صحــــتك

السمنة عند الذكور تعرضهم للإصابة بمضاعفات القلب.. ما السبب؟

السمنة وأمراض القلب عند الرجال

تُظهر النساء اختلافات في توزيع ووظيفة الأنسجة الدهنية مقارنة بالرجال، وهن أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالسمنة. ولكن ما السبب؟ تابع القراءة لمعرفة ذلك:

الفروق بين الجنسين وأخطار على صحة القلب

أظهرت الدراسة التي تم نشرها في 20 يناير 2023 أن الخلايا البطانية للذكور والإناث -وهي الخلايا التي تتكون منها الأوعية الدموية من الفئران- تستجيب بشكل مختلف للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون. ووجدت أن الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية في الإناث تظهر إشارات النمو والانقسام، بينما أظهرت الخلايا البطانية في الذكور إشارات تدل على وجود تفاعل التهابي.

من خلال تحديد الجينات التي تتحكم باختلاف استجابة البطانية للذكور والإناث، يمكننا البدء في فهم الإشارات والتحفيزات التي تجعل الخلايا البطانية تستجيب بهذه الطريقة السليمة في الإناث. وربما يمكن استخدام نتائج هذه الدراسة لتصميم علاجات يمكنها تحسين الصحة العامة للذكور والإناث الذين يعانون من السمنة المفرطة، عن طريق تحسين صحة الأوعية الدموية.

من الجدير بالذكر هنا أنه ومع أن الأسباب الدقيقة للاختلافات بين الجنسين في القابلية للإصابة بأمراض الأيضية لا تزال غير معروفة، فهي مرتبطة بتوزيع وترتيب ووظيفة الأنسجة الدهنية داخل الجسم. 

تتغذى الأنسجة الدهنية  بشكل أساسي عن طريق الأوعية الدموية، وبالتالي، تتأثر وظيفتها بخصائص الأوعية الدموية التي تغذيها، ونعني بذلك الخلايا البطانية للأوعية الدموية. وبما أن هذه الخلايا البطانية هي من المكونات الرئيسية للأوعية الدموية، فإن اكتشاف وجود اختلاف جيني يتعلق باستجابتها وتكوينها بين ذكور وإناث الفئران قد يوفر دليلًا على سبب اختلاف الأنسجة الدهنية بين كلا الجنسين. وقد يطرح التساؤلات حول كيفية تأثير هذه الاختلافات على أخطار الإصابة بالأمراض.

الأوعية الدموية وتكوينها

يتطلب نمو أنسجة جديدة في جسم الإنسان نمو أوعية دموية جديدة، لتغذيتها وتلبية الطلب المتزايد على الأكسجين والغذاء. تُعرف عملية تكوين أوعية دموية جديدة من الأوعية الدموية الموجودة مسبقًا باسم تولد أو تشكل الأوعية (بالإنجليزية: Angiogenesis). تلعب الخلايا البطانية التي تشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية دورًا مهمًا في تنسيق عملية تكوين وتشكيل الأوعية الدموية.

تؤثر الخلايا البطانية أيضًا على توازن الطاقة في الجسم من خلال تنظيم تبادل الأكسجين والمغذيات والجزيئات الأخرى بين الأوعية الدموية ومحيطها. في الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات أن الخلايا البطانية يمكن أيضًا أن يكون لها تأثير على التفاعلات الالتهابية.

يؤدي استهلاك السعرات الحرارية الزائدة إلى تراكمها كأنسجة دهنية بيضاء، تخزن الطاقة على شكل دهون. على غرار الأنسجة الأخرى، يكون تراكم الأنسجة الدهنية البيضاء مصحوبًا بتكوين الأوعية الدموية خلال المراحل المبكرة.

تكوين الأوعية الدموية في الخلايا الدهنية

أظهرت الدراسات أن المستويات الأكثر وضوحًا لتراكم الأنسجة الدهنية البيضاء في السمنة تترافق مع عدم كفاية نمو الأوعية الدموية وضعف أداء الخلايا البطانية. يمكن أن يؤدي النمو غير الكافي للأوعية الدموية وما يترتب على ذلك من نقص في الأكسجين إلى حدوث إجهاد والتهاب في الأنسجة الدهنية.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي ضعف تكوين الأوعية الدموية الجديدة إلى إعاقة قدرة الأنسجة الدهنية على تخزين الطاقة الزائدة، والتسبب في اختلالات في التمثيل الغذائي للجسم بأكمله. ويتم التأكيد على دور إنتاج الأوعية الدموية في الأفراد المصابين بالسمنة من خلال الأدلة التي تظهر أن تحريض زيادة نمو الأوعية الدموية يمكن أن تلغي التأثيرات السلبية المرتبطة بالتراكم الزائد للدهون.

كشفت دراسة حديثة أن إناث الفئران تظهر زيادة أكبر في إنتاج الأوعية الدموية كاستجابة لتراكم الدهون مقارنة بالذكور. أثناء الدراسة أدى تراكم الدهون بسبب تغذية الفئران بنظام غذائي غني بالدهون إلى ضعف وظيفة الأنسجة الدهنية عند ذكور الفئران، وليس عند إناثها.

تتوافق هذه النتائج مع الدراسات التي تظهر الفروق بين الجنسين في وظيفة الأنسجة الدهنية وتوزيعها، وأخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وجدت دراسات أن بعض الفروق بين الجنسين قد تكون موجودة منذ مراحل النمو المبكرة، على الأقل في الملف الجيني للخلايا البطانية.

ما الآثار المترتبة على معرفة ذلك

 لا يمكننا افتراض أن كلا الجنسين يستجيبان لنفس الأمراض بنفس الطريقة. وهي ليست مجرد مشكلة متعلقة بالسمنة، إذ ترتبط هذه الاختلافات وتتم ملاحظتها على نطاق أوسع يشمل التقدم بالعمر والشيخوخة. وهناك اختلافات مهمة بين الذكور والإناث في قابليتهم للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي، مثل:

استنادًا إلى معلومة أن الأنسجة الدهنية مغذاة بالأوعية الدموية، وتتأثر وظيفتها بشكل كبير بخصائص تلك الأوعية الدموية، وأن الخلايا البطانية هي المكونات الرئيسية لتلك الأوعية، فإن اكتشاف اختلافها بين ذكور وإناث الفئران يوفر دليلًا على سبب اختلاف الأنسجة الدهنية بين الذكور والإناث، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الاختلافات على أخطار الإصابة بالأمراض.

بشكل عام، من المهم إدراك أن هذا الاختلاف يشير إلى أن كلًا من الرجال والنساء سيستجيب بشكل مختلف للعلاجات المقدمة، مما قد يكون له تأثير على تحديد العلاجات التي ستكون الخيار الأفضل لهم في المستقبل.

 

المصادر:

 Obesity: Why might males have a higher risk of heart problems? (medicalnewstoday.com)

Transcriptomic profiling reveals sex-specific molecular signatures of adipose endothelial cells under obesogenic conditions - ScienceDirect

آخر تعديل بتاريخ
30 يناير 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.