في دراسة حديثة نُشرت في مجلة التغذية والصحة قام الباحثون بتجميع أدلة من 17 دراسة خضعت للمراجعة شارك فيها أكثر من 61,332 مشاركًا لكشف الحقائق العلمية حول تأثيرات النظام الغذائي على صحة الشعر. أبرزت نتائج هذه المراجعة أن تركيزات الفيتامين د أظهَرت ارتباطاً عكسياً قوياً مع شدة تساقط الشعر، مما يقدم مثالاً على أهمية المغذيات الدقيقة في صحة الشعر المثلى، كما بينت مراجعة الدراسات أن المشروبات السكرية تزيد خطر تساقط الشعر عند زيادة استهلاكها لأكثر من 3500مل/أسبوع، خاصة لدى الرجال، وتؤكد هذه النتائج على الدور الحاسم للمغذيات والأطعمة والمكملات الغذائية في الحفاظ على صحة بصيلات الشعر.
تفاصيل: المشروبات السكرية تزيد خطر تساقط الشعر
تهدف هذه المراجعة إلى جمع الأدلة وتلخيصها لتوجيه الأفراد وفرق الرعاية الصحية نحو اتخاذ القرارات الأمثل فيما يتعلق بصحة الشعر المرتبطة بالنظام الغذائي، وحدد البحث 17 دراسة أصلية استوفت المعايير المحددة في الدراسة، وقد تم دراسة تأثير استهلاك أطعمة محددة على صحة الشعر. شملت الدراسة تجارب سريرية عشوائية ودراسة جماعية واحدة.
وكان معظم المشاركين في الدراسات من الإناث (حوالي 97%)، وقد كشفت الدراسات أن الفيتامين د كان الموضوع الأكثر شيوعاً للبحث بين الدراسات التي تمت مراجعتها، وقد حذرت مراجعة الدراسات من آثار الخيارات الغذائية ونمط الحياة غير المثالي (مثل تناول الكحوليات أو المشروبات السكرية)، فعلى سبيل المثال وجدت دراسة أجريت على 1028 شاباً في الصين أن الإفراط في تناول المشروبات السكرية تزيد خطر تساقط الشعر بشكل كبير (عند تناول المشروبات السكرية أكثر من 3500 مل/ أسبوعياً).
العلاقة بين تساقط الشعر والعناصر الغذائية الأخرى
سلطت الدراسات أيضاً على عناصر غذائية وأطعمة أخرى حيث ربطت تجربة سريرية أجريت عام 1971 نقص البروتينات بانخفاض قطر بصيلة الشعر وتصبّغه، بينما وجَدت دراسة أن زيادة تناول الخضراوات الصليبية ومنتجات الصويا ارتبطت بانخفاض تساقط الشعر. وأظهَرت العديد من التجارب السريرية والعشوائية على المكملات الغذائية مثل مركّبات البروتينات البحرية وغشاء قشر البيض ومستخلص أوراق الكاكي تحسناً في كثافة الشعر ولمعانه وانخفاض تساقطه، إلا أن العديد منها انطوى على بعض المخاطر مما حد من قوة هذه الاستنتاجات.
خلاصة الدراسة
تبرز هذه المراجعة الدور الحاسم للتغذية في الحفاظ على صحة الشعر وتشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن ضمان مستويات كافية من العناصر الغذائية الأساسية وخاصة الفيتامين د والحديد يعد استراتيجية فعالة للوقاية من تساقط الشعر والتحكم فيه، وفي الوقت نفسه قد يساعد الحد من تناول الكحوليات والمشروبات السكرية على الوقاية من تساقط الشعر.
وتشير الأدلة أيضاً إلى وجود فوائد محتملة من تناول كميات كافية من البروتينات وتناول فول الصويا والخضراوات الصليبية وبعض المكملات الغذائية المتعددة العناصر الغذائية، مع العلم أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه الارتباطات، ونظراً لتباين الدراسات فإن هذه النتائج تعتبر أولية.
المصادر:
