صحــــتك

كيف تؤدب الطفل الذي لا يستمع لك؟ إليك أهم الخطوات

طفلي لا يستمع لي
كيف تتعامل مع الطفل الذي لا يستمع لك؟

هل طلبتِ من طفلكِ القيام بمهمة بسيطة فرفض رفضًا قاطعًا؟ هل جرّبتِ كل الحيل واستخدمتِ "صوتكِ الأبوي"، وعددتِ إلى ثلاثة، وبذلتِ قصارى جهدكِ، لكن طفلكِ ما يزال يتحداكِ؟. نعم هذا كافٍ لإحباط أي شخص. عندما يحين وقت الجد وتأديب طفلكِ، كيف تعرفينَ إن كنتِ تؤدبينه بشكل صحيح؟ كيف تتأكدينَ من أنكِ تتخذين القرارات الصحيحة؟ أين تضعينَ الحدود؟ للتعرف على كيفيك التعامل مع الطفل الذي لا يستمع لك تابعوا مقالنا هذا.

كيف تتعامل مع الطفل الذي لا يستمع لك ؟

تختلف طرق التعامل مع الطفل حسب العمر بشكل عام، وحسب حالته النفسية والبيئة التي يكبر فيها، لذا من المهم مراعاة هذه الأمور أثناء تأديب الطفل ووضعه على المسار  الصحيح. عموماً من أجل التعامل السليم مع الطفل الذي لا يستمع لك ينبغي فهم طريقة تفكيره وذلك حسب عمره:

  • الأطفال الرضّع  (إلى 12 شهراً)

لا يُشكل التأديب مصدر قلق كبير مع الرضّع، لأنهم لا يستطيعون فعل الكثير، وهذا لا يعني أن الرضّع لن يختبروا صبرك. بل سيفعلون. لكنهم ليسوا كبارًا بما يكفي للتصحيح بطريقة هادفة أو دائمة، وما زالوا يتعلمون عن بيئتهم ويستكشفونها، لذا فإن العديد من تجاربهم اليومية جديدة عليهم.

مع حديثي الولادة والرضّع، ينصبّ تركيزك على حمايتهم من الخطر. فإذا حاول صغيرك الإمساك بفنجان قهوتك الساخن مثلاً، يمكنك قول "ساخن! آخ!" أو إعطاؤه شيئًا آمنًا للعب به.

  • الأطفال الصغار (من سنة إلى 3 سنوات)

يَختبر الأطفال الصغار حدودهم في هذا العمر، إذ ما زالوا يرغبون في الاهتمام ويحتاجونه، لكنهم يحصلون عليه بطريقة مختلفة قليلاً عما اعتادوا عليه. فالكلام الفاحش، والرفض، والمطالبة ... كل ذلك جزء من جهد أكبر لبناء هويتهم ونيل الاستقلالية.

لدى الأطفال الصغار أفكار  ومشاعر عميقة، لكنهم يفتقرون إلى الكلمات ومهارات تنظيم المشاعر اللازمة للتواصل بوضوح. هذا الإحباط يؤدي إلى نوبات غضب وعدوانية.

قد تكون تربية طفل صغير صعبة، لكن الحفاظ على هدوئه، ومساعدته على التعبير عن نفسه، وتشتيت انتباهه، والاستخدام الجيد لوقت الاستراحة، كلها أمور قد تساعد في السيطرة على الفوضى.

  • الأطفال في مرحلة الحضانة المدرسية (من 3 إلى 5 سنوات)

بمجرد أن يبلغ طفلك سن ما قبل المدرسة يصبح قادرًا على فهم العلاقات السببية بشكل أفضل، والتواصل مع أفكاره ومشاعره بفعالية أكبر. وينطبق الأمر نفسه على أصدقائه. توقّع أن تنشأ الخلافات مع تعلّم أطفال ما قبل المدرسة كيفية التفاعل، واتباع التوجيهات، والانتباه.

مع أن مهاراتهم في تنظيم انفعالاتهم قد تحسنت منذ الطفولة، فإن أطفال ما قبل المدرسة لا يُتقنون التعبير عن أنفسهم، وما زالوا يعملون على التركيز وضبط النفس. توقّع الكثير من التذمر والإحباط في هذا العمر، ويمكنك أيضًا توقّع الكثير من القصص الخيالية، لأنهم لا يفهمون تمامًا الفرق بين الصواب والخطأ.

يُعد هذا وقتًا رائعًا لبناء برنامج، وتحديد التوقعات، ومكافأة السلوكيات الإيجابية، وتحديد عواقب سوء السلوك. لكن طفلك ما يزال صغيرًا. ستحتاج إلى تعليمه، وتذكيره مرارًا وتكرارًا، وسيظل يواجه أحيانًا مشاكل في السلوك أو الالتزام.

  • الأطفال في مرحلة الابتدائية (من 5 إلى 12 سنة)

بمجرد أن يصبح طفلك في سن المدرسة، فقد يكون الانضباط نشاطًا مثمراً، وهذا يعني إجراء حوارات هادفة مع طفلك حول الصواب والخطأ، ومعنى الانتماء إلى أسرة، والامتيازات والمسؤوليات، وكيف أن لكل فعل عواقب.

ولكن ليس كل شيء ورديًا وجميلًا، فكلما كبر الأطفال، ازدادت فرديتهم واستقلاليتهم، مما قد يؤدي إلى صراعات على السلطة والعصيان.

لا يزال طفلك يقوم بالعمل الشاق المتمثل في اكتشاف هويته، ومعنى أن يكون شخصًا مسؤولًا وأخلاقيًا، لذا من المهم منحهم فرصة "إعادة المحاولة" كلما أمكن ذلك. دع طفلك يتخذ القرارات، ويتحمل المسؤوليات الجديدة، ويواجه التحديات الجديدة، فهذه هي طريقتهم في التعلم.

  • المراهقون (من 12-18 شهراً)

تربية طفل في مرحلة المراهقة هي عملية شدّ وجَذب، ويحتاج طفلك إلى اتخاذ القرارات والاستقلال وتجربة أشياء جديدة، لكنه يحتاج أيضًا إلى الاهتمام، ووضع حدود واضحة، ودعم وتوجيه كبيرين. لن يحقق أي منكما التوازن المثالي دائمًا، لهذا؛ ف​​إن الاستماع الفعال والتواصل الواضح والمحترم أمران أساسيان.

يكسر معظم المراهقين القواعد أحيانًا، ويتحدّون السلطة، ويتّخذون قرارات متهورة. قلل من الضرر ببناء علاقة قائمة على الاحترام والثقة المتبادلين، فأكثر المراهقين الذين يشعرون أنهم يستطيعون البوح بأسرارهم لأحد الوالدين والاعتراف بها، لا يزالون يرتكبون الكثير من الأخطاء لكنهم أقل عرضة لتضخيم مشاكلهم بإخفائها.

ما الاستراتيجيات المستخدَمة لتأديب الطفل الذي لا يستمع لك؟

تأتي كل مرحلة من مراحل نمو الطفل بتحديات تأديبية جديدة، لكن بعض المبادئ تبقى راسخة. لذا نقدّم إليكم ​​نصائح عدة قيّمة ستفيدكم طوال رحلة تربيتكم. وتشمل ما يلي:

  • لا تخشَ تأديب طفلك 

قد يكون من المغري أن تُعامل أطفالك كأعز أصدقائهم، لكن الأطفال يحتاجون منك إلى قيادتهم وتعليمهم أثناء نموهم. لذا فإن تأديب طفلك ووضع حدود له يغرس الثقة في نفسه أثناء خوضه معارك الحياة.

فمع التأديب، لا نكون مجرد مراقبين سلبيين يُطلب منهم فجأةً اتخاذ رد فعل، بل نشارك بفعالية كمعلمين، إنها عملية مستمرة تتطلب جهدًا كبيراً.

ليس الأمر سهلًا دائمًا، لكن التأديب يُؤتي ثماره وأنت تشاهد طفلك ينمو، وتزداد ثقته بنفسه، ويطور بوصلة أخلاقية سليمة.

  • لا تعتبر تأديب الطفل عقاباً

هناك فرق كبير بين أن تعاقب الطفل الذي لا يستمع لك وبين تأديبه، فتأديب الطفل يعني تعليمه القواعد الأخلاقية الصحيحة، يعني صقل شخصيته، يعني أن تجعله يميز بين الصواب والخطأ، فمن خلال التأديب نُعلّم أطفالنا ضبط النفس، أما العقاب فهو عقوبة مباشرة ومُحددة، أو حرمان من امتياز يُمثل جزاءً لتصرف ما.

  • ضع حدوداً والتزم بها

جميعنا كأفراد في المجتمع نلتزم بتوقعات معينة، وينبغي على طفلك أن يتعلم هذه الحدود أيضًا، لذا خصص وقتًا لتعريف الصغار والمراهقين بالسلوكيات المناسبة التي تتوقعها منهم. ولكن بمجرد أن تضع حدودك، التزم بها. إذا تعثّر طفلك، فعليه أن يعلم أن هناك عواقب ثابتة ومتوقعة. لا مفاجآت، ولا مفاوضات جديدة، ولا تراجع. العواقب أكثر فعالية من التهديدات. لا أحد يكون في أفضل حالاته عندما يتصرف من منطلق الخوف.

  • حدد وجهتك وغايتك

لا تتوقّع من طفلك الذي ما يزال في طور التعلم وبناء الشخصية أن يفهم ما تريده دون إشارة منك، لذا حاول أن تكون واضحاً بشكل كبير، وحدد له ما تريده منه تماماً وما تراه صائباً أيضاً.

  • صغ كلامك بأكثر الطرق لطافة

تختلف النتيجة التي تتوقعها من طفلك باعتماد أسلوبك في التعامل معه، وانتقاء المفردات من أبرز ميزات أسلوب التربية، فبدل أن تكون حاداً وصارماًً في اختيار المفردات، يمكنك اختيار كلمات أكثر لطفاً وتوصل الفكرة نفسها. 

  • التواصل ثم التواصل 

معظم الناس لا يتقبلون القواعد الصارمة بصدر رحب، البعض يستاء منها في صمت، والبعض الآخر يحتج، والبعض الآخر يتظاهر بخرقها. يحتاج الأطفال إلى فهم مغزى القواعد والتعليمات والتوقعات التي تحكم حياتهم. لذا فإن الحفاظ على تواصل مفتوح مع طفلك ليس بالأمر السهل دائمًا، يتطلب الأمر الإنصات الفعال والاعتراف بمشاعره.

خصص وقتًا للاستماع جيدًا لما يقوله طفلك، وتعاطف معه، ووافق معه عندما تشعر بذلك، أما إذا كنت لا توافق، فقل ذلك. ولكن افعل ذلك بهدوء، وتأكد من تخصيص الوقت الكافي لشرح السبب. الآباء والأمهات الذين يتواصلون مع أطفالهم ويُبدون اهتمامًا بهم يُمثلون قدوة حسنة.

الأسئلة الشائعة

كيف أجعل ابني يسمع كلامي ويحترمني؟

هناك العديد من الخطوات التي تساعدك في جعل ابنك يستمع لك ويحترمك، منها:

  1. اسمعي له وافهمي حاجاته ورغباته.
  2. شاركيه في اتخاذ القرار الصائب باستخدام الأدلة والبراهين.
  3. أشعريه باهتمامك وأن كل ما تطلبينه هو لمصلحته بالدرجة الأولى.
  4. استخدمي قواعد التأديب التي تعلمه القواعد الأخلاقية والحدود.

ما أصعب مرحلة في التربية؟

تعتبر مرحلة المراهقة من أصعب المراحل في التربية، وذلك لأن المراهق في هذه المرحلة العمرية يحتاج فهما وصبرا عميقا من الأهل، ولأن الطفل في هذه المرحلة يحاول إثبات نفسه، وأن يتخذ قرارات فردية دون مشاركة الأهل أو حتى استشارتهم.

نصيحة من موقع صحتك 

ليس من السهل التعامل مع الطفل الذي لا يستمع لك، خاصة في مرحلة المراهقة، مرحلة إثبات النفس. ولكن هذا لا يعني أن تستسلم لطفلك ولقراراته بلا عمل على التأديب ووضع القواعد، ولكن بكل ما أمكن من لطف وثقة، وتذكّر أن العلاقة التي تبنيها مع طفلك في صغره هي أساس لمراحل متقدمة في حياته.

آخر تعديل بتاريخ
14 مايو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.