في دراسة جديدة أجريت على 3881 رجل أطفاء في النرويج عملوا بين عامي 1913 و 2018 وجَدت أن هناك علاقة بين رجال الإطفاء وزيادة احتمال الإصابة بالسرطان خاصة سرطانات المسالك البولية والحلق والصفاق، وذلك مقارنة بعامة السكان، وتعد هذه الدراسة جزءاً من مشروع أوسع نطاقاً حول المخاطر والآثار الصحية لمكافحة الحرائق، وتقود الدراسة شركة سينتيف، بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة المهنية وسجلّ السرطان في النرويج.
دراسة بينت العلاقة بين رجال الإطفاء وخطر الإصابة بالسرطان
ظهَرت النتائج الأولية للدراسة الاستكشافية المنشأة حديثاً والتي تشمل جميع العاملين في 15 إدارة إطفاء في النرويج، وتمثل هذه الدراسة معظم مناطق النرويج بما في ذلك المدن الكبرى، وقد أوضحت الدراسة أن رجال الإطفاء يتعرضون للعديد من المواد المسرطِنة المعروفة والمحتملة، خاصة في دخان حرائق الغابات، ويشمل ذلك بعض مركّبات الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات (PAHs)، والأسبستوس، ومذيبات عضوية مختلفة، وعوادم الديزل التي يمكن امتصاصها إما عن طريق الجهاز التنفسي أو الجلد.
ركّزت هذه الدراسة الأولى على أنواع السرطان المرتبطة بالتعرض للمواد المسرطِنة التي تحدث أثناء مكافحة الحرائق، وبين مَن عملوا لأكثر من 30 عاماً ومَن عملوا أكثر من 40 عاماً كان احتمال الإصابة بسرطان الحنجرة وسرطان الثدي أعلى بأكثر من الضعف مقارنة بعامة السكان.
خطر الإصابة أقل لرجال الإطفاء الجدد
لم يلاحَظ أي ارتفاع في خطر الإصابة بهذا النوع من المخاطر بين رجال الإطفاء الجدد، وقد يكون أحد تفسيرات ذلك هو انخفاض معدلات التعرض في الآونة الأخيرة بفضل تحسن جودة معدات الوقاية الشخصية واتباع إجراءات أكثر صرامة لاستخدامها، ومع ذلك فإن الإجابة الأدق على على سبب انخفاض حالات الإصابة بالسرطانات لدى رجال الإطفاء الجدد تتطلب متابعة حالات الإصابة بالسرطان لدى هذه الفئة على مدى فترة زمنية أطول، لأن السرطان غالباً يحدث بعد عدة سنوات من حدوث التعرض.
تحديات الدراسة والتطلعات المستقبلية
للأسف، لا تتوفر معلومات كافية حول نمط حياة رجال الأطفال الخاضعين للدراسة كالتدخين مثلاً، فإذا كان رجال الإطفاء مدخنين فقد يخفي ذلك بعضاً من خطر الإصابة بالسرطان المتزايد مثل سرطان الرئة، كما لا تتوفر قائمة بالمواد المستخدَمة في الحرائق، أو معلومات مفصلة عن حالات الإبلاغ الفردية.
ويعمل القائمون على الدراسة حالياً على وضع مؤشرات لتعرض الأفراد للمواد المختلفة بناء على إحصاءات الحرائق من البلديات وسجلات عمل الأفراد ومعلومات حول ظروف العمل في خدمات الإطفاء، بعد ذلك سنتمكن من مقارنة رجال الإطفاء ذوي التعرض المنخفض والعالي في المجموعة وذلك لدراسة مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بالعمل عن كثب.
المصدر:



