وجَدت دراسة أجريت في مراكز متعددة أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) واللّاتي تناولنَ ميو-إينوزيتول (myo-inositol) أثناء الحمل لم يكنّ أقل عرضة للإصابة ببعض المضاعفات مِن اللّاتي تناولنَ دواءً وهمياً. قامت بالدراسة الدكتورة آن فان دير ويل من معهد أمستردام لأبحاث الإنجاب والتطور التابع للمركز الطبي لجامعة أمستردام في هولندا، وزملاؤها، وبينت النتائج الأولية أن سكري الحمل أو تسمم الحمل أو الولادة المبكرة قبل 37 أسبوعاً من الحمل قد حدثت لدى 25% من النساء اللّواتي تناولنَ ميو-إينوزيتول ولدى 26.8% من النساء في مجموعة الدواء الوهمي، وهذا يعني أن المكملات الغذائية لا تفيد الحوامل المصابات بتكيس المبايض ولا تقلل المضاعفات لديهنّ.
المكملات الغذائية لا تفيد الحوامل المصابات بتكيس المبايض
حسب نتائج هذه الدراسة لم يكن هناك فروق جوهرية في المضاعفات أو مراحل الحمل الأخرى، أما بالنسبة للنتائج الثانوية فقد كانت معدلات الولادة القيصرية متشابهة في كلتا المجموعتين، وأكّد الباحثون أن تناول مكملات ميو-إينوزيتول بجرعة 4 غرامات يومياً لا ترتبط بتحسين نتائج الحمل، ولا ينبغي التوصية بها كنصيحة غذائية للحوامل المصابات بتكيس المبايض، وبناء على نتيجة الدراسة فإن هذه المكملات الغذائية لا تفيد الحوامل المصابات بتكيس المبايض فلا داعي لتناولها.
وقد ثبَُت أن مادة ميو-إينوزيتول له تأثيرات إيجابية على استقلاب الجلوكوز، وهي نوع من الكحول السكري الموجود بشكل طبيعي في الجسم، ومتوفر بكثرة في أطعمة مثل: الحبوب والبذور، ويعتبر تناول هذا المكمل جيداً وآمناً أثناء الحمل حيث أظهرت دراسات سابقة أن تناول مكملات الميو-إينوزيتول أثناء الحمل يقلل من الإصابة بسكري الحمل بنسبة 52% إلى 60% لدى النساء اللّواتي يعانينَ من زيادة الوزن أو السمنة، واللّواتي لديهنّ تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
تحديات الدراسة والنتائج المنتظرة
اختلفت نتائج هذه الدراسة مع نتائج تجارب ودراسات سابقة لكن تلك الدراسات اتسمت بدراسة عينات ونماذج صغيرة، وتركيبة سكانية مختلفة للمرضى، وعلى الرغم من أن الدراسة الأخيرة لم تجد أن الميو-إينوزيتول يحسّن نتائج الحمل، لكن يجب العمل على تجارب سريرية ونتائج بحثية أوسع، ولاحظوا أيضاً أن مضاعفات الحمل التي استهدفها الميو-إينوزيتول في التجربة "متباينة في أسبابها.
ومن المغري استخدام الميو-إينوزيتول كحلّ منخفض المخاطر ومتاح على نطاق واسع للوقاية من نتائج الحمل السلبية ،بدلاً من من طرق علاج الحالات المعقدة بالتدخل الطبي التقليدي، مثل استخدام الاسبرين لتسمم الحمل، أو البروجسترون للولادة المبكرة.
تفاصيل المشاركين في الدراسة
أجريت هذه التجربة العشوائية في 13 مستشفى في هولندا، وتم تسجيل 464 مشارِكة من يونيو 2019 إلى مارس 2023، وانتهت الدراسة في نوفمبر 2023، وكانت المشارِكات في سنّ 18 عاماً أو أكبر، فكان متوسط العمر 31.5 عاماً، مع حالات حمل بجنين واحد فقط بين 8 و 16 أسبوعاً من الحمل، وأن يكون لديهنّ تشخيص سابق بمتلازمة تكيس المبايض، واستُبعدت المشارِكات اللّواتي عانينَ مسبَقاً من داء السكري من النوع الأول أو الثاني، أو من فشل كلوي، أو مَن استخدمنَ الإنسولين أو مخفضات سكر الدم أو الستيرويدات الجهازية التي لا يمكن إيقافها.
وطُلب من جميع المشارِكات تناول كيس واحد من المكملات الغذائية مرتين يومياً، إما بإضافته إلى الطعام أو الشراب، أو تناوله مباشرة، وكانت الغالبية العظمى من المشارِكات من صاحبات البشرة البيضاء (86.1%)، بينما كان 3.9% من الآسيويات، أما فيما يتعلق بالقيود فقد لاحظ الباحثون ارتفاع معدل فرط لأندروجينية الكيميائي الحيوي في مجموعة الميو-إينوزيتول كمما هو متوقع في هذا المرض، ولم يكن هناك أي آثار جانبية أخرى.
المصدر:



