صحــــتك

العلاجات العشبية لفيروس كوفيد ـ 19.. وهم أم حقيقة؟

العلاجات العشبية لفيروس كوفيد ـ 19.. وهم أم حقيقة؟
استخدمت العلاجات العشبية لعلاج الالتهابات الفيروسية (GETTY)
في الوقت الذي يتبارى فيه الباحثون والعلماء بكد وجد من أجل إيجاد علاج شاف أو لقاح ناجع ضد فيروس كورونا المستجد، كوفيد ـ 19، نسمع أصواتا ًتصدح وكتابات هنا وهناك (خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي) تزعم أن العلاجات العشبية تملك خصائص علاجية ووقائية ضد هذا الفيروس الزلزال الذي جعل العالم يركع أمام جبروته في فترة قياسية قصيرة.

* العلاجات العشبية منذ قديم الأزل

منذ فجر التاريخ استعان الإنسان بالعلاجات العشبية في التصدي للأمراض المعدية التي شهدها العالم، ولم تشذ جائحة فيروس كورونا المستجد عن هذه القاعدة فبات الناس يقبلون على دكاكين العطارين التماساً لوصفة تشفي أو تحمي من الفيروس.

وحتى بعض رؤساء الدول ساهموا في الترويج للعلاجات العشبية، وفي هذا الإطار قام مؤخرا ً رئيس دولة مدغشقر "أندريه راجيولا" شخصياً بالترويج لعلاج عشبي يزعم أنه يمنع الإصابة بفيروس كورونا المستجد ويعالجه، وقد أطلق على العلاج اسم "كوفيد العضوي"، وهو مشتق من عدة أعشاب أبرزها عشبة "الشيح" التي استعملت في علاج داء الملاريا.

وفي الصين، منبع فيروس كورونا المستجد، تلقى الخلطات العشبية رواجاً كبيراً لمجابهة فيروس كورونا المستجد، وقد حظيت كبسولات Lianhua Qingwen بشعبية كبيرة وسط الصينيين، إذ قال عنها بعض علمائهم أنها تساهم في التخفيف من أعراض الإصابة بالغازي المستجد كورونا.

وفي أصقاع أخرى من العالم، ومنها بلاد العرب، أوطاني، يؤمن البعض بالمزايا الخارقة للريحان، والزيتون، والزنجبيل، وعرق السوس، والبابونج، والمليسة، والمريمية، والقرفة، والزعتر، والثوم، والبصل، وإكليل الجبل وغيرها في دعم جهاز المناعة للحماية من فيروس كورونا المستجد.

استخدم عرق السوس والزنجبيل والإيفيدرا في علاج التهابات الجهاز التنفسي

* العلاج بالأعشاب.. حقيقة أم وهم؟

إن استخدام الأعشاب في المرض ليست فكرة جديدة، فمنذ آلاف السنين استعملت الأعشاب مثل عرق السوس، والزنجبيل، والإفيدرا وغيرها في علاج إلتهابات الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا وذات الرئة، وتبين أن بعض العلاجات، مثل فاكهة الفورسيتيا aforsythi التي تم اختبارها ضد فيروس السارس، فعال نوعاً ما في الدراسات التي أجريت في المختبر.

على صعيد الروايات الشخصية، ادعى البعض أن الأدوية العشبية ساهمت في إبقائهم في صحة جيدة أو حسنت من الأعراض التي حلت بهم جراء فيروس كورونا المستجد، ولكن يبقى هذا مجرد كلام في كلام لأنه لا تتوفر، حتى كتابة هذه السطور، بيانات كافية وحاسمة في خصوص استعمال الأعشاب في التصدي لفيروس كورونا علاجياً أو وقائياً.

* هل الأعشاب قد تكون مفيدة ضد فيروس كورونا المستجد؟

حول هذا الأمر تقول الدكتورة فيلسيا جيرش، مؤسسة ومديرة المجموعة الطبية التكاملية في إرفين بولاية كاليفورنيا: "ليس لدينا بيانات وافية مع فيروس كورونا"، ولكنها عقبت قائلة: "من يدري ما قد يحمله المستقبل".

* قد تساعد بعض الأعشاب مع الفيروسات الأخرى

لطالما استخدمت العلاجات العشبية في علاج الالتهابات والفيروسات مثل الرشح العادي والحمى والأنفلونزا والهربس، ويظن البعض أن هذه الأعشاب تدعم جهاز المناعة وتجعل الجسم في وضع صحي أفضل لمحاربة العدوى. في المقابل هناك من يعتقد أن الأعشاب تعمل كمضادات قوية تمنع بعض الفيروسات من التكاثر في الجسم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:
  • إذا كانت بعض العلاجات العشبية ناجحة في مواجهة الفيروسات الأخرى، فهذا لا يعنى أنها تعطي نفس الفائدة مع فيروس كورونا المستجد، لأن كل فيروس فريد في بنيته وفريد في سلوكياته.

* لا تتوفر بيانات كافية بخصوص العلاجات العشبية لفيروس كورونا المستجد

لا شك أن التداوي بالأعشاب يوجد منذ قرون عديدة، ومع هذا فإن هناك نقصاً كبيراً في الأدلة التي تثبت فعاليتها لصعوبة تأمين التمويل اللازم لدراسة آثارها الصحية، ولكثرة أجزاء النبات (جذر، ساق، أوراق، زهور) التي يستحيل معها القيام بدراسات تحلل باستمرار نفس الجزء من النبات.

حاليا، يقوم الدكتور جيفري لانغلاند، الأستاذ المساعد في مركز التصميمات الحيوية في جامعة ولاية آريزونا الأميركية للعلاج المناعي واللقاحات والعلاج الفيروسي والأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة في كلية طب ساوث كارولينا للطب الطبيعي في تيمبي وفريقه من الباحثين بدراسة حول استخدام بعض الأعشاب لعلاج فيروس كورونا المستجد، ولكنه يقول إن مثل هذا الأمر يستغرق بعض الوقت للحصول على النتائج وبالتالي وضع النقاط على الحروف، وحتى لو ثبتت فعالية بعض الأعشاب، فإن لانغلاند لا ينسى أن يذكر بعدم التسرع في استعمالها قبل التأكد من أمانها وجودتها وخلوها من الآثار الجانبية الضارة، تماما ً كما هو الحال مع أي دواء.

* الآثار الجانبية غير المرغوب فيها

يمكن للعلاجات العشبية، أن تتسبب في آثار جانبية لا تحمد عقباها، كما الحال مع أي دواء آخر، فعلى سبيل المثال أوصى بعض الصينيين باستعمال عرق السوس، إلا أن الدكتورة جيرش حذرت لأن عرق السوس يمكن أن يساهم في تنشيط هرمون الألدوستيرون في الجسم ما يسبب احتباس السوائل، وبالتالي الإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يقود بدوره لحدوث مضاعفات خطيرة.

مثال آخر، نبتة سانت جونز المتاحة على نطاق واسع كمكمل، يقول عنها الدكتور لانغلاند إنها يمكن أن تتسبب في مشاكل نتيجة تداخلها مع أدوية أخرى يأخذها المريض فتمنع أمتصاصها أو استقلابها.

بدورها، حذرت الدكتورة جيرش من سوء استخدام الأعشاب، لأن بعضها قد يثير رد فعل مناعيا مفرطا، ما يؤدي إلى حدوث عاصفة السيتوكين التي تكون أشد خطراًٍ على الجسم من الفيروس نفسه، وصرحت جيرش: "لا يمكن الافتراض أن كل منتج عشبي آمن، فقد يحتوي على بعض الخصائص التي قد تكون ضارة".

* لا تجرب العلاجات العشبية إذا كنت مصابا بكورونا المستجد

إذا كنت مصابا بفيروس كورونا المستجد فإن الخبراء ينصحون بالعزوف عن استعمال العلاجات العشبية لقلة الأدلة العلمية التي تثبت فعاليتها، أما إذا كنت متشوقاً لتجربتها فحبذا لو استشرت طبيبك أو المختص في العلاج الطبيعي لكي تكون على دراية بما قد يكون في انتظارك خصوصا أنه لا أحد يعرف بعد ماهية الفوائد والمخاطر على صحة الناس.

لا ينصح بتناول أي علاجات عشبية في حال الإصابة بفيروس كورونا الجديد


* ختاماً

إن بعض الأعشاب قد تكون فعالة في التصدي لفيروس كورونا المستجد، ولكن لا يوجد حالياً بيانات كافية بشأن استخدامها ضده، ولعل الخطير في هذا الموضوع هو ترويج البعض لتلك العلاجات من دون أي أساس علمي، وهذا أمر يدعو إلى القلق خصوصا أن بعض المكونات قد يكون ساما أو يضر بالكبد أو يتداخل مع أدوية أخرى.



المصادر:
Use of herbal drugs to treat COVID-19 should be with caution

آخر تعديل بتاريخ
16 يونيو 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.