على الرغم من أن للخلايا التائية القدرة على اكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها. لكن، لدى معظم مرضى السرطان، يتم إضعاف الخلايا التائية بمجرد دخولها البيئة المحيطة بالورم. لهذا، يحاول العلماء إيجاد طرق للمساعدة في علاج المرضى عن طريق تنشيط تلك الخلايا التائية التي تم إضعافها.
كيف يتم تنشيط الخلايا التائية لمهاجمة الخلايا السرطانية؟
الخلايا التائية هي جزء من الجهاز المناعي والتي تهاجم أجساماً غريبة معينة، إذ تنتشر الخلايا التائية حتى تصادف مستضداً Antigen محدداً، الذي يحفزها لتهاجمه.والمستضد هو اسم يطلق على أية مادة تحفز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة ضده. وتشمل المستضدات مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، والخلايا السرطانية، والمواد الكيميائية والسموم.
ويمكن للخلايا التائية في الجسم اكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها. ومع ذلك، في معظم مرضى السرطان، يتم إضعاف الخلايا التائية بمجرد دخولها البيئة المحيطة بالورم.
ويحاول العلماء إيجاد طرق للمساعدة في علاج المرضى عن طريق تنشيط تلك الخلايا التائية المضعفة. ركز الكثير من الأبحاث في هذا المجال، والمعروفة باسم العلاج المناعي للسرطان، على إيجاد طرق لتحفيز تلك الخلايا التائية بشكل مباشر.
توصل علماء الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن خلايا مناعية مساعدة ومتخفية في شكل خلايا سرطانية يمكن أن تساعد في تجديد الخلايا التائية المناعية التي تهاجم الخلايا السرطانية وتتخلص منها. وأجريت الدراسة على الفئران، ونشرت في مجلة المناعة، ونقلها موقع يوريك أليرت.
وقد ركز الكثير من الأبحاث في هذا المجال، المعروفة باسم العلاج المناعي للسرطان، على إيجاد طرق لتحفيز تلك الخلايا التائية بشكل مباشر.
الاكتشاف الجديد..
اكتشف باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طريقة جديدة محتملة لتنشيط هذه الخلايا التائية بشكل غير مباشر، عن طريق تجنيد مجموعة من الخلايا المناعية المساعدة تسمى الخلايا المتغصنة dendritic cells.والخلايا المتغصنة هي نوع من الخلايا التي تلعب دورا مهما في جهاز المناعة، إذ تقوم بالتقاط المستضدات من الأجسام الغازية، ثم تعالجها وتبرزها على سطحها (سطح الخلية المتغصنة)، مما يحفز الخلايا التائية على التعرف إلى المستضد ومهاجمته وبالتالي القضاء على الجسم الغريب.
وفي الدراسة الجديدة، حدد الباحثون مجموعة فرعية معينة من الخلايا المتغصنة التي لديها طريقة فريدة لتنشيط الخلايا التائية. يمكن لهذه الخلايا المتغصنة أن تحجب نفسها في بروتينات الورم، مما يسمح لها بانتحال صفة الخلايا السرطانية وتحفيز استجابة الخلايا التائية القوية.
عندما تبدأ الأورام في التكون، فإنها تنتج بروتينات سرطانية تتعرف عليها الخلايا التائية على أنها غريبة. يسمح هذا أحيانا للخلايا التائية بالتخلص من الأورام قبل أن تصبح كبيرة جدا.
في حالات أخرى، تكون الأورام قادرة على إفراز إشارات كيميائية تعطل الخلايا التائية، مما يسمح للأورام بالاستمرار في النمو دون رادع.
وجد فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الخلايا المتغصنة تمرر بروتينات تسمى مركبات إن إتش سي MHC complexes من الخلايا السرطانية وتعرضها على أسطحها. عندما تواجه الخلايا التائية هذه الخلايا المتغصنة التي تتنكر في شكل خلايا ورمية، تنشط الخلايا التائية بقوة وتبدأ في قتل الخلايا السرطانية.
يبدو أن هذه المجموعة المتخصصة من الخلايا المتغصنة تنشط عن طريق النوع الأول من الإنترفيرون، وهو جزيء تنتجه الخلايا عادة استجابة للعدوى الفيروسية. وجد الباحثون مجموعة صغيرة من هذه الخلايا المتغصنة في أورام القولون وسرطان الجلد التي تتطور، لكن لم يتم تنشيطها بشكل صحيح. ومع ذلك، إذا عالجوا هذه الأورام بالإنترفيرون، فإن الخلايا المتغصنة تبدأ في تحفيز الخلايا التائية لمهاجمة الخلايا السرطانية.
وتم استخدام بعض أنواع الإنترفيرون للمساعدة في علاج السرطان، ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية واسعة النطاق عند إعطائها بشكل جهازي.
وقالت المؤلفة الرئيسية البروفيسورة ستيفاني سبرانجر إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أنه قد يكون من المفيد توصيل مضاد للفيروسات بطريقة هادفة للغاية إلى الخلايا السرطانية، أو استخدام دواء من شأنه تحفيز الخلايا السرطانية لإنتاج النوع الأول من الإنترفيرون.
وتشير النتائج إلى أن إيجاد طرق لتحفيز مجموعة معينة من الخلايا المتغصنة يمكن أن يساعد في تعزيز فعالية العلاج المناعي للسرطان.
