لا يعتبر تقبل المولود الجديد في عائلة لديها طفل سابق أمراً سهلاً، فبعد أن كان الطفل الصغير الوحيد محطّ اهتمام العائلة جاء من ينافسه ويأخذ من وقته مع الوالدين، وهنا يقع الأمر على عاتق الأهل في تمكين طفلهم من تقبل المولود الجديد، بل والشعور بالسعادة لوجوده. في كثير من الأحيان يحتاج الأهل لاستشارة اختصاصي أو سؤال من لديهم خبرة، لذا نقدم في هذا المقال مجموعة من الخطوات التي تساعد الطفل على تقبل المولود الجديد في المنزل والحد من خطر إيذائه.
كيف أساعد طفلي على تقبل المولود الجديد في المنزل؟
ينبغي أن يكون قدوم مولود جديد إلى المنزل وقتًا ساراً لجميع أفراد الأسرة، لكن إضافة فرد جديد إلى العائلة يُغير بعض الأمور، لذا يكمن السر في مساعدة طفلكِ الصغير على تقبّل هذا التغيير والشعور بالثقة بأن هذا الضيف الجديد لن يُغيّر حبكِ له بتاتاً، ومن أجل ذلك يمكنك القيام بالعديد من الخطوات التي تشمل:
-
دعي طفلك يشاركك في رحلة الحمل
تأكدي من شعور طفلك الصغير بالمشاركة طوال فترة الحمل وبجميع احتفالات المولود الجديد، اصطحبي طفلكِ الصغير معكِ إلى مواعيد الطبيب، ودعيه يسمع نبضات قلب أخيه أو أخته الجديدة. أريه صور الموجات فوق الصوتية، ودعيه يشعر بركلات الطفل. كلما زاد انخراط طفلكِ في حياة أخيه الصغير، زاد حماسه لتولي دور الأخ الأكبر. إذا كان طفلكِ دون سن الثالثة، فمن المفيد أن تريه صوره وهو حديث الولادة.
تأكدي من شرح مقدار الاهتمام الذي ستحتاجينه للطفل الجديد عند ولادته، وجرّبي قول: "الأطفال الصغار صغار وضعفاء، وستحتاج الأم إلى حمله كثيرًا كما فعلتُ معكِ". هذا سيُهيئ طفلكِ الصغير لما سيتوقعه عند ولادة الطفل الجديد.
-
كوني جاهزة لأي ردة فعل
من الصعب توقّع ردة فعل طفلك الصغير لانضمام شقيق جديد إليه، سيشعر بعض الأطفال بالحماس، بينما قد يغضب آخرون وينزعجون، وسيشعر آخرون بالارتباك التام. ومهما كان رد فعل طفلك تجاه خبر انضمام شقيق جديد، تأكدي من طمأنته بأنك وووالده تحبانه حبًا كبيراً لا يغيره أي طفل جديد، وإذا كان غير مبالٍ، أو استغرق بعض الوقت للرد، فقد يحتاج فقط إلى بعض الوقت لاستيعاب المعلومات الجديدة. بدلًا من إمطاره بالأسئلة أو التصريحات، انتظري حتى يأتي إليك طفلك ليطرح عليك الأسئلة، وأجيبي عنها بأكبر قدر ممكن من الوضوح والشفافية.
-
اكشفي غموض الحمل بمراجعة ولادة طفلكِ الأول
من الطرق الرائعة لكشف غموض الحمل لطفلكِ هي عرض صورٍ لما قبل ولادته هو، فهذه طريقة رائعة أيضاً لمساعدة طفلكِ على فهم ما سيحدث خلال الأشهر القادمة.
يمكنكِ البدء بصورٍ تُظهر شكلكِ قبل الحمل، اجعلي الأمر ممتعاً بسؤال طفلكِ عن الاختلافات بين تلك الصور ومظهركِ الحالي. اسأليه إن كان شعر أمكِ مختلفاً. أشيري إلى بطنكِ المسطح، ثم انتقلي إلى الصور التي كبرت فيها بطنكِ. تأكدي من إخبار طفلكِ أنه هو مَن يظهر في الصورة. أنهي العرض بصورٍ لطفلكِ بعد الولادة بفترة وجيزة. مرةً أخرى، اطلبي منه أن يبحث عن الاختلافات بين شكله آنذاك وشكله الحالي، فهذا قد يُساعده على الاستعداد لقدوم شقيقه.
إذا كانت لديكِ مقاطع فيديو لحمل طفلكِ، فلا تترددي في مشاهدتها مع طفلكِ. قد تكون مقاطع الفيديو أكثر إفادةً وإثراءً بالمعلومات من الصور. أدرجي مقاطع فيديو لكِ أثناء حملكِ، ولكِ ولطفلكِ بعد ولادته مباشرةً، ولطفلكِ في السنوات الأولى من حياته. من خلال هذه المقاطع، سيتمكن طفلكِ من فهم ما مررتِ به في طفولته، وسيساعده ذلك على فهم ما سيحدث خلال الأشهر القادمة.
-
قدّمي المولود الجديد بهدوء للطفل الأكبر بعد الولادة
عادة ما يكون كل ما يحيط بالولادة متسارع، بالإضافة إلى التسرع في الإجراءات داخل المستشفى، والتعامل مع غرفة مليئة بالأطباء والممرضات، وعائلة متوترة في غرفة الانتظار، متلهفة لرؤية صغيركِ أو طفلتكِ. عندما يحين وقت لقاء طفلكِ الصغير بأخيه الجديد، احرصي على أن يكون ذلك في بيئة هادئة، حتى يكون التركيز على طفلكِ الصغير والمولود الجديد. إذا كان طفلكِ صغيرًا بما يكفي، دعيه يحمل شقيقه الصغير الجديد (تحت إشرافك بالطبع)، ويشرح له كم سيحبه هذا المولود الجديد ويتطلع إليه.
-
أظهري لطفلك الطريقة الصحيحة للتفاعل مع المولود الجديد
أنت تعلمين أن طفلك حديث الولادة ضعيف، لكن قد لا يكون كذلك. بدلًا من توقّع أن يكتشف الأمر بنفسه ثم توبيخه على قسوته، خصصي وقتًا لتوجيه طفلك نحو الطريقة الصحيحة للتفاعل مع أخيه.
أظهري لطفلك أصابع يديه وقدميه الصغيرة لأخيه أو أخته. وبمساعدتك، دعيه يمسك المولود الجديد ويشعر بوزنه. اسألي طفلك عن شعوره عندما يُقرص إصبعه في لعبة، ثم أخبريه أن أخاه يشعر بالشيء نفسه. سيساعده هذا على إدراك أنه بحاجة إلى اللطف حتى لا يؤذي أخيه.
-
حافظي على برنامج منتظم مع الطفل الأكبر
مع أن الانتقال من طفل واحد إلى طفلين سيغير حياتكما اليومية، ويزيد من فوضوية بعض الأمور، حاولا الالتزام ببرنامج صغيركما قدر الإمكان. سيكون هذا أسهل إذا استطعتما العمل مع شريككما كفريق واحد من خلال تحديد مسؤوليات واضحة لكل منكما. كلما التزم طفلكما الأكبر بنفس البرنامج الصباحي، ومواعيد الغداء والعشاء، ووقت الاستحمام والنوم، كان من الأسهل عليه التكيف مع وجود أخيه أو أخته الجديد في حياته.
-
امدحيه على مساعدته للمولود الجديد وقدري جهده واهتمامه
من أهم خطوات تقبل المولود الجديد هو تقدير جهد الأخ الأكبر عند مساندته للمولود الجديد، ومن المهم أن تلاحظي متى يقوم طفلكِ الصغير بدوره تجاه إخوته، فإذا كان لطيفًا مع المولود الجديد، أو يُقبّل رأسه، أو يُساعدكِ في التقاط الألعاب، تأكدي من تقديركِ لمدى مسؤوليته وحبه للمولود الرضيع، فإن هذا التقدير الإيجابي سيعزز ثقته بنفسه ويعزز سلوكه الجيد. أما إذا بدأ الأخ الأكبر بالتصرف بعنف أو يُهدد بإيذاء الطفل بأي شكل من الأشكال، فصححي سلوكه فورًا، وذكّريه بأن الأطفال صغار وضعفاء، وأن عليه توخي الحذر مع المولود الجديد.
الأسئلة الشائعة
كيف أتعامل مع طفلي بوجود مولود جديد؟
من المهم الاعتناء بالطفل الأكبر ومساعدته على تقبل المولود الجديد والحد من تطور مشاعر الغيرة والمنافسة، وذلك من خلال:
- قضاء وقت كافٍ مع الطفل الأكبر.
- الاهتمام بالطفل الأكبر وإعطاؤه الحب والحنان بشكل مستمر.
- الحفاظ على برنامج حياة الطفل الأكبر بحيث لا يشعر بأي إهمال.
- تقدير جهوده واهتمامه بالطفل الأصغر وربما مكافأته كنوع من التحفيز.
ما علامات غيرة طفلي من المولود الجديد؟
هناك الكثير من العلامات التي تدل على غيرة الطفل الأكبر من المولود الجديد منها:
- الصراخ والمشاغبة غير المبررَين.
- تقليد الطفل الصغير (الرغبة في استخدام القنينة أو الرضاعة أو النوم مكان الرضيع).
- ضرب المولود الجديد، ويكون خلسة بشكل عام.
- الاعتماد على الأم في أمور كان مستقلاً بها.
- التبول في الثياب.
نصيحة من موقع صحتك
مع وجود طفل صغير في المنزل ومولود جديد في الطريق، سيُقلب عالمك رأسًا على عقب. ستضاعفين عدد الحفاضات، ونوبات الغضب، والقيلولة، والأهم من ذلك كله، الحب. ولكن على الرغم من حماسة قدوم طفل جديد إلى العائلة، قد لا يكون طفلكِ الصغير في المنزل بنفس الحماس. سيُحدث المولود الجديد تغييرًا جذريًا في ديناميكية الأسرة، وقد يشعر طفلكِ البكر بالتوتر وعدم اليقين بشأن تأثير هذا المولود الجديد عليه.
هدئي أعصابه وطمئنيه بأنك تحبينه كثيراً، فهو على وشك أن يُرزق بأخ أو أخت جديدين ليلعب معهما، يتطلب تحضير طفلكِ الصغير لمولود جديد بعض الصبر والتحضير، ولكن مع هذه النصائح المفيدة، سيكون متحمسًا ومستعدًا لتولي دور الأخ الأكبر.
