الفيتامين د المعروف أيضاً بفيتامين أشعة الشمس، هو هرمون ينتجه الجسم عند تعرض البشرة لأشعة الشمس، ويمكنك أيضاً الحصول على بعض الفيتامين د من نظامك الغذائي، على الرغم من أن قلة من الأطعمة تحتوي على كميات كبيرة منه، ومع ذلك؛ نادراً ما يكفي التعرض لأشعة الشمس والنظام الغذائي وحدهما للحفاظ على مستويات طبيعية من الفيتامين د، إذ يقدر الخبراء أن حوالي 50% من سكان العالم يعانون من مستويات دون الطبيعية من الفيتامين د. تستعرض هذه المقالة ما إذا كان هناك علاقة بين زيادة الوزن ونقص الفيتامين د وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن التغلب عليه.
العلاقة بين زيادة الوزن ونقص الفيتامين د
يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة أكثر عرضة لانخفاض مستويات الفيتامين د مقارنة بالأشخاص الذين تقع أوزانهم ضمن النطاق الطبيعي في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهذا دفع البعض إلى اقتراح أن انخفاض مستويات الفيتامين د قد يسبب زيادة الوزن، ويبدو أن بعض الدراسات تدعم هذه النظرية، ففي إحدى الدراسات أعطيت النساء 1000 وحدة دولية (25 ميكروجراماً) من الفيتامين د أو دواءً وهمياً يومياً لمدة 12 أسبوعاً.
وبنهاية الدراسة، فقدت النساء في مجموعة الفيتامين د مقدار 2.7 كجم من الدهون مقارنة بحوالي 0.5 كجم للنساء في مجموعة الدواء الوهمي، كما اكتسبت النساء في مجموعة الفيتامين د كتلة عضلية أكبر بمقدار 1.4 كجم من النساء في مجموعة الدواء الوهمي، ومع ذلك؛ لم تكن هناك تغييرات كبيرة في محيط الخصر أو الوزن الإجمالي للجسم.
أشارت مراجعة حديثة لإحدى عشرة دراسة إلى العلاقة بين زيادة الوزن ونقص الفيتامين د وبينت تلك الدراسات أن تناول مكملات الفيتامين د بجرعات تتراوح بين 25,000 و600,000 وحدة دولية شهريًا لمدة تتراوح بين شهر واحد واثني عشر شهرًا قد يُقلل من مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ومع ذلك، تبقى هذه التغيرات ضئيلة جدًا، ولم تُلاحَظ أي فروق جوهرية في الوزن الإجمالي للجسم، ورغم هذه النتائج، تشير الدراسات الحالية إلى أن تناول كميات أكبر من الفيتامين د ليس له تأثير يُذكر على زيادة الوزن أو فقدانه. ومع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تُميز بين وزن الجسم ودهون الجسم لتقييم هذا التأثير بشكل صحيح.
سبب انخفاض الفيتامين د لدى الأشخاص المصابين بالسمنة
يعتقد الباحثون أنه يمكن تفسير انخفاض مستويات الفيتامين د لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بعوامل أخرى، على سبيل المثال: بما أن الفيتامين د يخزن في الأنسجة الدهنية فقد يحتاج الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من الدهون في الجسم إلى كميات أكبر من الفيتامين د للحفاظ على مستويات طبيعية في الدم مماثلة لتلك التي لدى أصحاب الوزن المنخفض، وهذا يفسر العلاقة بين زيادة الوزن ونقص الفيتامين د بشكل علمي.
وقد يقضي الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أيضاً وقتاً أقل في الهواء الطلق، أو يتناولون كميات أقل من الأطعمة الغنية بالفيتامين د أو المدعمة به. وبناءً على ذلك، يشير الخبراء إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن قد يحتاجون إلى الفيتامين د أكثر بمرة ونصف من الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم ضمن النطاق "الطبيعي" للحفاظ على مستويات دم مماثلة، بينما قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة إلى 2-3 مرات أكثر.
في النهاية، من غير المرجح أن يسبب نقص الفيتامين د زيادة في الوزن، ومع ذلك قد يسبب هذا مشاكل صحية أخرى أو أعراضاً مزعجة. ويمكنك الحفاظ على مستويات كافية من الفيتامين د من خلال الجمع بين التعرض المحدود لأشعة الشمس، واتباع نظام غذائي غني به، وتناول مكملات الفيتامين د.
وإذا كنت تشك في أن مستويات فيتامين د لديك دون المستوى الأمثل، ففكّر في إجراء فحص لمستوياته في الدم لاستبعاد وجود نقصه، كما أن القيام بذلك بانتظام يُمكن أن يُساعدك على ضبط نظام مُكملاتك الغذائية وتقليل خطر التسمم بالفيتامين د.
المصدر:



