اختبار الأبوة بفحص الحمض النووي هو فحص يتم إجراؤه لتأكيد أو دحض وجود علاقة بيولوجية بين طفل وأبيه، ويتم الاختبار باستخدام مسحة مأخوذة من باطن الخد، أو باستخدام عينة دم تجمع من طرف الإصبع أو من أماكن أخرى في الجسم، وبعد ذلك، يجري استخراج الحمض النووي من العينات من أجل تحليلها على جهاز الرَّحَلان الكهربائي، والهدف من هذه الخطوة الحصول على السمات الجينية للأشخاص المشمولين بالاختبار للتمكن من تقييم العلاقة بينهم.
ومن باب التذكير، فإن الحمض النووي، هو المادة الوراثية الموجودة داخل خلايا الجسم والتي تكون بمثابة دليل إرشادي يساعد على إعطاء الناس هوياتهم الجينية الخاصة بهم، فكل شخص يرث نصف جيناته ومادته الوراثية من الأب والنصف الآخر من الأم.
لماذا يحتاج الناس إلى اختبار الأبوة ؟
هناك ظروف عديدة قد يكون فيها إجراء اختبار الأبوة ضرورياً، وتشمل هذه الظروف:
- الرجال الذين لديهم شكوك حول ما إذا كانوا الأب البيولوجي للطفل.
- الأمهات غير المتأكدات من هوية الأب البيولوجي لأطفالهن بعد ولادة الطفل.
- الآباء والأمهات المتوقعين لولادة طفل الذين يرغبون في التحقق من الأبوة قبل ولادة الطفل.
- الأطفال البالغين الذين لديهم أسئلة حول نسبهم لتأكيد أو نفي أبوة الرجل الذي يعتقدون أنه والدهم البيولوجي.
- الرجال الذين يطلب منهم دفع نفقة لطفل لم يكونوا على علم بوجوده من قبل أو بسبب وجود شكوك حول الأبوة.
- الأشقاء الذين يريدون معرفة ما إذا كانوا يشتركون في نفس الأب البيولوجي.
- الأطفال الذين تم تبنيهم أو الحمل بهم عن طريق متبرع بالحيوانات المنوية والذين يريدون معرفة من هو والدهم البيولوجي.
- الأفراد الذين يطالبون بالميراث بعد وفاة والدهم حين تكون الأبوة محل نزاع.
- الأشخاص الذين لديهم أحد الوالدين في بلد أجنبي من أجل تبرير طلب الهجرة أو من أجل لمّ الشمل.
- الأشخاص الذين يريدون معرفة تاريخهم العائلي الطبي الكامل، خاصة فيما يتعلق بالأمراض الوراثية لعلاجها في أقرب وقت ممكن.
أسئلة شائعة حول اختبار الأبوة ؟
٠1 هل إجراء اختبار الأبوة بمسحة الخد دقيق مثل عينة الدم؟
يعتقد البعض أن اختبار الأبوة بفحص عينة من مسحة الخد غير دقيق مثل نظيره الذي يتم عن طريق فحص الدم، وهذا غير صحيح، فالحمض النووي للشخص المتواجد في الخلايا التي تبطن الخد هو نفسه المتواجد في خلايا الدم، وهذا يعني أن مسحة الخد دقيقة مثل اختبار الدم.
معظم اختبارات الأبوة تتم عن طريق جمع عينة الحمض النووي من مسحة الخد من داخل الفم. قبل ساعة من أخذ العينة، يطلب من الشخص أن يتجنب القيام بالأشياء التالية لأنها قد تؤثر على جودة مسحة الخد:
- استخدام غسول الفم.
- تنظيف الأسنان.
- تركيب أطقم الأسنان.
- التدخين أو استخدام التبغ للمضغ.
٠2 هل اختبار الأبوة بفحص الحمض النووي دقيق؟
اختبار الأبوة من خلال فحص الحمض النووي دقيق وموثوق للغاية، ونسبة نجاحه تصل 99,99% في حال تطابق السمات الجينية للأشخاص الذين خضعوا للاختبار، أما في حال عدم تطابق السمات الجينية، فيقال إن نتيجة الفحص هي 0%، وبالتالي فإن الأب الذي أجرى الاختبار يتم استبعاده من قائمة الآباء المحتمَلين.
٠3 هل يمكن إجراء اختبار الأبوة خلال الحمل؟
يمكن لمقدم الرعاية الصحية إجراء اختبار الأبوة في وقت مبكر من الحمل يصل إلى الأسبوع الثامن من الحمل، وهو بشكل عام، فحص آمن للأم والجنين. توجد عدة طرق لإجراء فحص الأبوة للجنين وهو في بطن أمه هي:
- الطريقة الأولى:
اختبار الأبوة قبل الولادة بطريقة غير جراحية، وهو فحص يمكن إجراؤه بعد الأسبوع الثامن من الحمل، ويتم بأخذ عينة دم من الأب المحتمل وعينة من دم الأم للبحث عن الخلايا الجنينية من أجل تحليل المادة الوراثية فيها، ومن ثم مطابقتها مع المادة الوراثية التي تخص الأب.
