صحــــتك

التغيرات المناخية ومخاوف من جائحة جديدة

كشفت دراسة جديدة أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستضطر الحيوانات البرية إلى هجرة أماكنها إلى مناطق ذات كثافة سكانية على الأرجح، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتقال عدوى فيروسية من الحيوانات إلى البشر، ما قد يؤدي بدوره إلى الجائحة التالية.

درجات مئوية تفصل بيننا وبين جائحة جديدة

على مدار الخمسين عامًا القادمة، سيؤدي تغير المناخ إلى انتقال آلاف الفيروسات من نوع واحد من الثدييات إلى نوع آخر، وفقًا لدراسة نُشرت في دورية Nature. وقال الباحثون إن انتقال الفيروسات بين الحيوانات قد يزيد من خطر انتقالها للإنسان وبالتالي التسبب في جائحة جديد.

ولطالما حذر العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض قد يزيد من عبء الأمراض. على سبيل المثال، من المتوقع أن تنتشر الملاريا لأن البعوض الذي يحملها يوسع نطاق انتشاره في مناطق الاحترار. لكن تغير المناخ قد يؤدي أيضًا إلى ظهور أمراض جديدة تمامًا، من خلال السماح لمسببات الأمراض بالانتقال إلى أنواع مضيفة جديدة.

كيفية الدراسة:

قال الدكتور كولين كارلسون، عالم الأحياء بجامعة جورج تاون وأحد مؤلفي الدراسة الجديدة: "ستكون هجرة الحيوانات فرصة لمشاركة الفيروسات مع البشر". ولفهم الشكل الذي ستبدو عليه هذه المشاركة، قام الدكتور كارلسون وزملاؤه ببناء نموذج كمبيوتر للتداعيات المحتملة في عالم يزداد احترارًا. وبدأ الباحثون بإسقاط كيف يمكن لآلاف الثدييات أن تغير نطاقاتها مع تغير المناخ من الآن وحتى عام 2070.

ووجدوا أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن ينتشر العديد من الأنواع بعيدًا عن خط الاستواء المشتعل للعثور على أماكن أكثر راحة. وقد يتحرك البعض الآخر على جوانب التلال والجبال للعثور على ارتفاعات أكثر برودة. وعندما تتلامس أنواع مختلفة من الحيوانات لأول مرة، قد تتمكن الفيروسات من إصابة مضيفين جدد.

ولفهم احتمالات الإصابة بعدوى جديدة، بدأ الباحثون ببناء قاعدة بيانات للفيروسات ومضيفيهم من الثدييات. وتم العثور على بعض الفيروسات في أكثر من نوع واحد من الثدييات، مما يعني أنها قفزت حاجز الأنواع في وقت ما في الماضي.
وباستخدام تقنية حسابية تسمى التعلم الآلي، طور الباحثون نموذجًا يمكنه التنبؤ بما إذا كان نوعان مضيفان يتشاركان الفيروس. ووجد الباحثون أنه كلما زاد تداخل النوعين جغرافيًا، زادت احتمالية مشاركتهما في الفيروس. وذلك لأن المضيفين كانوا أكثر عرضة لمواجهة بعضهم البعض، مما يمنح الفيروسات الخاصة بهم المزيد من الفرص للتنقل بينهم.

كما أظهر الدكتور كارلسون وزملاؤه أن الأنواع ذات الصلة الوثيقة كانت أكثر عرضة للمشاركة في الفيروس من الأقارب البعيدين. وربما يرجع ذلك إلى أن الثدييات وثيقة الصلة بها متشابهة في الكيمياء الحيوية. ومن المرجح أن يزدهر الفيروس الذي يتكيف لاستغلال الأصناف المتشابهة من الحيوانات أو قد يكون أيضًا قادرًا على التهرب من جهاز مناعي مشابه للجهاز الذي تكيف معه بالفعل.

ماذا يعني ذلك؟

قد تكون هذه النتائج تنذر بالسوء بشكل خاص بالنسبة للبشر، فعندما تنتقل الفيروسات إلى أنواع مضيفة جديدة، فإنها تتطور - ويمكن أن تتطور بطرق تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وقد يكون فيروس كورونا  الذي تسبب بعدوى السارس عام 2002 مثالا على ذلك، فقد نشأ الفيروس في الخفافيش الصينية ثم الأحصنة ثم قفز إلى نوع آخر  وهو كلاب الراكون التي تباع في أسواق الحيوانات الصينية، قبل أن يصيب البشر. وفي فبراير 2022، أصدر العلماء دراستين تؤكدان أن كوفيد 19 نشأ من خلال سلسلة مماثلة من الأحداث، مع انتقال فيروس كورونا من الخفافيش إلى الثدييات البرية التي تباع في الأسواق في ووهان قبل إصابة البشر.

وعندما نظر الباحثون إلى الأماكن التي قد ينتهي بها المطاف بالثدييات في عام 2070، وجدوا سببًا آخر لتوقع أوبئة بشرية جديدة: "فالحيوانات لن تهاجر إلى ملاجئ الحياة البرية، بل من المتوقع أن تهاجر إلى الأماكن التي بنينا فيها المدن".

وقد تنقل القوارض النادرة التي لديها اتصال ضئيل مع البشر اليوم فيروسًا إلى حيوانات الراكون، التي تعيش في المناطق الحضرية، وهذا يفتح طريقًا جديدًا تمامًا لانتشار هذا الفيروس إلى البشر".

 

* المصدر

Climate Change Will Accelerate Viral Spillovers, Study Finds

آخر تعديل بتاريخ
05 مايو 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.