أظهرت دراسة جديدة اختبار لعاب يكشف سرطان البروستاتا وهو عبارة عن اختبار لعاب منزلي يمكنه التنبؤ بإصابة الرجال بسرطان البروستاتا بدقة أكبر مقارنة باختبارات المستشفيات الحالية. يقوم هذا الاختبار بتقييم 130 متغيراً وراثياً في الحمض النووي للأشخاص لتقدير احتمال إصابتهم بسرطان البروستاتا، وكشفت الدراسة عن اختبار لعاب يكشف سرطان البروستاتا بدقة أكبر من اختبارات الدم التي تقيس مستويات بروتين يسمى مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، ويقول العلماء إن هذا الاختبار الجيني الجديد المعروف باسم درجة الخطر متعددة الجينات (PRS) قد يساعد في تغيير مسار سرطان البروستاتا الذي يودي بحياة 400 ألف رجل عالمياً كل عام.
الفرق بين اختبار اللعاب واختبارات الدم التقليدية
نُشرت الدراسة في مجلة نيو إنغلاند الطبية في أبريل 2025 حين تم حساب درجة المخاطر المتعددة الجينات (PRS) لأكثر من 6000 رجل في المملكة المتحدة. تعبّر درجة الخطر متعدد الجينات (PRS) عن احتمال إصابة الشخص بمرض معين بناءً على اختلافات خاصة في جيناته، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل العمر والجنس. باستخدام اختبار اللعاب، استطاع الباحثون تحديد 745 رجلاً يحملون درجات عالية من المخاطر الوراثية. وتمت دعوة هؤلاء الرجال لإجراء فحوصات إضافية تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وأخذ خزعة من البروستاتا.
أسفرت هذه الفحوصات عن تشخيص سرطان البروستاتا في 187 حالة، وأوضح الباحثون أن 74 من هؤلاء الرجال لن يكن ممكناً كشف إصابتهم بالسرطان باستخدام الطرق التشخيصية التقليدية التي تعتمد على قياس مستويات PSA ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي.
وأشار خبراء مستقلون إلى أن اختبار اللعاب الجديد قد يكون أداة مكمّلة للفحص، مؤكّدين أن فحص الحمض النووي يساعد في تقليل عدد الحالات الموجبة بشكل خاطئ، والكشف عن نسبة أكبر من السرطانات العدوانية مقارنة بالاختبارات التقليدية.
اختبار لعاب يكشف سرطان البروستاتا يقتصر على الأوروبيين
على الر غم من أن النتائج كانت واعدة؛ فهناك عدة تحديات ومحاذير قد تحد من تأثير هذه الدراسة، ولم يتم تقييم فعالية الفحص من حيث التكلفة بشكل كامل، كما لم يتم التوضيح فيما إذا كانت النتائج مناسبة للرجال حول العالم، فقد تم التحقق من صحته فقط لدى الرجال الأوروبيين، مما يحد من إمكانية تطبيق الدراسة على سكان آخرين وفقاً للخبراء.
إذ إن البحث في المخاطر الجينية لسرطان البروستاتا لدى السكان الآخرين محدود حالياً، ولهذا السبب هناك حاجة ماسة إلى فحص هذا الاختبار عند رجال من أصول مختلفة حول العالم، مثل الرجال من أصول أفريقية ذوي بشرة سوداء، أو كاريبية، لأن هؤلاء الرجال معرّضون لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة أعلى بكثير من الذين هم من أصول أوروبية.
متى يمكن أن يصبح اختبار اللعاب متاحاً؟
يعمل الباحثون على معالجة التحديات وقيود الدراسة قبل إطلاق اختبارات فحص سرطان البروستاتا باستخدام اللعاب، وفي حين أن اختبار الدم لفحص مستوى PRS قد يكون مكملاً لفحص الدم للأفراد المعرضين لخطر كبير، فإن الأدلة غير كافية للتوصية باختبار اللعاب فقط والاستغناء عن اختبار الدم (مستضد البروستاتا النوعي) في الوقت الحالي، وهذا يعني الحاجة إلى المزيد من البحث والاختبارات والاستثمار، وقد يستغرق الأمر سنوات قبل استخدام اختبار اللعاب المعتمِد على الحمض النووي بشكل روتيني وسهل لفحص سرطان البروستاتا.
المصادر: