صحــــتك

دراسة جديدة: هل يمكن للعلماء إزالة الذكريات السيئة؟

فقدان الذاكرة الشامل العابر

يمكن أن تؤثر الذكريات المؤلمة بشدة على نوعية حياة الشخص عندما تتطور لتصبح أفكارًا سيئة تؤدي إلى القلق وتستمر في التسبب في الضيق النفسي. لهذا السبب، يبحث العلماء الآن عن طرق لمحو هذه الذكريات وتقليل تأثيرها على الشخص.

هل من الممكن إزالة الذكريات المؤلمة؟

قد يجد الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث صادمة أن ذكرياتهم تطاردهم لفترة طويلة بعد حدوث التجربة المؤلمة. يمكن أن يؤدي التعرض للصدمة إلى العديد من المشكلات العقلية والعاطفية، بما في ذلك: 

تشمل طرق علاج الأشخاص الذين يعانون من الآثار طويلة المدى للصدمة العلاجَ السلوكي المعرفي (CBT) وأنواعًا أخرى من العلاج النفسي، بالإضافة إلى وصفات دوائية محددة لمعالجة أعراض الاكتئاب أو القلق.

ومع ذلك، يستكشف الباحثون طرقًا للتعامل مع الذكريات المؤلمة التي تتسبب بتأثير نفسي طويل الأمد على الفرد.

هذا هو الحال مع فريق علماء من خمس مؤسسات بحثية من بلدان مختلفة، في مدريد، وإسبانيا، ونيويورك وهولندا، كانوا يبحثون عن طريقة جديدة لإضعاف تأثير الذكريات المؤلمة وإزالتها لدى الأشخاص.

هل يمكننا التلاعب بالذكريات "الراسخة"؟

في دراسة بحثية جديدة كتب الباحثون أن العلاج الفعال للاضطرابات المتعلقة بالصدمة يجب أن يقلل بشكل انتقائي من هذه الذكريات السيئة والمؤلمة.

في الوقت نفسه، لاحظوا أن الرأي السائد في الأبحاث المتعلقة بإزالة الذكريات السيئة يفيد بأن "الذكريات الراسخة ثابتة نسبيًا"، وبالتالي لا يمكن تعديلها بسهولة. ومع ذلك، أظهر الباحثون في دراستهم الجديدة أن تعديل أحداث الذكريات المزعجة هو في الواقع احتمال ممكن وقد يكون فعالًا، إذ لاحظ العلماء أن الأبحاث السابقة التي أجراها الباحثون على الحيوانات تشير إلى أن إعادة تنشيط ذاكرة راسخة يمكن أن يجعلها لفترة قصيرة عرضة لإجراء بعض التعديلات عليها. بناءً على هذا الدليل الموجود، قرروا العمل مع مجموعة من المشاركين من البشر، واختبار التدخل الذي اعتمدوا فيه على إعطاء مخدر البروبوفول.

إعطاء المسكنات في التوقيت المناسب قد يؤثر على الذكريات السيئة

قام الباحثون في هذه الدراسة بتقييم ودراسة 50 مشاركًا سليمًا، قاموا أولاً بصنع ذكريات غير مرغوب بها من خلال إخضاعهم لمشاهدة عرضين تقديميين. أظهر كلا العرضين محتوى عاطفيًا سلبيًا في منتصفه تقريبًا.

لإعادة تحفيز هذه الذكريات السيئة، تواصل الباحثون مع المشاركين مرة أخرى بعد أسبوع واحد، وعرضوا عليهم الشريحة الأولى من أحد العرضين التقديميين، وطرحوا عليهم أسئلة محفزة ومدروسة لتحفيز تذكر الذكريات السيئة المرتبطة بالتجربة عند المشاركين .

بمجرد أن بدأ المشاركون في تذكر الذكريات غير المرغوب بها، قام الباحثون بتخديرهم بالبروبوفول، وهو المخدر الذي أراد الفريق دراسة إمكاناته في تعديل الذاكرة، بعد ذلك قام الباحثون بفحص المشاركين في إحدى مجموعتين: 

  • المجموعة الأولى: بعد 24 ساعة من جرعة البروبوفول.
  • المجموعة الثانية: أجروا نفس الاختبارات فور تلقيهم حقنة البروبوفول.

وجد الباحثون أنه بعد 24 ساعة من أخذ حقنة البروبوفول، عطَّلَ البروبوفول بشكل فعال إعادة تحفيز الذاكرة السيئة التي طلب الباحثون من المشاركين تذكرها. بينما كان الأفراد في المجموعة الأولى لا يزالون قادرين على تذكر الذاكرة السلبية التي تم تحفيزها قبل أخذ الحقنة، ولكن ذاكرتهم للقصة التي أعيد تنشيطها كانت أضعف.

بعد هذه النتائج، يعتقد الباحثون أنهم ربما وجدوا طريقة "غير جراحية" لتعتيم الذكريات المؤلمة وتقليل تأثيرها النفسي.

ينصح العلماء بأنه قد يكون من المفيد، من الآن فصاعدًا، مراقبة نشاط دماغ المشاركين أثناء تلقيهم العلاج لتقييم أفضل جرعة قد تكون مفيدة لهذا الاستخدام، وإجراء المزيد من البحث لتأكيد هذا الاستخدام.

 

المصادر:

[1]: https://www.medicalnewstoday.com/articles/324777#Well-timed-sedative-acts-on-bad-memories 

[2]: https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.aav3801 

آخر تعديل بتاريخ
29 مارس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.