صحــــتك

عقار قيد التطوير يستهدف خلايا الشيخوخة

يمكن أن تسبب الخلايا الشائخة عددًا من الأمراض المرتبطة بالعمر، ولكنها تؤدي أيضًا وظائف مهمة. ويمكن للأدوية التي تزيل السموم التي تطلقها هذه الخلايا أن تبطِّئ الشيخوخة وتحسن نوعية الحياة. هذا هو استنتاج الباحثين من مايو كلينيك Mayo Clinic في مينيسوتا، وقد نُشرت في عدد هذا الشهر من مجلة Journal of the American Geriatrics Society..

دور الخلايا الشائخة:

يمكن أن تلعب الخلايا الشائخة، وهو المصطلح الذي يطلق على الخلايا التي تتوقف عن الانقسام ولكنها تظل حية ونشطة في التمثيل الغذائي، دورًا إيجابيًا في الصحة، عن طريق إطلاق السموم التي تقتل الخلايا السرطانية. لكن، على الرغم من هذا الدور المهم فقد تتراكم الخلايا الشائخة أيضًا بمرور الوقت. وإذا تكون عددٌ كبيرٌ جدًا من هذا النوع من الخلايا يمكن أن تدمر الخلايا السليمة، وتسهم في مجموعة واسعة من الحالات المزمنة المرتبطة بالشيخوخة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والخرف، والتهاب المفاصل وهشاشة العظام والضعف.

لهذا فكر الباحثون في تدمير الخلايا الشائخة. لكن، الخلايا الشائخة لديها وسائل حماية داخلية تجعل قتلها صعبًا. ويمكن أن تعيش هذه الخلايا لعدة أشهر في ظروف معملية تقتل الخلايا العادية في ساعات. أيضا، وبسبب دورها المهم في القضاء على الخلايا السرطانية، فإن قتلها سيفتح الباب أمام جميع أنواع الأمراض الانتهازية، بما في ذلك السرطان.

إذا ما الحل؟!

بدلاً من ذلك، ركز الباحثون على طرق لنزع سلاح هذه الخلايا مؤقتًا من أجل القضاء عليها بمجرد الانتهاء من عملها المهم لصالح الجسم.

مهاجمة المعاقل:

العقاقير الجديدة، والتي ما تزال قيد التطوير حتى الآن، تهدف إلى مهاجمة الخلايا الشائخة في أقوى نقاطها التي تساعدها على مقاومة موت الخلايا المبرمج، بحيث يقوم العقار بقتل الخلية من خلال المواد السامة التي تنتجها، أي يجعلها تقتل نفسها بنفسها. وبعد إكمال العمل على هذه الأدوية وثبوت أنها آمنة وفعالة في البشر، يمكن أن تمنع أو تؤخر مجموعة واسعة من الحالات المزمنة من الالتهاب إلى الخلل الخلوي الذي يساهم في الشيخوخة.

وقال الدكتور كيركلاند المسؤول عن تطوير العقار: "الشيخوخة هي عامل خطر كبير للإصابة بالكثير من الأمراض، لذلك، إذا أردنا التخلص من هذه الأمراض فعلينا التخلص من جذر المشكلة وهو الشيخوخة". وأضاف: "تعمل الخلايا الشائخة مثل السم للخلايا الجذعية، لذلك عندما تزيل الخلايا الشائخة فإنك تعيد تأهيل وظيفة الخلايا الجذعية، وإذا ثبت أن الأدوية المضادة للشيخوخة أو التدخلات الأخرى التي تستهدف عمليات الشيخوخة الأساسية فعالة وآمنة في التجارب السريرية، فيمكنها أن تحدث قفزة نوعية في طب الشيخوخة، من خلال تمكين الوقاية من الأمراض المتعددة والعجز الوظيفي، أو علاجها بشكل متوازٍ، بدلاً من واحد تلو الآخر".

جعل الحياة أكثر صحة:

تم الإبلاغ عن هذه الفئة من العقاقير لأول مرة في عام 2015 في الدراسات التي أجريت على الحيوانات بقيادة كيركلاند. وتم التأكيد منذ البداية أن الهدف من تطوير هذه العقاقير ليس إطالة العمر الافتراضي، بدلاً من ذلك، تستهدف الأدوية المدى الصحي، أي عدد السنوات التي يعيش فيها الناس حياة صحية ومنتجة. وقال كيركلاند: "نريد أن نضيف الحياة إلى السنين، بدلاً من السنوات".

وقد وجدت دراسة عام 2015، التي نُشرت في مجلة Aging Cell، أن قتل الخلايا الشائخة في الفئران أدى إلى تحسين نوعية الحياة بشكل ملحوظ. وقال معد الدراسة في ذلك الوقت: "في النماذج الحيوانية، عملت العقاقير التي تستهدف الخلايا الشائخة على تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية، وتقليل هشاشة العظام والضعف". ومن اللافت للنظر في بعض الحالات أن هذه الأدوية كانت فعالة من خلال دورة علاج واحدة فقط.

العمل على تطوير عقاقير جديدة:

حدد باحثو Mayo بالفعل العديد من الأدوية المضادة للشيخوخة التي تستهدف الخلايا الشائخة. كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications بالتفصيل عن المزيد من الأدوية التي تستهدف الخلايا الشائخة، مثل:

  • الدواء التجريبي المضاد للسرطان Navitoclax.
  • دواء داساتينيب dasatinib، وهو دواء يستخدم لمحاربة اللوكيميا.
  • كيرسيتين quercetin.
  • plant polyphenol بوليفينول مركب نباتي من مجموعة الفلافونويد.
  • بايبرلونجومين piperlongumine، وهو منتج طبيعي مشتق من ثمار الفلفل الآسيوي الطويل.

وفي مارس، أفاد باحثو Mayo عن ثلاثة عقاقير أخرى (فلافونويد آخر ومضاد للأكسدة) ثبت أن جميعها تقتل الخلايا الشائخة في المختبر، بينما تترك الخلايا السليمة دون أن تصاب بأذى. وقال كيركلاند في بيان صحفي: "لقد تحركنا بسرعة في السنوات القليلة الماضية، ويبدو -بشكل متزايد- أن الأدوية المضادة للشيخوخة المكتشفة مؤخرا لها تأثير على مجموعة كبيرة من الأمراض".

لكن والأهم.. لا يزال الاختبار مطلوبًا

بيّن كيركلاند، المشرف على الدراسة وتطوير العقار، أن التجارب البحثية ما تزال على الفئران، والتجارب البشرية للأدوية المعالجة للشيخوخة وشيكة، مشيرًا إلى أن بعض الأدوية قد تمت الموافقة عليها بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الحالات الصحية الأخرى.

وإذا تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء، فمن المرجح أن تستهدف الأدوية في البداية الأفراد الذين يعانون من حالات تهدد الحياة، مثل التليف الرئوي مجهول السبب، وتليف الكبد، وأمراض الكلى المتقدمة، والسكري. وقال كيركلاند: إن العلاج سيشمل على الأرجح مزيجًا من الأدوية وأنماط الحياة.

لكن، على الرغم من الآمال الكثيرة التي تحوم حول هذه الفئة من الأدوية، نحن بصراحة لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه الأدوية تعمل مع الأشخاص أم لا، ولا ينبغي لأحد أن يبدأ في تناول هذه الأدوية، حتى تنتهي التجارب السريرية.

 

* المصدر:

New Anti-Aging Drugs Focusing on Toxic Cells

آخر تعديل بتاريخ
16 فبراير 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.