- الطريقة الثانية:
بزل السائل الأمنيوسي، وهو فحص يمكن عمله بين الأسبوعين 14 و20، من الحمل، وفيه يستخدم الطبيب إبرة طويلة ورفيعة يتم إدخالها عبر بطن الأم إلى داخل الرحم بدلالة الفحص بالأمواج فوق الصوتية من أجل الحصول على عينة من السائل الأمنيوسي الذي يحتوي على الحمض النووي للجنين من أجل مقارنته مع الحمض النووي للأب المحتمل.
- الطريقة الثالثة:
أخذ عينة من الزغابات المشيمية: وهو فحص يتم بين الأسبوعين 10 و13 من الحمل، وفيه يقوم الطبيب المختص بإدخال إبرة عبر المهبل وعنق الرحم لتصل إلى الرحم والمشيمة، ومن ثم يقوم الطبيب بأخذ عينة من الزغابات المشيمية من أجل تحليل حمضها النووي ومقارنة نتيجتها مع الحمض النووي للأب المحتمل. هناك بعض المخاطر المحتملة لهذا الفحص، ولكنها نادرة وتشمل العدوى والإجهاض.
يجدر التنويه هنا، أن جمعية الحمل الأميركية توصي باستخدام اختبار الأبوة غير الجراحي قبل الولادة، أو الانتظار إلى ما بعد الولادة لإجرائه، فهذا من شأنه أن يساعد على تجنب المخاطر المحتملة مثل العدوى والإجهاض.
٠4 هل يمكن إجراء اختبار الأبوة في حال عدم وجود الأب؟
إذا لم يكن الأب موجودًا لإجراء فحص الأبوة، كما هو الحال عند السفر أو وفاة الأب، فإنه يمكن إجراء الفحص باستخدام عينات الحمض النووي من الأقارب المقربين كالأشقاء أو الأعمام أو الخالات أو الأجداد.
٠5 كم من الوقت يستغرق الحصول على عينة اختبار الأبوة بفحص الحمض النووي؟
يختلف الوقت بحسب نوع الاختبار:
- أقل من دقيقة لمسحة الخد.
- دقائق قليلة لعينة الدم.
- 10 دقائق لبزل السائل الأمنيوسي.
- 10 دقائق لعينة الزغابات المشيمية.
٠6 متى يمكن الحصول على نتيجة اختبار الأبوة؟
بشكل عام، يمكن الحصول على نتيجة الاختبار في غضون أسبوعين. ومع ذلك، هناك بعض الظروف الخاصة التي تتطلب تقصير هذه المدة إلى أيام قليلة أو حتى إلى يوم واحد تلبية لقضايا قضائية، مع الأخذ بعَين الاعتبار أن تسريع العملية لا يؤثر على موثوقية النتيجة.
٠7 هل يمكن إجراء اختبار الأبوة في المنزل؟
تقدم العديد من الشركات اختبار الأبوة من خلال فحص الحمض النووي في المنزل، وفي هذه الحالة، يتم جمع عينات الاختبار وإرسالها بالبريد إلى المختبر للتحليل. وتتضمن العينات المستخدمة في الاختبار مسحات الخد المأخوذة من الطفل وأحد الوالدين المحتملين أو كليهما.
يمكن شراء مجموعات اختبار الأبوة التي يمكن إجراؤها في المنزل من الصيدليات أو متاجر الأدوية، كما يمكن طلبها مباشرة من الشركة المنتجة للاختبار عبر الهاتف أو عبر الإنترنت. وعلى الرغم من أن اختبارات الأبوة في المنزل تتم بنفس الطريقة التي تطبق في مراكز الاختبار، فإنه لا يمكن قبول نتائجها في المحكمة، لأنه لا توجد طريقة لإثبات هوية الشخص الذي أعطى العينات.
٠8 هل يتم الاحتفاظ بسرية نتائج الاختبار؟
القاعدة المعمول بها لدى الغالبية العظمى من المختبرات التي تُجري اختبار الأبوة بفحص الحمض النووي هي الحفاظ على السرية المطلقة للنتائج، ومع ذلك؛ فإنه يفضل التأكد من المختبر بشأن سياسته المتعلقة بالسرية.
نصيحة من موقع صحتك
يساعد اختبار الأبوة القائم على فحص الحمض النووي في تحديد الأب البيولوجي للطفل، فهو يمتاز بسرعته ودقته العالية، وإمكانية إجرائه على عينة صغيرة من الحمض النووي، يمكن أخذها من أي مكان في الجسم، لعل من أسهلها مسحة الخدين. وإلى جانب الفوائد القانونية لاختبار الأبوة، فهو يقدم مزايا طبية، إذ يساعد في تسليط الضوء على المشكلات الطبية اللاحقة، خاصة على صعيد الأمراض الوراثية. يمكن إجراء اختبار الأبوة من خلال الحصول على عينة الحمض النووي في المختبر أو في المنزل، إلا أن الاختبار المنزلي قد لا يكون دقيقاً، ولا يؤخذ به في المحاكم.
المصدر: