صحــــتك

دراسة تبين الأطعمة التي تؤخر الخرف وأمراض القلب

دراسة تبين الأطعمة التي تؤخر الخرف وأمراض القلب
دراسة تبين الأطعمة التي تؤخر الخرف وأمراض القلب.

يواجه كبار السن حول العالم تحدياً متزايداً مع الأمراض المزمنة مثل مشاكل القلب، وأمراض العظام، والتدهور المعرفي، وتشير دراسة جديدة إلى أن الخيارات الغذائية قد تلعب دوراً كبيراً في كيفية تطور هذه الحالات مع مرور الوقت، وتبرز النتائج أهمية التركيز على الأطعمة التي تؤخر الخرف ، مع توضيح المخاطر المرتبطة بالأنظمة الغذائية الالتهابية.

دور النظام الغذائي في تطور الأمراض المزمنة

بحثت الدراسة في تأثير النظام الغذائي على الأمراض المزمنة المتعددة لدى كبار السن، وقارن الباحثون بين أربعة أنماط غذائية، ثلاثة منها ركّزت على عادات غذائية صحية، بينما كان الغذاء الرابع أقرب إلى نظام التهابي، وأظهَرت النتائج ارتباطاً قوياً بين ما يتناوله الناس وسرعة تراكم المشاكل الصحية مع التقدم في العمر.

فوائد الأطعمة التي تؤخر الخرف 

من بين الأنظمة الغذائية التي تمت دراستها، كان هناك ثلاثة تشترك في أساس واحد: تناول كميات كبيرة من الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والدهون غير المشبَعة، وفي الوقت نفسه، تتطلب هذه الأنظمة تقليل تناول الحلويات، واللحوم الحمراء والمصنّعة، والزبدة أو السمن النباتي، ويتوافق هذا النهج مع فكرة أن الأطعمة التي تؤخر الخرف تساهم أيضاً في تعزيز صحة القلب والدماغ، وتقلل من خطر الأمراض المزمنة.

أظهَر المشاركون الذين اتبعوا هذه الأنظمة الصحية تطوراً أبطأ في أمراض القلب والخرف خلال فترة الدراسة التي استمرت 15 عاماً، وعلى الرغم من أن الفوائد لم تمتد إلى الأمراض المرتبطة بالعضلات والعظام، إلا أن النتائج تشير بقوة إلى أن الالتزام بنظام غذائي متوازن يمكن أن يحمي من بعض أكثر أمراض الشيخوخة شيوعاً وإثارة للقلق.

مخاطر الأنظمة الغذائية الالتهابية

على النقيض، أظهَر النظام الغذائي الرابع، الذي يُصنّف كغذاء محفز للالتهاب، نتائج مقلقة، فقد تضمن هذا النظام نسباً عالية من اللحوم الحمراء والمصنّعة، والحبوب المكررة، والمشروبات المحلّاة، مع تناول كميات أقل من الخضروات والشاي والقهوة، وأظهَر المشاركون الذين اتبعوا هذا النمط زيادة في الإصابة بالأمراض المزمنة. يؤكّد هذا التباين أهمية تجنّب الأطعمة التي تسبب الالتهابات في الجسم، إذ قد تسرّع الأطعمة الالتهابية من تراكم بعض الأمراض وتجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية متعددة في الوقت نفسه.

لمحة عن الأنظمة الغذائية الأربعة

لقياس النتائج بدقة، اعتمد الباحثون على أربعة أنماط غذائية محددة:

  • حمية (MIND) التي صُممت خصيصاً لدعم صحة الدماغ وتقليل خطر الخرف.
  • مؤشر (AHEI) الذي يقيس مدى الالتزام بإرشادات غذائية تقلل من احتمال حدوث الأمراض المزمنة.
  • النظام المتوسطي البديل (AMED)، وهو نسخة معدلة من النظام المتوسطي ليتناسب مع العادات الغذائية الغربية.
  • مؤشر (EDII) الذي يركّز على المخاطر الالتهابية للأطعمة وعلاقتها بالأمراض على المدى الطويل.

أثبتت الأنظمة الصحية الثلاثة (MIND) و(AHEI) و(AMED) فعاليتها في إبطاء تراكم الأمراض المزمنة، بينما كشَف مؤشر (EDII) عن المخاطر المرتبطة بالأطعمة الالتهابية.

الأطعمة التي تؤخر الخرف في الأنظمة الصحية

تكمن فوائد الأنظمة الصحية في تركيزها على الأطعمة النباتية والكاملة، فالخضروات والفواكه توفّر العناصر الغذائية الأساسية ومضادات الأكسدة، بينما تمنح الحبوب الكاملة والبقوليات الجسم الألياف والطاقة اللازمة لصحة مستدامَة، وتضيف المكسرات والدهون غير المشبَعة دعماً وقائياً لصحة القلب والدماغ، وتُعتبر هذه المكونات مجتمعة من الأطعمة التي تؤخر الخرف وتقلل كذلك من خطر أمراض القلب.

في المقابل، تؤدي الأطعمة المرتبطة بالالتهابات، مثل: اللحوم المصنّعة والمشروبات السكرية، إلى نتائج عكسية وتزيد من هذه المخاطر بدلاً من تقليلها.

تصميم الدراسة طويلة المدى

تابعت الدراسة أكثر من 2400 من كبار السن في السويد على مدى 15 عاماً، وقد سمح هذا الإطار الزمني الطويل للباحثين بمراقبة تراكم الأمراض المزمنة بشكل تدريجي وربطه مباشرة بالعادات الغذائية، وتؤكّد هذه النتائج كيف يمكن أن تؤثّر خيارات الطعام اليومية على الصحة لعقود قادمة، وليس فقط على المدى القصير.

الخطوات القادمة في البحث

على الرغم من النتائج مبشرة، إلا أنها تفتح الباب أمام أسئلة جديدة، فقد أشار الباحثون إلى أن المرحلة التالية ستتمثل في تحديد التوصيات الغذائية التي قد تكون الأكثر تأثيراً على طول العمر، ودراسة كيفية اختلاف الفوائد باختلاف العمر والجنس والخلفية الاجتماعية والنفسية للمشاركين، ومن المهم التأكيد أن هذه النتائج، رغم قيمتها، تحتاج إلى مزيد من البحث للتأكد منها قبل اعتمادها كسياسات صحية عامة أو توصيات شاملة.

خلفية النشر والبحث

أُجريت هذه الدراسة في معهد كارولينسكا، ونُشرت في مجلة (Nature Aging)، وقد تم تمويلها من مجالس بحثية سويدية معنية بالصحة والعمل والحياة الاجتماعية، كما أكد الباحثون على أنه لا توجد تضارب مصالح في هذه الدراسة.

نصيحة من موقع صحتك

بالنسبة لمن يبحث عن خطوات عملية، فإن التركيز على الأطعمة التي تؤخر الخرف قد يكون وسيلة بسيطة وفعّالة لدعم الصحة على المدى الطويل. إن زيادة استهلاك الخضروات، والفواكه، والبقوليات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، مع تقليل اللحوم المصنّعة والمشروبات السكرية والحبوب المكررة، قد يساعد في إبطاء تطور الأمراض المزمنة، والمداومة هنا هي العامل الأهم، فقد تؤدي التغييرات الصغيرة في العادات الغذائية اليومية إلى نتائج تراكمية مع مرور الوقت، ورغم أن أي نظام غذائي لا يمكنه منع جميع أمراض الشيخوخة، إلا أن اختيار الأطعمة التي تؤخر الخرف يُعتبر استراتيجية فعّالة للحفاظ على الاستقلالية وجودة الحياة في سنوات التقدم في العمر.

آخر تعديل بتاريخ
15 سبتمبر 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.