يتم تعريف الجراحة التجميلية على أنها أي إجراء جائر يكون الهدف الأساسي منه هو تحقيق ما يراه المريض مظهرًا مرغوبًا فيه أكثر، حيث يتضمن الإجراء تغييرات في السمات الجسدية الطبيعية للشخص. ويمكن أن تكون العلاجات التجميلية جراحية، مثل تكبير الثدي وتجميل الأنف، وغير جراحية مثل البوتوكس والفلر (المواد المالئة).
وتكتسب وسائل التواصل الاجتماعي شعبية في جميع أنحاء العالم، باعتبارها طريقة مستخدمة للإعلان عن كثير من الأشياء، ومن ضمنها العلاجات التجميلية. وتندمج وسائل التواصل الاجتماعي في عديد من جوانب الحياة اليومية في المملكة العربية السعودية، التي تضم واحدة من أكثر السكان نشاطًا على منصات التواصل الاجتماعي. لهذا من المهم تحديد دور هذه الإعلانات في التأثير على قرار المريض بالخضوع لإجراء تجميلي.
تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الإجراءات التجميلية:
تُستخدم منصات التواصل الاجتماعية كطرق للتواصل والتعليم والترفيه والترويج وأسلوب الحياة، مثل النظام الغذائي والأزياء والجمال على وجه التحديد. ومسبقا، كان يتم الإعلان عن الجمال بشكل حصري تقريبًا من خلال البرامج التلفزيونية والإعلانات التجارية، ولكن الآن لها حضور كبير في الإعلانات التي يقوم بها المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي. وتُظهر بعض الاستطلاعات أن التقييم من شخصيات مؤثرة وموثوق بها على وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير أكبر من كثير من الوسائل الأخرى.
وأشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي بين السعوديين هي: تويتر، إنستغرام، سناب شات، وواتساب. ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2017، هناك أكثر من 12 مليون مستخدم نشط على Facebook، و53٪ من مستخدمي تويتر Twitter النشطين في المملكة العربية السعودية، مما يجعلها الدولة التي تتمتع بأعلى معدل انتشار على منصات تويتر Twitter في جميع أنحاء العالم. كما أن منصات أخرى مثل انستغرام Instagram تحظى بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.
وأشارت بعض الدراسات سابقًا إلى وجود علاقة بين الوقت الذي يقضيه المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الرضا عن الجسد. ويمكن أن تُعزى هذه العلاقة في بعض الأحيان إلى تشويه الوجه في الصور، خاصةً ما لوحظ في "صور السيلفي" نظرًا لقرب الكاميرات من الوجه. والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثرها في الترويج لعمليات التجميل.
وتتم الإعلانات إما بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الترويج الذاتي للعيادات، والترويج المؤثر على الموضة، على التوالي. وتويتر هو وسيلة شائعة للإعلان عن الجراحة التجميلية، كما أنه أفضل منصة لنشر المعلومات المتعلقة بالجراحة التجميلية والتعليم العام. وأظهر تحليل لعبارة "جراحة التجميل" وهاشتاغ "#الجراحة_البلاستيكية" أن (43.8٪ من التغريدات تحتوي على معلومات وموارد مهنية حول الجراحة التجميلية)، وأن أكثر العوامل تأثيراً في اختيار الطبيب المعالج كانت سمعتهم.
وعلى الرغم من أن المجتمع السعودي يعتبر محافظًا، إلا أن الجراحة التجميلية أصبحت واحدة من أسرع الصناعات نموًا في المنطقة، مع التركيز على فرع التجميل، حيث تُقدِّم حلولًا طفيفة التوغل للمشكلات المتعلقة بالمظهر التي قد يعاني منها المرضى.
وعلى الرغم من أن الجراحة التجميلية كانت دائمًا شائعة بين السكان الأكبر سنًا، فبعض الدراسات تشير إلى أن شعبيتها آخذة في الارتفاع بشكل خاص بين طالبات الجامعات الشابات في المملكة العربية السعودية. وهناك نطاق محدود من الدراسات التي أجريت على طالبات الجامعات السعوديات فيما يتعلق بموقفهن من العلاجات التجميلية. وتهدف هذه الدراسة إلى تقييم تأثير مشاهدة إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بجراحة التجميل، ومتابعة جراحي التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي، والعوامل المهمة الأخرى ذات الصلة على نية الشابات السعوديات الخضوع للعلاجات التجميلية في المستقبل.
طريقة إجراء الدراسة:
تم إجراء دراسة مقطعية باستخدام استطلاع عبر الإنترنت. وحدد هذا الاستطلاع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات المتعلقة بمستحضرات التجميل التي يتبعها المجيب، والمواقف تجاه الإعلان عن العلاجات التجميلية على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تحدد تأثير هذه الحسابات على طالبات الجامعة للنظر في الخضوع للعلاجات التجميلية في المستقبل. تم توزيع الاستطلاع على عديد من منصات التواصل الاجتماعي وعن طريق البريد الإلكتروني.
النتائج:
من أصل 816 استبيانًا مكتملًا، أفاد 48.5٪ أنهم تأثروا بوسائل التواصل الاجتماعي للنظر في الخضوع لإجراءات تجميلية. وأفاد (51.4٪) من المشاركين أنهم يتابعون جراحي التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان متوسط عدد ساعات استخدام الوسائط الاجتماعية يوميًا أكثر من 5 ساعات. وكشفت النتائج التي تم التوصل إليها أن مشاهدة المواد المتعلقة بالجراحة التجميلية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقضاء ساعات أطول على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وامتلاك وجهات نظر ذاتية سلبية عند مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي، ترتبط بزيادة احتمالية التفكير في الخضوع لإجراءات تجميلية في المستقبل. يتم تشجيع الدراسات المستقبلية باستخدام استبيان تم التحقق من صحته لتقييم احتمالية التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي للخضوع للعلاجات التجميلية.
*المصدر:
