يستمر اتجاه الألعاب الفنية في النمو بقوة وهذا ما ساعد في رواج دمية لابوبو بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وهي لعبة ذات شكل ملفت وغريب وقد يكون مخيفاً لبعض الأشخاص، فهي تمتلك أذنين طويلتين وأسنان حادة ووجه عابس، كما تم صنعها أيضاً على شكل سلسلة مفاتيح. في البداية تم بيع دمية لابوبو في متجر بوب مارت الشهير للألعاب الفنية في الصين، وبعد الترويج لها من قبل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ارتفع سعرها بشكل كبير بسبب الإقبال عليها، لكن التساؤل هنا: من أين نشأت هذه الدمية، وما تأثير دمية لابوبو النفسي على الأطفال، وكيف يمكن تخطيها وحماية أطفالنا؟
من أين جاءت لعبة لابوبو ومَن هو مبتكرها؟
ابتكر شخصية لابوبو رسام رسوم أطفال كاسينج لونج من هونغ كونغ الذي نشأ في هولندا وكانت لديه مهارات الرسم منذ صغره، وكان يتنافس في مسابقات كتب مصورة في أوروبا، وهو أول شخص من هونغ كونغ يفوز بالجائزة الأولى في هذه المسابقة. لفت عمله انتباه شركة HOW2 Work وهي شركة ألعاب في هونغ كونغ فتواصلوا معه مُعربين عن رغبتهم في تحويل شخصيات كاسينج إلى ألعاب.
في عام 2015 أطلق كاسينج سلسلة شخصيات "الوحوش"، وكان لابوبو أحد الشخصيات الرئيسية فيها، ثم تعاونت شركة HOW2 Work مع بوب مارت لإنشاء لابوبو على شكل دمية، ويوجد حتى الآن 300 شكل مختلف منها، وتشهد مبيعاتها ازدياداً وشعبية متزايدة، وقد استلهم كاسينج شخصية لابوبو من شخصيات الأقزام والقصص الخيالية الأوروبية التي كان مولعاً بها، فأنشأه على شكل قزم بأذني أرنب وأنياب حادة استوحاها من قصص مصورة عن "بوكا الغامض".
تأثير دمية لابوبو النفسي على الأطفال
رغم رواج لعبة لابوبو بين الكبار والأطفال وانتشارها الواسع وتهافت الكثيرين لامتلاكها، إلا أنه ظهرت العديد من المخاوف خاصة لدى الآباء حول تأثير دمية لابوبو النفسي على الأطفال، لأن الشكل البصري العدواني الذي تحمله قد يترك أثرًا نفسيًا غير محمود، خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة. تعرّف على أهم الآثار النفسية المحتملة:
- القلق والكوابيس: بعض الأطفال قد يشعرون بالقلق أو الخوف بسبب مظهر الدمية غير المألوف، مما قد يؤدي إلى كوابيس أو اضطرابات في النوم.
- السلوك العدواني: تصميم الدمية قد يعزز من السلوك العدواني لدى بعض الأطفال، خاصة إذا تم ربطها بمحتوى مرعب أو عنيف على الإنترنت.
- الانجذاب للمحتوى الغامض: انتشار مقاطع الفيديو التي تصور الدمية في مواقف غامضة أو مرعبة قد يثير فضول الأطفال ويدفعهم للبحث عن محتوى غير مناسب لأعمارهم.
- الإدمان السلوكي: تأتي هذه الدمى ضمن صناديق مغلقة أي لا يتم معرفة أي شكل ستحصل عليه حتى تفتح الصندوق، وأسلوب الصندوق العشوائي" (blind box) هذا يشبه القمار السلوكي، ويؤدي لإدمان الشراء أو انتظار المفاجآت بشكل مرضي.
ما الذي يجب على الأهل فعله؟
قد لا يكون منع الطفل من اقتناء دمية لابوبو حلاً لتخفيف الآثار السلبية لاقتنائها أو التعامل معها، لكن يمكن للأهل اتباع بعض التوجيهات لتجنب الآثار النفسية المحتملة على الأطفال:
- المراقبة الهادئة لسلوك الطفل عند اللعب أو التعلق بهذه الدمية.
- السؤال بلطف عن سبب حبه لهذه الدمية، وكيف يشعر نحوها.
- التدرج في التقليل من التعلق بها، واستبدالها بألعاب أكثر ملاءمة.
- توجيه الطفل لخيارات آمنة عبر الشرح، وليس التهديد أو الحظر أو الحرمان.
في الختام، لا تُعد دمى لابوبو "شريرة" بحد ذاتها، لكن طريقة عرضها، وشكلها، وبيئة استخدامها قد تؤدي إلى آثار سلبية إذا لم يكن هناك إشراف وتوجيه من الوالدين، وتربية طفل واعٍ تحتاج متابعة واحتواء، لا منعًا فقط.
المصادر: