المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان اكتسب زخماً متزايداً في السنوات الأخيرة، وقد عزا البعض هذا التوجه جزيئاً إلى المشاهير مثل كيم كارداشيان، وأوبرا وينفري، وويليام شاتنر، الذين أيدوا جَهاراً نهاراً، عمليات فحص كامل الجسم بالأشعة المقطعية.
قد تبدو فكرة المسح الضوئي لكامل الجسم للأشخاص الأصحاء من أجل التحقق من احتمالية الإصابة بالسرطان، جذابة إن لم نقل رائعة، ولكن قبل أن نقف في صف المناصرين أو المعارضين لهذه الفكرة، لا بد أن نعرف ماذا يعني المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان ؟
المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان
المسح الضوئي لكامل الجسم، باستخدام الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوري المحوسَب بالإصدار الفوتوني والإصدار البوزيتروني PET scan، يهدف إلى اكتشاف السرطان باكراً ما أمكن، من أجل التشخيص وتحسين نتائج العلاج. ومع ذلك، فإن الخبراء منقسمون، فهناك من يوصي به، وهناك من يحذر من مغبة اللجوء إليه بشكل منهجي لأنه قد ينطوي على مخاطر يجب أخذها في الحسبان.
فوائد التصوير المقطعي
- الكشف عن موقع السرطان قبل أن يبدأ في التسبب في ظهور الأعراض، وقبل توغله إلى أماكن أخرى في الجسم، وهذا ما يحول دون وقوع مضاعفات لاحقاً.
- تقييم حجم السرطان ومدى انتشاره داخل الجسم، ما يسمح في وضع خطة علاجية مناسبة.
- الكشف عن عودة ظهور السرطان بعد علاجه بنجاح.
- معرفة مدى فعالية العلاجات المختلفة التي يتلقاها مريض السرطان.
مخاطر المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان
إذا كان الشخص العادي لا يحمل عوامل خطر للإصابة بالسرطان، فإنه لا فائدة من إجراء المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان بشكل روتيني لأن هناك مخاطر محتملة للمسح الضوئي هي:
1. خطر الإصابة بالسرطان
السرطان هو أحد المخاطر الرئيسية لعملية المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان بالتصوير المقطعي المحوسب الفوتوني والبوزيتروني، بسبب التعرض لكميات كبيرة من الأشعة أثناء القيام بعملية المسح هذه.
2. نتائج إيجابية كاذبة
قد يفشل المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان في رصد الأورام الصغيرة المخفية، ما يعطي شعوراً زائفاً بالأمان، الأمر الذي قد يؤدي إلى تجاهل البعض للأعراض التي قد تكون ناتجة عن السرطان. ويمكن للنتائج الايجابية الكاذبة أو أن تقود إلى عمل المزيد من الفحوصات والاختبارات غير الضرورية الباهظة التكاليف، والتي تتطلب الكثير من الوقت والجهد، وتخلق المزيد من القلق والضغوطات النفسية غير اللازمة.
3. مخاطر أخرى
قد تؤدي نتائج المسح الضوئي إلى إخضاع المريض إلى إجراءات جراحية غير موثوقة وغير ضرورية وغير مفيدة. وقد يؤدي المسح الضوئي إلى الدخول في متاهات علاجية لحالات مفترضة لم يتم تشخيصها بدقة. أو يسبب حدوث تفاعلات تحسيسية في حال حقن المادة الملونة أو المشعة في الوريد، ولكنها تبقى حالات نادرة.
متى يجب التفكير بإجراء المسح الضوئي لكامل الجسم للكشف عن السرطان ؟
لا توجد بيانات تدعم إجراء المسح الضوئي لكامل الجسم عند الشخص الطبيعي غير المريض، خاصة في حال غياب الأعراض أو العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. في المقابل، فإنه يوصى بالمسح الضوئي لكامل الجسم للذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل متلازمة فراوميني والورم النقوي المتعدد، وذلك من أجل الفحص والمراقبة.
الأسئلة الشائعة
1. ما الذي يُظهره المسح الضوئي لكامل الجسم؟
المسح الضوئي هو فحص يعطي صوراً مقطعية تفصيلية لأعضاء الجسم الداخلية من زوايا مختلفة تساعد في إظهار التشوهات والتغيرات التي تتطلب المزيد من التحريات لاحقاً لمعرفة سببها.
2. كم من الوقت يستغرق المسح الضوئي للجسم؟
قد يستغرق إجراء المسح الضوئي لكامل الجسم وقتاً قد يصل إلى 4 ساعات، خاصة إذا كانت هناك استعدادات يجب القيام بها، كما الحال عند المرضى الذين لديهم أجهزة لتنظيم دقات القلب أو الذين توجد لديهم أجهزة معدنية مزروعة في أجسامهم، أو في حال استخدام مادة تعطى عن طريق الوريد لتعزيز وضوح الصور.
3. هل يمكن لمسح الجسم بالرنين المغناطيسي أن يكشف السرطان؟
نعم، يمكن لمسح الجسم بالرنين المغناطيسي أن يكشف الأورام الخبيثة إن وجدت، ولكن النتائج التي يتم الحصول عليها من هذا الفحص غير حاسمة، وتتطلب عمل المزيد من الاستقصاءات الإضافية لوضع النقاط على حروف التشخيص. إذا كانت نتيجة الفحص طبيعية، فهذا لا يعني بالضرورة خلو الجسم من السرطان، فهذا الأخير يحتاج إلى بعض الوقت لكي ينمو ويكبر قبل أن يتم رصده.
4. هل المسح الضوئي فحص دقيق؟
نعم إن المسح الضوئي لكامل الجسم هو فحص دقيق، ولكن مدى دقته تعتمد إلى حد بعيد على الهدف من إجرائه، وما إذا كان هناك غرض محدد يتم التأكد منه، فمثلاً، يمكن للطبيب أن يطلب إجراء صور مقطعية على مناطق معينة في الجسم من أجل تحسين دقة النتائج.
5. هل يمكن إجراء المسح الضوئي للحامل؟
لا يمكن إجراء الفحص الضوئي عند الحامل، لهذا يجب التأكد من عدم وجود الحمل قبل إجراء الفحص.
كلمة من موقع صحتك
يتم الترويج للمسح الضوئي لكامل الجسم باستعمال مجموعة متنوعة من التقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، من أجل الرصد المبكر للسرطان، ومع ذلك لا توجد بيانات تشير إلى أن مثل هذا المسح يمكن أن يزيد من معدل البقاء على قيد الحياة، أو يزيد من احتمال العثور على السرطان. عدا هذا وذاك، فإن المسح الضوئي لكامل الجسم قد ينطوي على مخاطر الحصول على نتائج إيجابية سلبية كاذبة قد تدفع إلى إجراء اختبارات وتحريات غير ضرورية باهظة التكاليف.
إذا جرى المسح الضوئي باستعمال تقنية التصوير المقطعي المحوسب، بنوعيه الفوتوني والبوزيتروني، فإن احتمال الإصابة بالسرطان في وقت لاحق من الحياة أمر غير مستبعد بسبب التعرض إلى مستويات عالية من الأشعة. من هنا، فإن الإرشادات الصادرة عن الجمعيات الطبية، ومن بينها الكلية الأميركية للطب الوقائي، والكلية الأميركية للأشعة، وإدارة الغذاء والدواء الأميركية، لا توصي بالمسح الضوئي لكامل الجسم بشكل روتيني إلا للأفراد الذين تظهر لديهم الأعراض، أو الذين يملكون عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.
المصدر:
Should you get a full-body scan to look for cancer?
