التخدير الكلي أثناء الولادة قد يكون خياراً مطروحاً إذا كنتِ بحاجة له، فإذا كنتِ على وشك الولادة، فبالطبع ستكونين قلقة من آلام المخاض، وتريدين أن تتم الولادة بدون آلام، وقد تجدين نفسك حائرة بين التخدير الكلي والتخدير النصفي، أو ما يعرف بالإبيديورال. وفي حين أن بعض النساء يَلِدن دون تخدير؛ فقد تجدين أن التخدير يمنحك سيطرة أفضل على تجربة المخاض والولادة، فعند بدء المخاض قد تشعرين بألم ناجم عن تقلصات عضلات الرحم والضغط على عنق الرحم، وقد تشعرين أيضاً بضغط الطفل على المثانة والأمعاء، بالإضافة إلى الألم الناتج عن تمدد قناة الولادة والمهبل أثناء الولادة.
وتبدو الانقباضات مختلفة بالنسبة لكل امرأة، فقد تشعرين بعدم الراحة في الظهر إلى الضغط في الحوض، وقد تشعرين بموجات من التشنجات. وفي حين أن الألم الشديد يمكن التحكم فيه؛ فإنه وبسبب طول الوقت وطبيعة هذا الألم المستمرة قد تختار النساء التخدير لتخفيف الألم. وقد يتأثر الألم بعدة عوامل، بما في ذلك حجم وموقع الطفل وقوة الانقباضات. في هذا المقال سنعرفك على أهم عيوب ومزايا التخدير الكلي.
كيف يعمل التخدير الكلي؟
يؤدي التخدير العام إلى فقدان كامل للإحساس والوعي، ويتضمن التخدير الكلي استخدام الأدوية الوريدية (IV)، والتي تسمى أيضاً أدوية التخدير، وأثناء التخدير العام لا يمكنك أن تشعري بالألم، ولا يستجيب جسمك لردود الفعل، وسيقوم طبيب التخدير بمراقبة علاماتك الحيوية عندما تكونين تحت التخدير، وسيخرجك أيضاً من حالة التخدير. ويهدف التخدير الكلي إلى إحداث خمس حالات مختلفة أثناء الجراحة، وهي:
- التسكين أو تخفيف الألم.
- فقدان الذاكرة، وعدم تذكر أي حدث أثناء هذا الإجراء.
- فقدان الوعي.
- الشلل أو عدم القدرة على الحركة.
- إضعاف الاستجابات غير الإرادية.
وتتطلب الولادة مشاركتك، لذا لا يُستخدم التخدير العام مطلقاً أثناء الولادة الطبيعية المهبلية، لأنه يجعلك فاقدة للوعي، لكن يستخدم التخدير العام في الولادة القيصرية لأنها تعتبر عملية جراحية كبرى، وتتطلب استخدام التخدير العام خلال العملية.
ما هي إجراءات التخدير الكلي؟
ستتلقين بعض الأدوية من خلال التنقيط الوريدي، وبعد ذلك ستتلقين الأكسجين من خلال قناع مجرى الهواء، وسيقوم طبيب التخدير بوضع أنبوب داخل القصبة الهوائية للمساعدة في التنفس، وبعد الولادة سينتهي مفعول الأدوية، وسيعيدك طبيب التخدير إلى وعيك، ومن المحتمل أن تشعري بالترنح والارتباك في البداية، وقد تواجهين آثاراً جانبية شائعة مثل:
- الغثيان.
- القيء.
- جفاف الفم.
- التهاب في الحلق.
- الارتعاش والقشعريرة.
- النعاس.
ما هو الغرض من التخدير الكلي أثناء الولادة ؟
يوفر التخدير الكلي أثناء الولادة تخفيفاً للألم، بحيث يظل بإمكانك المشاركة بنشاط في الولادة والدفع عندما تحتاجين القيام بذلك، كما أنه لا يوقف الانقباضات أو يبطئ وظائف حياة الطفل. ومع ذلك؛ فإن حالة الطوارئ تتطلب التخدير العام في بعض الأحيان، إذ يستخدم الأطباء التخدير الكلي في حالات الطوارئ وفي الولادات القيصرية، وفي حالات نادرة جداً قد تخضعين لتخدير عام أثناء الولادة إذا لم ينجح المسكن القوي، أو إذا كانت هناك حالة طارئة تفوق فيها فوائد التخدير العام مخاطره، وإذا كنت تخضعين للتخدير الكلي فمن المهم تقليل تعرُّض الطفل للمخدر قدر الإمكان.
ما هي فوائد التخدير الكلي أثناء الولادة ؟
يفضل أثناء الولاة استخدام المخدر النخاعي أو فوق الجافية، ومع ذلك، يمكن تطبيق التخدير الكلي أثناء الولادة بسرعة في حالات الطوارئ، أو إذا كنت بحاجة إلى عملية ولادة قيصرية بسرعة، وبمجرد خضوعك للتخدير الكلي لن يمثل تخفيف الألم مشكلة لأنك تكونين نائمة وغير واعية، وأدوية التخدير الأخرى مثل حقنة فوق الجافية تُعطي في بعض الأحيان تخفيفاً جزئياً فقط للألم.
وبالنسبة لبعض النساء اللاتي يحتجن إلى عملية ولادة قيصرية وخضعن لعملية جراحية في الظهر، أو لديهن تشوهات في الظهر؛ فقد يكون التخدير العام بديلاً مقبولاً للتخدير الناحي أو النخاعي، وإذا كنت تعانين من اضطراب النزيف أو ورم في المخ أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، فقد لا تتمكنين من الحصول على مخدر فوق الجافية أو المخدر الشوكي، وقد تحتاجين إلى تخدير عام. ومن مميزات التخدير الكلي أثناء الولادة ما يلي:
- أقل في التكلفة.
- لا يحتاج إلى مهارة خاصة.
- هو النوع الوحيد من أنواع التخدير الذي يصلح في الولادات الطارئة.
ما هي مخاطر وعيوب التخدير الكلي أثناء الولادة ؟
يؤدي التخدير الكلي إلى فقدان الوعي واسترخاء العضلات في مجرى الهواء والجهاز الهضمي، وعادة سيقوم طبيب التخدير بإدخال أنبوب داخل الرغامي أسفل القصبة الهوائية لضمان حصولك على الكثير من الأكسجين، ولحماية الرئتين من أحماض المعدة والسوائل الأخرى، فإذا حدث استنشاق لسوائل المعدة أو السوائل الأخرى داخل الرئتين، يمكن أن يسبب التهابًا رئويًا أو أضرارًا أخرى للجسم، وتشمل المخاطر الأخرى المرتبطة بالتخدير العام ما يلي:
- عدم القدرة على وضع أنبوب القصبة الهوائية.
- التسمم بأدوية التخدير.
- تثبيط الجهاز التنفسي عند الطفل حديث الولادة.
- خمول الجنين.
- وقد يقوم طبيب التخدير بما يلي لتقليل المخاطر:
- توفير الأكسجين قبل التخدير.
- إعطاء مضاد للحموضة لتقليل حموضة محتويات المعدة.
- إعطاء أدوية سريعة المفعول لإرخاء العضلات من أجل وضع أنبوب التنفس بسرعة وسهولة.
- الضغط على الحلق لسد المريء ووضع الأنبوب الرغامي في مكانه.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هو أفضل للولادة: البنج الكامل أم النصفي؟
في حين أن التخدير الناحي (يتضمن إعطاء عوامل التخدير إلى منطقة معينة من الجسم لمنع الإحساس مع السماح للمريض البقاء مستيقظاً) أو النخاعي هو عادة الخيار المفضل أثناء الولادة؛ فإن التخدير العام قد يكون مقبولاً لدى السيدات اللواتي يعانين من إصابات في الظهر أو خضعن لعمليات جراحية في الظهر.
كم مدة الإفاقة بعد التخدير الكامل؟
يستغرق الأمر عادة ما بين ساعة إلى ساعتين للاستيقاظ تماماً بعد التخدير العام، ويختلف الوقت اللازم للاستيقاظ اعتماداً على مدة التخدير والأدوية المستخدمة له، ويختلف التعافي أيضاً من مريض إلى آخر، إذ يميل المرضى الصغار والأصحاء إلى التعافي بشكل أسرع من المرضى الأكبر سناً الذين يعانون من الأمراض المزمنة.
كيف أجهز نفسي للولادة القيصرية؟
يجب عليكِ عدم تناول الطعام أو الشراب أو التدخين بعد منتصف الليل في الليلة التي تسبق يوم العملية القيصرية، وهذا يشمل الحلوى والعلكة والماء، وحاولي أن تحصلي على ليلة نوم جيدة، ويمكنك تنظيف أسنانك في الصباح، واستشيري الطبيب إذا كنتِ تتناولين أي دواء، وخذي حماماً قبل القدوم إلى المستشفى، ويرجى ترك الأشياء الثمينة في المنزل والاحتفاظ بأمتعتك في السيارة حتى يتم نقلك إلى وحدة ما بعد الولادة.
ختاماً، سيحاول طبيبك تجنب استخدام التخدير الكلي أثناء الولادة لأن عملية الولادة تتطلب منك أن تكوني واعية ونشيطة، ومع ذلك، قد تحتاجين إلى التخدير الكلي إذا كانت لديك مشكلات صحية معينة. ويستخدم الأطباء التخدير العام أثناء الولادة عندما تكون الولادة عن طريق عملية قيصرية، كما أن استخدام التخدير الكلي أثناء الولادة تنطوي عليه مخاطر أعلى، لكنه آمن نسبياً.
المصادر
What is anesthesia during childbirth?
