تُطرح الكثير من الأسئلة حول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحفيز الإنسان وإنتاجيته، كما يتساءل الكثيرون حول احتمال أن تسبب هذه التقنيات الكسل، وبينما يجادل البعض أن الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية والكفاءة، يجادل آخرون بأن الذكاء الاصطناعي يجعلك كسولاً ويقلل من قدرتك على التفكير والانخراط في المهام الذهنية، ولا داع للشك بأن الذكاء الاصطناعي قد غيّر بيئة العمل وأصبح جزءا لا يتجزأ من بيئة العمل الحديثة، ومع ذلك يعتبر هذا التطور سلاحاً ذو حدَّين ولا يخلو من السلبيات.
استخدِمه بحكمة: الذكاء الاصطناعي يجعلك كسولاً
تثير الكفاءة التي يحققها الذكاء الاصطناعي مخاوف البعض في احتمالية جَعل المستخدِمين كسالى، ووفقاً لدراسة حديثة فإن للذكاء الاصطناعي العديد من الآثار المعقدة، فمن المحتمل أنه يَحرم العقل البشري تدريجياً من التفكير والجهد الذهني مع تعمق استخدام الذكاء الاصطناعي في كل نشاط مثل التخطيط والتنظيم، كما قد يُضعِف الاعتماد الكبير على هذه التقنيات الحديثة من المهارات المهنية عند الإنسان.
فعلى سبيل المثال إذا اعتمد المحللون الماليون على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، فقد يفقدون مهاراتهم التحليلية بمرور الوقت، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول أسرع من البشر، مما قد يقلل من مشاركة الموظفين في حل المشكلات، وبالتالي يضعف قدرتهم على التفكير النقدي والمستقل، لذا تشير هذه النقاط إلى أنه على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز الإنتاجية، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض مشاركة الموظفين وضعف تنمية مهاراتهم.
الاستخدام باعتدال وتقليل المخاوف
للتقليل من هذه المخاطر يحتاج صانعو القرار إلى إيجاد توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان مشاركة الموظفين بشكل فعال في عملهم، ومن بين الطرق لتحقيق ذلك إجراء مبادرات التدريب المستمر، إذ يمكن أن تجمع هذه البرامج بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتعزيز المهارات التقليدية لدى الموظفين.
ويمكن للشركات دمج التكنولوجيا بحكمة واعتدال لتزويد الموظفين بالوسائل اللازمة لأداء وظائفهم بكفاءة أكبر دون الاعتماد الكامل على التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع جمع البيانات والتحليل الأولي، ومع ذلك ينبغي على الأفراد تفسير النتائج واتخاذ القرارات الاستراتيجية، ويجب ألا تُترك التكنولوجية لوحدها لإجراء تغييرات جوهرية، وستظل الرقابة البشرية جزءًا أساسيًا من استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال.
الذكاء الاصطناعي مصدر للمعلومات
يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكانيات لا جدال فيها في بيئة العمل، ومع ذلك يجب على الشركات توخّي الحذر وعدم الاعتماد المفرط على التكنولوجيا التي قد تسبب الكسل للموظفين وفقدانهم لمهاراتهم. على سبيل المثال، بدلاً من مجرد قبول توصيات الذكاء الاصطناعي، يمكن للموظفين استخدامها كنقطة انطلاق، ومن ثم تطبيق تفكيرهم النقدي عليها.
ينبغي على صانعي القرار أيضاً نصح الموظفين بتحدي أنفسهم بمهام جديدة، فبينما ينجز الذكاء الاصطناعي بعض المهام التي تستغرق وقتاً طويلاً، يمكن للموظفين الاستفادة من ذلك من خلال تطوير مهاراتهم وإعادة صقلها، لذا، على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يجعلك كسولاً إذا تم الاعتماد عليه كلياً، فإن الفرص التي تتيحها التكنولوجيا لا تُفوّت، وسيصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من أسلوب عملنا، ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه مجرد أداة وليس بديلاً لإبداع الإنسان.
المصادر:



