وفقاً لبحث جديد نُشر في مجلة الدورة الدموية "قصور القلب"، اكتشف الباحثون أن قصور القلب يضر التفكير والذاكرة فقد تبينَ أن التدهور المعرفي هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لقصور القلب، وبناء على ذلك؛ قال الباحثون القائمون على الدراسة إن معرفة هذا الأمر سيساعد في رعاية المرضى، وعلى الاستعداد بشكل أفضل لهذه المضاعفات. نقدّم لكم في هذا المقال نظرة عن كثب على نتائج هذه الدراسة ولماذا يرتبط القلب والدماغ ارتباطاً وثيقاً.
ما قصور القلب تحديداً؟
يَحدث قصور القلب عندما يعجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم والأكسجين إلى الأعضاء الأخرى في الدورة الدموية بكفاءة، ويعاني منه نحو 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة، ويعد ارتفاع ضغط الدم ومرض شرايين القلب حالة يحدث فيها تراكم الكوليسترول في شرايين القلب مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب، وهو من السباب الشائعة لقصور القلب، ومع أن اسمه قد يوحي بغير ذلك؛ فإن الإصابة بقصور القلب لا تعني توقف القلب عن النبض، بل قد يعاني المريض من أعراض متزايدة مثل ضيق التنفس وزيادة الوزن والتعب.
قصور القلب يضر التفكير والذاكرة.. ما العلاقة؟
خلال هذا البحث قام الباحثون بمقابلة فريق الرعاية لمرضى قصور القلب، وكانوا جميعاً يقولون إنهم لاحظوا تدهوراً إدراكياً لدى المصابين بقصور القلب، لكن الأبحاث السابقة لم تجد الكثير من المعلومات حول العلاقة بين التدهور الإدراكي وقصور القلب. ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل استخدَم الباحثون بيانات من ست دراسات أمريكية شملت ما يقرب من 30 ألف شخص، فقد تابع الباحثون قدراتهم الإدراكية بين عامي 1971 و2019، وكان أكثر من نصفهم بقليل من النساء، و70% منهم من أصحاب البشرة البيضاء.
وبعد متابعة المشاركين اكتشَف الباحثون أن 1407 أشخاص حدث لديهم قصور القلب، وارتبط قصور القلب بانخفاض في عدة مجالات إدراكية وقت التشخيص، والتي شملت ما يلي:
- الإدراك الشامل: الذي يصيب مجموعة واسعة من العمليات العقلية مثل التفكير والانتباه واللغة والتعلم.
- الوظيفة التنفيذية: أو القدرة على الانخراط في مهارات معرفية عالية المستوى مثل التخطيط وحل المشكلات والتكيف مع المواقف الجديدة.
- الذاكرة: يبدو أن التفكير الضبابي في هذه المرحلة أمر منطقي حين يزداد نشاط جهاز المناعة لدى المريض بسبب إفراز السيتوكينات التي تتسرب إلى مجرى الدم، وبالتالي تؤثر على الوظائف الإدراكية، وقد ينهار حاجز الدم الدماغي أيضاً نتيجة لذلك، مما قد يؤثر على وظائفك الإدراكية.
لكن تبين أن تدهور الذاكرة لم يتناسب مع طول مدة معاناة الأشخاص المصابين بقصور القلب، أما بالنسبة للإدراك والوظيفة التنفيذية فقد انخفضت بشكل مطرد مع مرور الوقت وزيادة مدة الإصابة.
لماذا يسبب قصور القلب مشاكل طويلة الأمد في التفكير؟
اتضح في البحث أن قصور القلب يضر التفكير والذاكرة إذ تبين أن أمراض القلب عموماً بما في ذلك السكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي وقصور القلب تؤثّر جميعها على الإدراك، وما يزال الأطباء لا يمتلكون إجابة قاطعة حول كيفية تأثير قصور القلب على التدهور المعرفي، لكن قد تلعب العوامل التالية دوراً في ذلك:
- تغيرات في القلب: قصور القلب يضعف عضلة القلب مما يقلل من قدرتها على ضخ الدم والأكسجين الكافيين للدماغ.
- الحالات التي تَحدث بالتزامن مع مشاكل القلب: التدهور المعرفي قد يتفاقم بسبب حالات أخرى مرتبطة بقصور القلب، والتي تؤثّر أيضاً على الإدراك، إذ يعاني ما يصل 40% من الأشخاص المصابين بقصور القلب من مرض السكري، كما تُظهر الأبحاث وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن مرض السكري وحده قد يُسبب تدهورًا إدراكيًا، كما أن ارتفاع ضغط الدم المُستمر، وهو سبب شائع لقصور القلب، قد يُسبب أيضًا العديد من حالات نقص التروية الطفيفة، أو نقاط انخفاض تدفق الدم في الدماغ
- التباطؤ: مع تقدّم قصور القلب وهو مرض مسبب لحدوث الالتهاب العام في حد ذاته، وخلال المراحل الأخيرة من قصور القلب يصبح المريض أكثر ضعفاً، وعندها يمارس المريض نشاطاً أقل، ويعتاد الجسم على القيام بأنشطة أقل، ويدخله هذا حلقة مفرغة تؤثر أيضاً على الإدراك.
المصادر:
