يُعد سرطان البروستات أحد أكثر أنواع السرطانات التي يتم تشخيصها لدى الرجال، وغالباً ما يكون قابلاً للعلاج بشكل كبير عند اكتشافه مبكراً، وينشأ في غدة البروستات الواقعة بين المثانة والقضيب. في حين أن السبب الدقيق لحدوثه ما يزال غير معروف، فإن احتمال الإصابة بهذا المرض يزداد مع التقدم في العمر، وأحد أسباب صعوبة الكشف المبكر هو عدم وجود مؤشرات حيوية موثوقة قد تشير بدقة إلى بدايته، ولكن يشير هذا البحث الجديد الذي نُشِر في مجلة (Cancer Research) إلى نجاح فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات في مرحلة مبكرة.
اكتشاف المؤشرات الحيوية
أنشأ الباحثون نماذج رقمية لسرطان البروستات من خلال تحليل نشاط الحمض النووي الريبي المرسال في المادة الوراثية البشرية في آلاف الخلايا السرطانية المصنفة حسب درجة السرطان وموقعه، واستخدموا الذكاء الصناعي لفحص هذه النماذج وتحديد البروتينات التي قد تعمل كمؤشرات حيوية محتملة، واختبر الباحثون بعدها هذه المؤشرات الحيوية في عينات الدم وأنسجة البروستات والبول من حوالي 2000 مريض. قال الباحثون إن النتيجة الرئيسية لهذه الدراسة هي أنه يمكن اكتشاف سرطان البروستات بشكل فعال من خلال تحليل المؤشرات الحيوية المرشحة في البول.
لماذا تم اختيار فحص البول؟
يقول الخبراء إن تحديد فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات منطقي للغاية، وإن البول قد يكون وسيلة ممتازة لإيجاد مؤشر حيوي بسبب مفهوم "السوائل المحلية" القريبة من السرطان، إذ يرتبط البول ارتباطًا وثيقًا بالبروستات، كما أن المؤشر الحيوي البولي لسرطان البروستات هو مجال بحثي مستمر في جميع أنحاء العالم.
فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات
أظهرت مجموعة محددة من المؤشرات الحيوية القائمة على فحص البول إمكانات قوية في الكشف عن وجود سرطان البروستات وشدته بدقة أكبر من المستضد البروستاتي النوعي PSA، وهو المؤشر القياسي الحالي الذي يفحص في الدم، ويُعرف اختبار مستضد البروستات النوعي بأنه اختبار دم بسيط يقيس مستوى بروتين يسمى مستضد البروستات النوعي الذي تصنعه البروستاتا، وقد يكون ارتفاع مستويات مستضد البروستات النوعي علامة على الإصابة بسرطان البروستات، ولكن قد يرتفع أيضًا في حالات أخرى مثل تضخم البروستات أو التهابها. من خلال هذا البحث قد يصبح فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات هو المعيار البديل لفحص مستضد البروستات النوعي في الدم.
الحاجة إلى المزيد من الدراسات
يؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للتحقق من صحة هذه النتائج وتطوير فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات. وتوجد الآن خطط لإجراء تجارب سريرية واسعة النطاق لزيادة التحقق من صحة هذه النتائج. بالإضافة إلى ذلك، تجري حاليًا مناقشات لإدراج هذه المؤشرات الحيوية الجديدة في دراسة سرطان البروستات على مستوى المملكة المتحدة لتسريع عملية الاختبار والتنفيذ، وقد تساعد هذه التحسينات أيضًا في تقليل عدد الخزعات غير الضرورية لدى الرجال غير المصابين بالمرض.
بديل للكشف المبكر عن المرض
يقول القائمون على الدراسة إن فحص بول لاكتشاف سرطان البروستات بهذه الدقة قد لا يكون بديلاً فقط لتشخيص المرض، وإنما أيضاً بديلًا لإجراءات الكشف المبكر للإصابة بالمرض قبل ظهور أي أعراض، وهو أمر ضروري، وقد يصبح ذلك ببساطة عبر فحص بول جديد.
نصيحة من موقع صحتك
يُعد سرطان البروستات أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، وهو قابل للعلاج بشكل جيد إذا ما تم اكتشافه في مراحله المبكرة، لذا راجع طبيبك للحديث عما إذا كانت هناك حاجة لإجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان البروستات، خصوصاً إذا كنت فوق سن الـ50، واسأل الطبيب عن إيجابيات وسلبيات هذه الفحوصات لتتمكن من اتخاذ قرارك.
