صحــــتك

تقرير طبي أميركي: مضغ القات عادة سيئة تضر القلب

 

نَشَرت مجلة طبية أميركية معتمدة في 22 يوليو 2022 التقرير التالي عن حالة مرَضية مهمة، إذ دخل مريض عمره 54 سنة إلى غرفة الإسعاف في أحد المشافي الأميركية بمدينة نيويورك:

  • كان يشتكي من ضيق شديد في التنفس، تزايد تدريجياً على مدى ستة أشهر.
  • ظهر ضيق التنفس أولاً بعد بذل قليل من الجهد، إلا أنه ازداد تدريجياً لدرجة أن المريض أصبح يشعر بضيق التنفس حتى عند الراحة ودون القيام بأي جهد مهما كان بسيطاً، وترافق بسعال جاف متكرر.
  • كذلك ذكر التقرير أنه لاحظ وجود تورم وألم في قدميه، دون الشعور بوجود ألم في الصدر، أو الخفقان، أو تسرع ضربات القلب، أو الدوخة، أو الإغماء، ولم يكن لديه ارتفاع في درجة الحرارة.
  • لم يدخن مطلقاً، ولا يتعاطى المخدرات، ولا يتناول المشروبات الكحولية.
  • لم يصب بمرض السكري، ولا ارتفاع ضغط الدم، ولا الربو، ولا يتناول أدوية بشكل منتظم لأي سبب مرضي، وليس في عائلته قصة إصابة بمرض القلب، أو الموت المفاجئ.

العادة الوحيدة التي كان يمارسها هي مضغ القات 6 ساعات يومياً على مدى نحو أربعين سنة، مع الأهل والأصدقاء، وذلك بحكم الممارسة العادية عند أمثاله من اليمنيين.

 

ما هي العلامات السريرية والمخبرية؟

لاحظ الأطباء عند فحصه سريرياً أنه:

  • كان يتنفس بصعوبة وبشكل أسرع من الطبيعي، وكان واعياً ومدركاً تماماً ما يجري من حوله.
  • كان عدد مرات تنفسه 26 مرة في الدقيقة (الطبيعي في حالة الراحة 10 – 12 مرة في الدقيقة)، وكان نبض قلبه 96 دقة في الدقيقة، وضغط الدم 110/70.
  • لوحظ في الفحص السريري أيضاً وجود احتقان في أوردة الرقبة، وأصوات تنفس رطبة في الرئتين، ووجود وذمة شديدة في الساقين والقدمين.

وبالنسبة للفحوصات التي أجريت له:

  • لم يظهر تحليل الدم العام وجود تغيرات غير طبيعية.
  • كان فحص هورمونات الغدة الدرقية طبيعياً.
  • سجل ارتفاع مهم في تحليل BNP الذي يشير إلى وجود ضعف في عضلة القلب.
  • لم يظهر تخطيط القلب الكهربائي علامات وجود أي اضطراب في انتظام القلب، ولا نقص في تروية القلب أو وجود أزمة قلبية حديثة أو قديمة.
  • أظهرت صورة الصدر الشعاعية وجود احتقان شديد في الرئتين مع تضخم في حجم القلب، ووجود تجمع سوائل بسيط حول الرئتين.

ما هو التشخيص؟

تشير جميع هذه الأعراض والعلامات السريرية والتشخيصية إلى وجود حالة متقدمة من قصور القلب الاحتقاني. أدخل المريض إلى العناية المشددة لمتابعة تطور حالته بدقة، وأعطي الأوكسجين، ومدرات بولية قوية في الوريد لمساعدته على التخلص من السوائل الزائدة في جسمه ورئتيه. تحسنت حالته العامة بسرعة، وارتاح تنفسه، ولم يعد بحاجة إلى الأوكسجين.

أظهر فحص القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو القلبي) وجود ضعف شديد في قوة عضلة القلب، إذ بلغ الجزء المقذوف 20 بالمائة فقط (الطبيعي أكثر من 55 بالمائة)، مع وجود ضعف عام في حركة عضلة القلب، وقصور (أو ارتجاع) متوسط في صمام القلب الميترالي.

 

والسؤال الآن: لماذا حدث الضعف الشديد في القلب عند هذا المريض دون وجود نقص في تروية القلب، أو مرض مهم في صمامات القلب، أو اضطراب في انتظام دقات القلب، أو قصة حدوث التهاب في عضلة القلب، أو إفراط في تناول المشروبات الكحولية والمخدرات؟

 

ما هو سبب هبوط القلب عند هذا المريض؟

قام الأطباء بإجراء قسطرة لتصوير شرايين القلب للتحري عن وجود تضيقات أو انسدادات فيها يمكن أن تفسر حدوث ضعف عضلة القلب، إلا أنهم فوجئوا بأن شرايين قلبه كانت سليمة تماماً دون وجود أي تضيقات أو انسدادات فيها.

وضع المريض على حمية قليلة الملح، مع وقف مضغ القات تماماً، وأعطي علاجاً دوائياً شمل المدر البولي، وأدوية أخرى (مثل حاصرات بيتا ومضادات الأنجيوتنسين ...)، وقرر الأطباء أنه سيحتاج إلى زرع بطارية خاصة لحماية القلب من التوقف المفاجئ إذا لم يتحسن بالعلاج الدوائي. وبعد ثلاثة أشهر، أظهر فحص الإيكو القلبي تحسناً ممتازاً في قوة عضلة القلب، وأن المريض لن يحتاج إلى زرع هذه البطارية.

كيف يسبب مضغ القات ضعف القلب؟

هناك تقارير طبية منشورة سابقاً في مجلات علمية موثقة جيداً تظهر علاقة مؤكدة بين مضغ القات وحدوث أمراض نقص تروية القلب (الذبحة الصدرية والأزمات القلبية) نتيجة تراكم ترسبات وتضيقات وانسدادات في شرايين القلب. ولكن تصوير شرايين القلب عند هذا المريض كان طبيعياً تماماً، ويعتقد أطباؤه أن سبب الضعف الشديد الذي حدث في عضلة قلبه ربما يكون نتيجة حدوث تشنجات شديدة في شرايين القلب تحت تأثير مواد موجودة في نبات القات تعرف باسم الكاثينون Cathinone التي تزيد من نشاط الجهاز العصبي الودّي الذي يسرّع دقات القلب ويرفع ضغط الدم ويزيد تشنج شرايين الجسم وشرايين القلب.

 

تحتوي أوراق نبات القات على ثلاث مواد قلوية رئيسية: الكاثينون، والإفيدرين، والنورفيديرين. وهذه المواد تشبه دواء الأمفيتنامين المنبّه للدماغ. ويُعتبر الكاثينون المادة الرئيسية التي تمنح الإنسان شعوراً بالتنبه والشعور بالنشوة والفرح، وشيء من فقد الشهية عند مضغ القات.

ومن الناحية الدوائية، يؤدي مضغ القات إلى:

  • ارتفاع عدد دقات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تشنج الشرايين بشكل عام بدرجات متفاوتة.
  • نقص تروية القلب.
  • ضعف عضلة القلب وارتخائها.

 

تَعتبر منظمة الصحة العالمية أن القات مادة تسبب الإدمان، وأن مضغ القات عادة خطرة. وقد أظهرت البيانات المسجلة عند الذين يمضغون القات:

  • زيادة في الأزمات القلبية بلغت 39 ضعفاً أكثر من الذين لا يتناولون هذه المادة.
  • كما أظهرت قاعدة بيانات الأزمات القلبية الحادة في منطقة الخليج أن مضغ القات يعتبر سبباً مستقلاً لزيادة الوفيات في المشفى، ونقص تروية القلب، وهبوط القلب، واضطرابات دقات القلب.

 

 

المصادر:

American Journal of Case Reports | Non Ischemic Cardiomyopathy in a 54-Year-Old Khat Consuming Yemeni Male Presenting with Worsening Exertional Dyspnea, T Wave Inversions in V5-V6 and Normal Coronary Artery Angiography - Article abstract #935601 (amjcaserep.com)

Case Study: The Dangerous Habit That Led to Non-Ischemic Cardiomyopathy in a Healthy Man | MedPage Today

آخر تعديل بتاريخ
01 نوفمبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.