وجد العلماء أن زيوت الطهي قد ترتبط بسرطان الثدي العدواني بسبب احتوائها على حمض اللينوليك، إذ يعمل هذا الحمض على تعزيز نمو سرطان الثدي الثلاثي السلبي من خلال تنشيط مسار بروتيني محدد، وأظهرت دراسة ما قبل السريرية أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل أن حمض اللينوليك هو حمض دهني أوميغا 6 موجود في زيوت البذور مثل زيت فول الصويا، وكذلك في المنتجات الحيوانية مثل لحم الخنزير والبيض، وهو يعزز نمو نوع سرطان الثدي "الثلاثي السلبي" الذي يصعب علاجه، وقد تمهد هذه النتيجة الطريق لأساليب غذائية ودوائية جديدة لمكافحة سرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان.
زيوت الطهي قد ترتبط بسرطان الثدي العدواني.. ما علاقة أوميغا 6؟
حمض اللينوليك أوميغا 6 هو عنصر غذائي مشتق من الغذاء، ويعتبر أساسياً لدى الثدييات لدعم عمليات جسدية متعددة، ومع زيادة استخدام زيوت البذور في الأطعمة المقلية والمعالَجة بشكل كبير فقد أدى ذلك إلى مخاوف في أن الإفراط في تناول أوميغا 6 قد يكون أحد مسببات ارتفاع معدلات الإصابة ببعض الأمراض بما في ذلك سرطان الثدي، إلا أن عقوداً من الدراسات أسفرت عن نتائج متباينة وغير حاسمة ولم تَكشف أبداً عن آلية بيولوجية تربط أوميغا 6 بالسرطان.
في الدراسة الجديدة؛ سعى الباحثون على حل هذه النتائج غير الحاسمة من خلال التركيز على سرطان الثدي، فدرسوا قدرة أحماض أوميغا 6 الدهنية وخاصة حمض اللينوليك على تحفيز مسار حيوي معين يسمى mTORC1، والنتائج الأولية أظهرت أن حمض اللينوليك ينشّط بالفعل بروتين mTORC1 في النماذج الخلوية والحيوانية لسرطانات الثدي، وهذا البروتين يعتبر منظّماً رئيسياً لاستقلاب الخلايا ونمو الخلاي السرطانية.
نتائج الدراسة وتداعياتها
أدت تغذية الفئران المعدّة لمحاكاة سرطان الثدي الثلاثي السلبي بنظام غذائي غني بحمض اللينوليك إلى تنشيط مسار mTORC1 وتنشيط نمو الورم، كما وجَد الباحثون ارتفاعاً في مستويات حمض اللينوليك في الأورام وعينات الدم المأخوذة من مرضى حديثي التشخيص بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وأظهرت النتائج أن حمض اللينوليك قد يكون له دور في نشوء وتطور سرطان الثدي، ويُعتقد أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد آلية محددة يؤثّر من خلالها هذا المكوّن الغذائي على المرض.
تشير نتائج هذه الدراسة على أنها قد تكون "مؤشراً حيوياً" جيداً لتوجيه التدخلات الغذائية العلاجية الأكثر تخصيصاً لمرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي يفتقر حالياً إلى أي علاج موجّه ناجع. بدأ الباحثون كذلك في دراسة آثار أوميغا 6، فقد أظهرت النتائج أنه يمكن أن يعزز نمو بعض الأنواع الفرعية من سرطان البروستاتا، وقد يكون لبروتين mTORC1 دور أكبر في أنواع أخرى من السرطان، وحتى في حدوث بعض الأمراض المزمنة الشائعة مثل السمنة وداء السكري، وما تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات.
المصدر: