صحــــتك

علاج مشاكل الإدراك والرؤية لمرضى كوفيد طويل الأمد

أبلغ العديد من مرضى كوفيد-19 عن أعراض مختلفة ومستمرة لفترة طويلة بعد التعافي من الإصابة، من ضمنها التعب المستمر وضيق التنفس والخلل الإدراكي والبصري، وهي متلازمة يشار إليها باسم "متلازمة كوفيد-19 طويلة الأمد". وقد تحدث هذه الأعراض بعد التعافي من كوفيد-19 الحاد أو تستمر من المرض الأولي وقد تتقلب أو تنتكس بمرور الوقت.

 

وما يقدّر بنحو 20٪ إلى 30٪ من مرضى كوفيد-19 يصابون بمشاكل إدراكية كبيرة بعد فترة طويلة من التعافي من الأعراض الحادة للعدوى. وقد يشار إلى هذه الأعراض الإدراكية باسم (ضبابية الدماغ). ويكون خطر هذه الأعراض أعلى في مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون الدخول للمستشفى، حيث يعاني حوالي 60٪ من التدهور المعرفي في غضون 4 أشهر.

ولا توجد علاجات فعالة لتحسين الضعف الإدراكي والبصري لدى المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 لفترة طويلة. والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل هما النهجان الحاليان الوحيدان، لكنهما يستغرقان أسابيع أو شهورًا، والتحسن يكون بشكل بطيء.

 

ما السبب وراء ضعف الإدراك والرؤية لمرضى كوفيد-19؟

أوضح الدكتور بيرنهارد أ.سابيل، أستاذ علم النفس الطبي، جامعة ماغديبورغ في ألمانيا، أن مرض كوفيد-19 يسبب تورمًا في الأوعية الدموية، مما يقلل من قطرها، ويؤدي إلى استجابة عصبية غير طبيعية، فعندما تطلق خلية عصبية إشارة، فإنها تحتاج إلى أوكسجين وجلوكوز، ولكن إذا لم ينفتح الوعاء الدموي، يبدو الأمر كما لو كنت تضغط على دواسة الوقود ولكن السيارة لا تقود لأنها لا تحصل على الوقود الكافي، وأنه إذا تعرض المرضى للإجهاد، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قطر الأوعية الدموية بشكل أكبر.

 

أمل جديد لعلاج ضبابية الدماغ

تضمنت دراسة صغيرة، نشرت في مجلة طب وعلم الأعصاب، امرأتين تتمتعان بصحة جيدة ونشيطات نسبيًا، إحداهما تبلغ 40 عامًا والأخرى 72 عامًا، وتعانيان من أعراض كوفيد-19 طويلة الأمد، وكان لدى إحداهما تاريخ من الصداع النصفي، ولكن لم يكن لأي منهما أي أمراض مصاحبة مهمة أخرى. وظهرت على إحدى المريضات أعراض كوفيد بعد الإصابة، على الرغم من أنها لم تكن بحاجة إلى دخول المستشفى، بينما لاحظت الأخرى الأعراض بعد التطعيم.

 

وشملت هذه الأعراض الصداع، الحمى، التعب، التغيرات البصرية، فقدان التوازن، بالإضافة إلى الضعف الإدراكي، والذي اشتمل على ضعف الذاكرة والتركيز وقصور الانتباه وصعوبة إيجاد الكلمات، مما يجعل من الصعب المشاركة في المحادثة. وقال سابيل: "إن الأعراض كانت مأساوية للغاية وأثرت على وظيفة المريضة اليومية ونوعية الحياة". وأضاف: "أن المرأتين وجدتا صعوبة في القيام بالمهام المنزلية اليومية وغيرها مما اضطرهما إلى التوقف عن العمل".

 

وقام سابيل وزملاؤه باستخدام التحفيز غير الباضع للدماغ، وهو علاج يستخدم لتعزيز أو قمع وظيفة عصبية معينة، مثل السلوك الحركي، كما ثبت أنه يعزز الخلل الوظيفي البصري والمعرفي. وحقق سابيل وزملاؤه نجاحًا سابقًا في تحسين الرؤية لدى مرضى الجلوكوما باستخدام هذا النهج العلاجي، ومن هنا جاءت الفكرة باستخدامه لتحفيز الشفاء البصري والمعرفي لدى مرضى كوفيد طويل الأمد.

 

وتضمن التدخل تحفيز التيار المتردد عبر الجمجمة باستخدام جهاز تعديل عصبي. وأثناء العملية، جلس المرضى بشكل مريح على كرسي، ووضع قطب كهربائي على جانب كل عين بالقرب من الجبهة. وقال سابيل "إن هذه المنطقة قريبة من القشرة الأمامية للمخ، والتي تظهر دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي أنها الأكثر تأثراً بانخفاض تدفق الدم، وإن التيار الكهربائي يتناوب بسرعة بين الأقطاب الكهربائية، ذهابًا وإيابًا عبر قشرة المخ".

 

واستمرت كل جلسة تحفيز من 30 إلى 45 دقيقة. وتلقت إحدى المريضات 13 جلسة، بينما تلقت الأخرى 10 جلسات. وأشار سابيل إلى أن كلتا المريضتين خضعتا لعلاج للحد من التوتر قبل جلسات التحفيز. ولحسن الحظ، تحملت المريضتان العلاج بشكل جيد وأبلغتا عن إحساس بالوخز فقط، ولم تكن هناك أحداث سلبية.

نتائج دراسة التحفيز غير الباضع للدماغ على ضبابية الدماغ والعين

قبل العلاج وبعده، قام الباحثون بتقييم الإدراك ذاتيًا عن طريق المقابلة وتحديد المجالات المرئية، وقاموا أيضًا بتقييم إحدى المريضات باستخدام آلة اختبار معرفي ومحلل الأوعية الدموية الشبكية الديناميكي، وهو علامة بديلة لاضطراب الأوعية الدموية في الدماغ. وقال سابيل إن المشاكل البصرية الناتجة عن نقص إمداد العين بالدم تحسنت بشكل ملحوظ في كلا المريضتين. كما أنهم شهدوا تحسنًا في الأداء المعرفي.

 

وقال سابيل: "ما كان مذهلاً تمامًا هو أنه في غضون 3 إلى 4 أيام، تحسن الضعف الإدراكي بشكل ملحوظ". حيث أظهرت النتائج التي توصلت إليها تحسنًا بنسبة 30٪ في وقت رد الفعل في اختبار اليقظة، وتحسنًا أكبر من 60٪ في وقت رد الفعل لاختبار الوظيفة التنفيذية. كما لوحظ تحسن في الذاكرة. وأبلغت إحدى المريضتين عن تحسينات معرفية ذاتية، بما في ذلك أن تكون أكثر يقظة، ولم تعد تكافح من أجل إتمام الكلام والمحادثات مع الأشخاص، وأصبحت أكثر قدرة على التخطيط وتذكر الأشياء. أيضا، تمت ملاحظة تأثيرات إيجابية في تحسين النظر.

 

خلاصة الدراسة:

أظهرت الدراسة أن تحفيز الدماغ غير الباضع Noninvasive brain stimulation الذي يستخدم التيارات الدقيقة المتناوبة يعمل بسرعة وفعالية على تحسين العجز المعرفي والبصري المتعلق بـ الأعراض طويلة الأمد لكوفيد-19. حيث يتم توصيل الأكسجين والجلوكوز مرة أخرى إلى الخلايا العصبية، حتى تتمكن من أداء وظيفتها في إرسال إشارات كهربائية إلى الدماغ، ليتمكن المريض من التفكير بشكل أفضل، ويكون إدراكه أفضل، ويتم تحسين رؤيته.

 

* المصدر:

A New Solution for Long-COVID Brain Fog?

آخر تعديل بتاريخ
15 فبراير 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.