الكروميوم هو معدن يحتاجه البشر بكمية زهيدة، ولا يستطيع الجسم تصنيعه، لهذا لا بد من تأمينه عن طريق الغذاء الذي يعتبر المصدر الوحيد لهذا المعدن الذي تم اكتشافه عام 1798 من قبل عالم الكيمياء الفرنسي نيكولاس لويس فوكلين. يحظى الكروميوم في أيامنا هذه بشعبية كبيرة بين الرياضيين الذين يرغبون بزيادة الكتلة العضلية، وكذلك الأشخاص الذين يرغبون في استخدام الكروميوم لإنقاص الوزن.
يتوفر الكروميوم بشكل مكمل غذائي أصبح اسمه أشهر من علم، وهو "بيكولينات الكروميوم"، ويدّعي مصنِّعو هذا المكمل أنه يملك خصائص كثيرة، يمكن القول إن معظمها، إن لم تكن كلها، هي ادعاءات من نسج الخيال هدفها الكسب المادي.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. ما هو دور الكروميوم في الجسم؟
ينتمي الكروميوم إلى عائلة العناصر النادرة، وهو يعتبر ضرورياً، بل أساسيًا لعملية التمثيل الغذائي والاستفادة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، إذ يشارك في عملية إنتاج الطاقة، وفي تنظيم مستويات السكر في الدم، ويعزز عمل العديد من الإنزيمات، ويعمل على تثبيط الشهية، ويقمع الرغبة الشديدة في تناول السكريات، ويقلل من مخاطر الإصابة بزيادة الوزن والسمنة.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. الفوائد الصحية المحتملة للكروميوم
يملك الكروميوم فوائد صحية عديدة لم تتمكن الدراسات من تأكيدها بشكل حاسم، من هنا تأتي الحاجة إلى القيام بالمزيد منها من أجل وضع النقاط على الحروف، وفي انتظار ذلك يمكن القول إن الكروميوم يملك فوائد صحية محتملة هي:
1. قد يساعد في مكافحة مرض السكري النوع 2
يعمل الكروميوم على تسهيل وتحسين جودة عمل الأنسولين، من هنا اهتم الباحثون بدراسة إضافته لعلاج الداء السكري من النوع الثاني، لأنه يسهل من نقل هرمون الأنسولين في الجسم، ويزيد من عدد المستقبلات الحساسة له، إلا أن الدراسات التي أجريت حتى الآن جاءت متناقضة، وتختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، ولهذا السبب لا توصي الجمعية الأميركية مرضى الداء السكري بتناول مكملات الكروميوم، وتنصح بالمشورة الطبية التي تعتبر ضرورية في التعامل مع مرض السكري. ما تزال هناك حاجة إلى المزيد من البحث للتوصل إلى نتائج موثوقة.
2. قد يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية
أفادت دراسات أجريت على الحيوانات أن الكروميوم قد يساعد في خفض ضغط الدم، ومع ذلك لا يعرف الباحثون ما إذا كان هذا الأمر ينطبق على البشر أم لا.
كشفت دراسات أن الأشخاص الذين يعانون من شذوذات في مستويات الشحوم في الدم، والذين تناولوا أكثر من 200 ميكروغرام من الكروميوم يومياً، تحسنت عندهم مستويات تلك الشحوم في الدم، إذ ساعد الكروم على تقليل الشحوم الثلاثية والكوليسترول الكلي والكولسترول السيئ، وزاد من مستوى الكوليسترول الجيد، وبفضل هذه التأثيرات يعتقد الباحثون أن الكروم يعمل لصالح القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك فإن المشورة الطبية تبقى ضرورية في هذا السياق.
على صعيد آخر، أفادت دراسة أجريت على 70 شخصاً، يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي أن تناول الكروم أدى إلى انخفاض ضربات القلب لديهم بمعدل 5 ضربات في الدقيقة الواحدة، وهو أمر له دلالة إحصائية فقط، لأن المرضى تلقوا نصائح أخرى حول كيفية تحسين صحتهم ربما ساهمت في الحصول على هذه النتائج، من هنا الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان الكروميوم يؤثر بشكل إيجابي على معدل دقات القلب.
3. قد يفيد في علاج الاكتئاب
وجدت دراسات صغيرة أن الكروميوم يساهم في تحسين أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غير النمطي، ولكن دراسات أخرى أكبر لم تجد فائدة منه. هناك حاجة إلى عمل المزيد من البحث، قبل التوصية بالكروميوم في إدارة الاكتئاب.
4. قد يقمع الشهية والرغبة الشديدة في الأكل
هناك ادعاءات عديدة تقول إن المكملات الغذائية التي تحتوي على الكروميوم تثبط الشهية وتحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وقد بحثت العديد من الدراسات في هذا الاتجاه، بمقارنة الأشخاص الذين تناولوا الكروم مع أشخاص أخذوا دواء وهميًّا فجاءت النتائج لتحمل معها أدلة محدودة تشير إلى أن تناول 600 إلى 1000 ميكروغرام من مكمل الكروميوم يومياً ربما يساعد في تقليل الشهية والرغبة الشديدة في الأكل لدى بعض الأشخاص وليس جميعهم.
5. قد يساعد في علاج تكيس المبايض
قد يساعد الكروميوم في علاج أعراض متلازمة تكيس المبايض، ولكن من الصعب تحديد كيفية عمل الكروم في هذه المتلازمة، هناك من يقول إنه يقوم بعمله من خلال تقليل مقاومة الأنسولين وتأثيره على نسبة الكوليسترول وهرمون التيستوستيرون الحر، ولكن ما تزال فعالية الكروم في علاج المتلازمة غير واضحة، لأن الدراسات كانت صغيرة، ولم يتم تصميم سوى عدد قليل منها بشكل جيد، وبالتالي، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث. على النساء اللاتي يفكِّرنَ بتناول الكروميوم لعلاج أعراض تكيس المبايض أن يستشرنَ مقدم الرعاية الصحية لمعرفة ما إذا كانت إضافته مفيدة لهنَّ أم لا.
6. قد يساعد على اكتساب القوة
يمكن العثور على الكروميوم في الكثير من المكملات الغذائية الرياضية التي تلقى رواجاً بين لاعبي كمال الأجسام، ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية على أن الكروم يساعد الأشخاص على اكتساب القوة أو بناء الكتلة العضلية. خلصت معظم الدراسات إلى أن مكملات الكروميوم ليس لها فائدة حاسمة مقارنة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. هل من علاقة حقيقية؟
نظراً لدور الكروميوم في استقلاب العناصر الغذائية وتأثيراته المحتملة على سلوكيات الأكل فإنه غالباً ما يتم الإعلان عن الكروميوم كوسيلة مساعدة لتخسيس الوزن وتقليل الدهون في الجسم، وبناء على ذلك، فقد أجريت دراسات عديدة لمعرفة ما إذا كان الكروميوم فعالاً في إنقاص الوزن وعلاج السمنة، فوجدت بعض الدراسات أن الكروميوم قد يساعد بعض الأشخاص على إنقاص الوزن وبناء العضلات، إلا أن بعضها الآخر لم يجد للكروميوم أي تأثير يذكر على الوزن، وأنه حتى لو نجح الكروميوم في إنقاص الوزن، فإن تأثيراته كانت محدودة وقليلة بالمقارنة مع تأثيرات التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي متوازن.
أنواع الكروميوم
هناك نوعان من الكروميوم، أحدهما مفيد للصحة، اسمه الكروم الثلاثي التكافؤ، وهو يوجد في الغذاء، والآخر شديد السُّمّية، اسمه الكروم السداسي التكافؤ، وهذا الأخير لا يوجد في الغذاء، ويمكن أن تكون له آثار ضارة بالصحة، وقد يسبب السرطان ويؤدي إلى مشكلات في الدم. أما النماذج المتاحة تجارياً من مكملات الكرروميوم في هيئة أقراص أو كبسولات فتشمل:
- بيكولينات الكروم.
- نيكوتينات الكروم.
- هيستودينات الكروم.
- كلوريد الكروم.
- الخميرة الغنية بالكروم.
- كجزء من الفيتامينات المتعددة.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. ما الاحتياج اليومي من الكروميوم؟
لا توجد جرعة واحدة من الكروميوم تناسب الجميع، خاصة وأن احتياجات الإنسان تتغير مع التقدم في العمر، وتختلف من شخص إلى آخر، وتتباين بين الذكور والإناث، كما أن احتياجات النساء الحوامل تكون أكبر. لا يوجد إجماع من قبل المراجع الصحية حول الاحتياج اليومي من الكروميوم، وقد قدر مجلس الغذاء والتغذية الأميركي قيم الاحتياج اليومي على النحو الآتي:
- الذكور من عمر 19-50: 35 ميكروغرامًا.
- الإناث من عمر 19-50: 25 ميكروغرامًا.
- الذكور من عمر 51 سنة وما فوق: 30 ميكروغرامًا.
- الإناث من عمر 51 سنة وما فوق: 20 ميكروغرامًا.
أما بخصوص الجرعات الدوائية اليومية من مكملات الكروميوم الموصى بها فهي مأخوذة من الجرعات المستخدَمة في الدراسات السريرية، وهي تتأرجح عادة ما بين 200 و500 ميكروغرام. يُنصح دوماً بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية قبل تناول مكملات الكروميوم لتحديد الجرعة المناسبة بحسب حاجة الشخص.
ماذا عن نقص الكروميوم؟
من النادر أن يكون هناك نقص حقيقي في الكروميوم، إلا أن هناك أشخاصاً أكثر عرضة للنقص هم:
- كبار السن.
- النساء الحوامل.
- الذين يمارسون التمارين الرياضية الشاقة.
- أولئك الذين يفرطون في استهلاك الأطعمة المكرَّرة والسكريات.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. ما أهم المصادر الطبيعية للكروميوم؟
- كبد العجل.
- الخميرة.
- بعض الخضراوات مثل البروكلي، الهليون، الفاصوليا.
- الحبوب الكاملة.
- جنين القمح.
- البطاطس.
- الفطر.
- اللحوم.
- صفار البيض.
- البرقوق.
- الجبن.
- البيرة.
- عصير العنب والبرتقال.
- بلح البحر.
- الجوز البرازيلي.
- دقيق الشوفان.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. هل من آثار جانبية؟
بشكل عام، يمكن القول إن الكروميوم آمن، إلا أنه يجب تجنب العلاج الذاتي لأنه يمكن لهذا العنصر أن يتفاعل مع بعض العلاجات الطبية، مثل خافضات سكر الدم، والأنسولين، وهرمونات الغدة الدرقية، ومضادات الحموضة، والكورتيكوستيرويدات (مشتقات الكورتيزون). هناك تقارير ذكرت أن الكروميوم قد يثير في بعض الأحيان عدم انتظام في دقات القلب، واضطرابات في المزاج، وردود فعل تحسسية، والصداع.
بالنسبة للكروميوم الموجود في الطعام، فليس له تأثيرات جانبية، أما مكملات الكروميوم فأخذها بجرعاتها المعتادة لا يسبب أضراراً صحية. في المقابل، فهي قد تترك آثاراً جانبية في حال تناولها بكمية زائدة فتسبب نقصاً في سكر الدم، ومشكلات في الجهاز الهضمي، ويمكن للجرعات الزائدة جداً أن تؤدي إلى تخريب الكبد والفشل الكلوي.
الكروميوم لإنقاص الوزن.. الخلاصة
ربما لا يَظهر الكروميوم على ملصقات العديد من الأطعمة التي نتناولها، حيوانية أم نباتية، إلا أن هذا المعدن الذي يحتاجه الجسم بكمية ضئيلة، يعتبر ضرورياً للجسم، فهو يلعب دوراً كبيراً في التمثيل الغذائي، وفي إنتاج الطاقة. هناك ادعاءات عديدة تقول إن مكملات الكروميوم مفيدة في علاج مرض السكري وأمراض القلب وزيادة الوزن والسمنة وغيرها، ولكن لا توجد أدلة كافية لدعم استخدام الكروميوم كعلاج أساسي لأي مرض. من هنا، فعلى كل من يفكر في إضافته إلى خطة العلاج الخاصة به أن يناقش الأمر مع الطبيب، فالمشورة الطبية مهمة لتجنب الوقوع في مطبات لا لزوم لها.
المصادر
chromium-picolinate-side-effects
