسة التذوق

هذا الأمر أقل وضوحًا، ولكن من الممكن أن يشعر الأشخاص بتغير في مذاق الطعام بعد التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن. أحد جوانب مرض السمنة هو وجود ضعف في استجابة مستقبلات التذوق، وبالتالي فإن الرغبة في الأطعمة الحلوة والمالحة بشكل مفرط تكون قوية. تعمل أدوية GLP-1 على زيادة حساسية التذوق، وبالتالي تقل الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة والمالحة.

تغيرات المزاج

لا يزال الارتباط بين أدوية GLP-1 والصحة العقلية قيد الدراسة، ويمكن أن يكون ذلك في أي اتجاه. يُعتقد أن تغيرات المزاج قد تحدث بسبب كيفية تفاعل الأدوية مع المواد الكيميائية في الدماغ مثل "الدوبامين والسيروتونين". أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية Zepbound و Mounjaro لفقدان الوزن يمكن أن يشعروا بتغيرات في المزاج، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وأشارت البيانات المنشورة في عام 2024 عن الأدوية، بما في ذلك أدوية سيماغلوتيد وتيرزيباتيد، إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين تناولوا هذه الأدوية كانوا أقل عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب من الذين لم يتناولوها.

الآثار الجانبية للجهاز الهضمي

تناول أدوية إنقاص الوزن قد يصاحبها بعض الآثار الجانبية في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والإسهال، قد تدفع البعض إلى التوقف عن الاستخدام. بشكل عام، بعد إيقاف الدواء، قد يستغرق الأمر حوالي 25 إلى 30 يومًا حتى يترك الدواء الجسم تمامًا وتتلاشى آثاره الجانبية.

الأسئلة الشائعة

مِن الأسئلة التي يمكن أن تتوارد إلى الأذهان حول استخدام أي دواء للتنحيف:

هل يمكن إعطاء دواء للتخسيس للأطفال أو المراهقين؟

إن معظم أدوية التخسيس الحاصلة على موافقة من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية توصف فقط للبالغين وممنوعة على الأطفال والمراهقين، ولكن بعضها، مثل دواء الأورليستات، صُرِّح باستخدامه كدواء للتخسيس عند الأطفال من عمر 12 عاماً فأكثر.

هل أدوية التخسيس لوحدها كافية لعلاج السمنة؟

لا، إذ لا يمكن أن تحل أدوية التخسيس محل النشاط البدني أو الالتزام بنظام غذائي صحي، كما أن أدوية التخسيس تعمل بشكل أفضل عند استخدامها جنباً إلى جنب مع اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة.

هل يزداد الوزن بعد إيقاف تناول دواء التخسيس؟

نعم، عادة ما يميل الجسم لاستعادة بعض الوزن الذي فقَده عند التوقف عن أدوية التخسيس، خاصة عند العودة للنظام الغذائي غير الصحي المليء بالدهون، وتناول سعرات حرارية أكثر من حاجة الجسم، والتوقف عن ممارسة الرياضة.

الخلاصة

يمكن أن يؤدي التوقف عن تناول الدواء إلى تحفيز الشخص على استعادة وزنه وشهيته، يَذكر بعض الأشخاص بشكل غير رسمي أنهم يشعرون بتحسن عقلي بعد التوقف عن تناول الدواء، بينما يقول آخرون العكس. يتناقص الانزعاج الهضمي الذي يعاني منه المريض أثناء تناول هذه الأدوية في غضون شهر من التوقف عن تناولها.

آخر تعديل بتاريخ
25 نوفمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.