يعمل علماء الوراثة على إعادة تنشيط بصيلات الشعر الخاملة لذا قاموا باكتشاف مادة جديدة قد تعالج الصلع وهذه المادة تعتمد على جزيء يسمى PP405 والذي اكتشفته جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ويبدو أنه أعطى أملاً حقيقياً في إعادة نمو الشعر، وكانت نتائج التجارب الأولية واعدة.
كان المصريون القدماء يفركون رؤوسهم الصلعاء بمزيج من التمر ومخالب الكلاب وحافر الحمير، ولجأ الأمريكيون الأصليون إلى عصير اليوكا، وعلى مر التاريخ البشري كانت هناك العديد من المساعي الوجودية من أجل المعرفة، ومن أجل السلام، ومن أجل الثراء، ومن أجل علاج الصلع.
أسباب الصلع والعلاجات المتاحة
يُعزى تساقط الشعر إلى عوامل متعددة منها التقدّم في السنّ والتوتر والخلل الهرموني وضعف الجينات، ورغم التقدم الطبي لم تُثبت سوى علاجات قليلة فعاليتها لأكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص، مما دفع الكثيرين إلى تجريب علاجات مشكوك في صحتها، أو الخضوع لعمليات جراحية باهظة التكلفة، لذا بناء على هذه النتائج حدد علماء جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس (UCLA) جزيئاً صغيراً يمكنه تحفيز بصيلات الشعر الخاملة منذ فترة طويلة لكنها ما تزال سليمة، وربما تمكنوا من اكتشاف مادة جديدة قد تعالج الصلع .
مادة جديدة قد تعالج الصلع فهل يصبح الشعر الكثيف أمراً طبيعياً قريباً؟
علمياً يتم عزل جزيء PP405 ويطبق على بروتين معين في الخلايا الجذعية للبصيلات. يُبقي هذا البروتين بصيلات الشعر خاملة، فيقوم الجزيء الجديد بتثبيط هذا البروتين مما يحفز الخلايا الجذعية وينشطها، وقد استمر العمل المخبري على هذا الجزيء ما يقارب عقد من الزمان، وفي أولى التجارب البشرية التي أجريت عام 2023 وجَد الباحثون أن تطبيق هذا الجزيء كدواء موضعي على فروة الرأس قبل النوم لمدة أسبوع قد أسفر عن نتائج واعدة بمثابة اكتشاف مادة جديدة قد تعالج الصلع .
وعلى الرغم من تعامل الباحثين بحذر مع البيانات والنتائج التي تم الحصول عليها، إلا أنهم يعتقدون أن العلاج سيُنتج شعراً كثيفاً نهائياً بدلاً من الزّغب الذي تُنتجه مستحضرات وجرعات العلاج المعاصرة الأخرى، لذا فإن العلماء الذين يقفون وراء هذا الاكتشاف متفائلون بإمكانية نجاحه في عكس تساقط الشعر الذي يصيب أكثر من نصف الرجال وربع النساء في سن الخمسين، ففي مرحلة ما يعاني معظم النساء والرجال من تساقط الشعر، أو من فقدانه بعد العلاج الكيميائي، أو العدوى، أو غيرها من عوامل التوتر، وهذا يؤثر عليهم نفسياً.
الخطوات التالية: التجارب والموافقات
قد لا ينجح هذا المنتَج الجديد مع الجميع لكن التجارب البشرية الأولية كانت نتائجها مشجعة للغاية، وهناك تجارب أخرى ستجرى على عدد أكبر من الأشخاص، وكان فريق العلماء الذين أجروا هذه التجارب قلقين بشأن أن هذا الجزيء الصغير PP405 قد يقضي على جميع بصيلات الشعر، لكنهم سعداء جداً أن هذا لم يَحدث، وهم الآن بانتظار موافقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) التي ستستغرق بعض الوقت كما هو متوقع، لكن الأمر يستحق الانتظار.
المصدر:



