تعرض لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني، جمال موسيالا، لإصابة مروعة في الكاحل خلال هزيمة فريقه 2-0 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ربع نهائي كأس العالم للأندية، كما أكد النادي البافاري أن إصابة موسيالا الخطيرة ستبعده مجددًا عن الملاعب لفترة طويلة.
جاءت إصابة موسيالا المروعة إثر اصطدام قوي بحارس مرمى باريس سان جيرمان، جيانلويجي دوناروما، وذلك قبل دقائق من نهاية الشوط الأول، ما اضطره إلى مغادرة الملعب محمولًا على نقالة. نُقل اللاعب لاحقًا إلى المستشفى، وسط حالة من الذهول سيطرت على دوناروما وبقية اللاعبين، نظراً لشدة الإصابة، التي دفعت مخرج اللقاء إلى عدم إعادة لقطة الإصابة.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل إصابة موسيالا ومدة غيابه المتوقعة عن الملاعب.
تشخيص إصابة موسيالا في كأس العالم للأندية
أكد نادي بايرن ميونيخ عبر موقعه الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي أن فحوصات أطبائه كشفت عن إصابة موسيالا بكسر في عظمة الشظية، بالإضافة إلى خلع في الكاحل الأيسر. ومن المقرر أن يعود اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا إلى ألمانيا، إذ سيخضع لعملية جراحية قريبًا.
تجدر الإشارة إلى أن إصابة موسيالا كانت في أول مشاركة أساسية له مع فريقه منذ أشهر، إذ كان يتعافى منذ بداية شهر أبريل الماضي من إصابة في أوتار الركبة أبعدته عن الملاعب في المباريات الأخيرة من موسم بايرن في الدوري الألماني.
ما كسر الشظية؟
عظم الشظية هو العظمة الرفيعة الموجودة على الجانب الخارجي للساق بجانب العظمة الأكبر المعروفة باسم القصَبة. تعمل الشظية مع القصَبة على دعم الساق وتثبيت مفصلَي الركبة والكاحل، كما تساعد في تثبيت ودعم عضلات الساق.
يحدث كسر الشظية عندما تتعرض لضغط أو صدمة قوية، مثل السقوط، والاصطدام القوي –كما حدث في إصابة موسيالا– أو عند التواء الكاحل العنيف الذي يُسبب ضغطًا على عظم الشظية، مما قد يؤدي إلى كسرها.
أعراض كسر عظم الشظية
يُعد الألم والتورم والحساسية عند اللمس من أبرز علامات وأعراض كسر الشظية، وتشمل العلامات والأعراض الأخرى ما يلي:
- صعوبة أو عدم القدرة على الوقوف أو المشي على الساق المصابة.
- ألم يزداد عند الضغط على الساق أو تحريكها.
- كدمات أو نزيف في منطقة الساق.
- تشوّه ظاهر في الجزء السفلي من الساق.
- تنميل أو إحساس بالبرودة في القدم (خاصة إذا تأثرت الأعصاب أو الأوعية الدموية).
علاج كسر الشظية وإعادة التأهيل
يعتمد علاج كسر الشظية على شدة الكسر ونوعه وموقع الإصابة، وغالبًا ما تُصنَّف الكسور إلى: كسر مغلق (عندما يكون الجلد سليمًا ولا يوجد جرح خارجي)، أو كسر مفتوح (عندما يخترق العظم الجلد ويظهر ويتسبب في جرح خارجي، ما يزيد من خطر العدوى).
يبدأ العلاج عادةً بإرجاع العظام، أي إعادتها إلى مكانها الطبيعي، سواء كان الكسر مغلقًا أم مفتوحًا، ثم يقوم الطبيب بتثبيت الساق باستخدام جبيرة أو دعامة لمنع الحركة ولمساعدة العظام على الالتئام، وقد يحتاج المريض إلى استخدام العكازات لتجنب الضغط على الساق المصابة أثناء مرحلة الشفاء.
يحتاج معظم المرضى إلى إعادة التأهيل البدني لاستعادة القوة والمرونة بشكل كامل بعد إزالة الجبيرة أو الدعامة، وقد يلزم بعض العلاج الطبيعي. تعتمد سرعة الشفاء على شدة الكسر، والالتزام بالعلاج، بالإضافة إلى حالة الإصابات والعوامل الصحية الأخرى. عادةً ما تستغرق فترة التعافي من كسر الشظية من 12 إلى 16 أسبوعًا.
ما خلع الكاحل؟
يحدث خلع الكاحل عندما تخرج عظام مفصل الكاحل عن مكانها الطبيعي داخل القدم نتيجة تمزق أو تلف في الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل، وذلك بسبب قوة مفاجئة وشديدة. ويُعتبر من الإصابات الشديدة التي تحدث بشكل شائع في الرياضات العنيفة أو التي تعتمد على الاحتكاك الجسدي مثل الرجبي والهوكي، وكذلك في الرياضات التي تتطلب حركات سريعة وتغييرات مفاجئة في الاتجاه مثل كرة القدم.
عادةً ما يرتبط خلع الكاحل بحدوث كسور في نهايات العظام، مثل كسر الشظية، إلى جانب تمزق في الأربطة، وذلك نتيجة للصدمات العنيفة مثلما حدث في إصابة موسيالا. كما يمكن أن يحدث الخلع بسبب تمزق الأربطة فقط دون كسر في العظام.
أعراض خلع الكاحل
عادةً ما يرافق خلع الكاحل ألم شديد مفاجئ، وغالبًا ما يُلاحَظ تشوّه واضح في شكل المفصل. تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- عدم القدرة على الوقوف أو المشي.
- تنميل أو وخز في القدم (خاصة إذا تأثرت الأعصاب التي تمر عبر مفصل الكاحل).
- كدمات وتورم.
- تغير لون القدم إلى الأزرق، بسبب نقص تدفق الدم إذا تأثرت الأوعية الدموية المحيطة بالكاحل).
علاج خلع الكاحل وإعادة التأهيل
يعتبر علاج خلع الكاحل حالة طارئة، ويهدف في البداية إلى إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي بأسرع وقت ممكن. قد تُجرى محاولة الردّ قبل إجراء الأشعة السينية، خاصة إذا كان هناك خطر على الأعصاب أو الأوعية الدموية. يقوم الطبيب بتثبيت المفصل مؤقتًا بجبيرة بعد الردّ، ويجب تجنب تحميل وزن الجسم على الكاحل المصاب أثناء إعادة التأهيل، وتُستخدم وسائل مساعدة مثل العكازات، مع العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة والقوة، خاصة للرياضيين.
تُجرى عملية جراحية لتثبيت الأربطة أو العظام المتضررة في بعض الحالات، ويُحدد الطبيب قرار إجراء العملية ونوعها بناءً على حالة كل مريض وشدة الإصابة. قد تكون فترة التعافي في الحالات التي تتطلب تدخلًا جراحيًا أطول، وتعتمد على نوع العملية التي أُجريت.
تختلف مدة التعافي من خلع الكاحل حسب شدة الإصابة، إذ تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوعًا في الحالات البسيطة بعد اكتمال العلاج الأولي، وقد تمتد إلى 6 أشهر أو أكثر في الحالات الشديدة بعد الجراحة.
ما المدة التي سيغيب فيها موسيالا عن الملاعب؟
رغم أن بايرن ميونيخ لم يحدد مدة غياب موسيالا في بيانه الرسمي عن الإصابة، واكتفى بوصفها بالخطيرة وأنها ستجبر الدولي الألماني على الغياب الطويل عن الملاعب، تشير التقارير إلى أن فترة غياب موسيالا قد تمتد إلى أربعة أو خمسة أشهر على الأقل. ومن المتوقع أن يعود اللاعب للمشاركة الكاملة مع اقتراب نهاية العام الحالي، وذلك حسب تعافيه واستجابته للعلاج وتقييمه الطبي.
