تعرَّض لاعب ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، لإصابة في العضلة ذات الرأسين الفخذية بعد مباراة الفريق أمام ليجانيس في الدوري الإسباني، وهذا ما أكده بيان نادي ريال مدريد بعد الفحوصات الطبية التي أجريت على اللاعب بعد المباراة، إذ تم تشخيص إصابته بما يُسمى إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية في ساقه اليسرى.
إصابة اللاعب ستبقيه بعيدًا عن الملاعب لفترة قد تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع، ما يجعلها ضربة موجعة للفريق الملكي الذي خسر بالفعل مباراته الأولى بدون فينيسيوس، وهو هداف الفريق الأول في جميع المسابقات، أمام ليفربول الإنجليزي بقيادة المصري محمد صلاح يوم الأربعاء الماضي في مسابقة دوري أبطال أوروبا. فما هي إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية ، وما الوقت الكافي لإعادة التأهيل والتعافي؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.
ما هي العضلة ذات الرأسين الفخذية ؟
لفهم إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية يجب علينا أولًا معرفة أنه توجد ثلاث عضلات في الجهة الخلفية من الفخذ، وهي العضلة ذات الرأسين الفخذية، والعضلة شبه الغشائية، والعضلة نصف الوترية. يرتبط أحد طرفي كل عضلة بأسفل الحوض، بينما يرتبط الطرف الآخر بعظام الساق عند الركبة. تشكل هذه العضلات الثلاثة مجموعة العضلات المعروفة باسم أوتار الركبة Hamstrings، وهي المسؤولة عن تمديد الورك وثني الركبة، إذ تعتبر هذه العضلات ضرورية لتثبيت الركبة والمساعدة على أداء الأنشطة المختلفة مثل الجري والالتفاف.
العضلة ذات الرأسين الفخذية Biceps femoris muscle هي عضلة طويلة تقع في الجزء الجانبي الخلفي من الفخذ، وتمتد من الحدبة الإسكية (نتوء دائري كبير في الجانب السفلي الخلفي من عظام الحوض، وتعرف أيضًا باسم عظمة الجلوس، لأن وزن الجسم يقع عليها عند الجلوس) وصولاً إلى الجزء القريب من الشظية (العظمة الصغيرة من العظمتين الموجودتين في الساق، وتلعب دورًا مهمًا في دعم الأوتار والعضلات والأربطة المهمة)، وبذلك تَعبُر العضلة ذات الرأسين الفخذية مفصلين؛ وهما مفصل الورك ومفصل الركبة.
تعتبر العضلة ذات الرأسين الفخذية أقوى عضلة ضمن مجموعة عضلات أوتار الركبة، وتلعب دورًا حاسمًا في العديد من الوظائف المهمة بسبب تأثيرها على مفصل الورك ومفصل الركبة، إذ تعمل على الانثناء والدوران الخارجي عند مفصل الركبة، كما تعمل على التمديد والدوران الخارجي عند مفصل الورك. سُميت العضلة ذات الرأسين الفخذية بهذا الاسم لأنها تتكون من رأسين، رأس طويل ورأس قصير، أحدهما متدلٍّ بعمق أكثر من الآخر.
إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية
تحدث إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية عادةً أثناء الركض السريع عندما تكون الساق ممتدة بالكامل خلف الجسم، خاصةً مع الأشخاص الذي يمارسون الأنشطة الرياضية أو اللياقة البدنية بشكل متكرر (ألعاب القوى، وكرة القدم، والجري وما إلى ذلك) مثلما حدث مع لاعب ريال مدريد فينيسيوس جونيور. يمكن أن تتمزق ألياف العضلة، إذا لم تكن العضلة قوية بما يكفي للتعامل مع القوى المحملة عليها، أو إذا قام اللاعب بحركة دورانية قوية وسريعة، وحينها سيشعر الرياضي غالبًا بألم حاد جدًا في الجزء الخلفي من فخذه. يمكن أن يؤثر هذا بشكل كبير على الأداء الرياضي والحياة اليومية للشخص المصاب.
أسباب آلام العضلة ذات الرأسين الفخذية
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية وعدم الشعور براحة العضلة، تشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
- إجهاد متكرر مرتبط بتكرار الحركة مثل الجري أو القفز. غالبًا ما تنشأ هذه الإصابات عندما يشارك الرياضيون في أنشطة بدنية دون تمدد كافٍ.
- القيام بحركة دورانية سريعة.
- اختلال التوازن العضلي.
- التحضير غير الكافي قبل الأنشطة البدنية.
- عدم التعافي بشكل صحيح من التمزق أو الإصابات السابقة، لأنه قد يؤدي إلى تفاقم الألم.
أعراض وعلامات إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية
يجب فهم العلامات والأعراض المرتبطة بألم العضلة ذات الرأسين الفخذية بشكل جيد، لأنه أمر ضروري للتشخيص السريع والعلاج الفعال. كما يجب على الرياضيين الذين يعانون من عدم الراحة في منطقة الركبة أن يكونوا يقظين بشأن هذه الأعراض أو العلامات. يمكن أن تتطور الأعراض تدريجيًا، وقد تتفاقم إلى ألم مستمر إذا لم يتم التعامل معها بشكل كافٍ، بالتالي يجب عدم إهمالها حتى لو كان الألم بسيطًا، لأن العضلة قد تكون بحاجة إلى الراحة.
تختلف بعض الأعراض من شخص لآخر اعتمادًا على مدى شدة الإصابة، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ألم في الجزء الخلفي من الركبة، غالبًا ما يزداد مع الحركة، وخاصة أثناء الانحناء أو الجري.
- تورم مؤلم في المنطقة المصابة.
- عدم الراحة أثناء حركات معينة، مع إحساس مؤلم عند رفع أو استخدام الساق.
- انخفاض نطاق حركة الركبة، وخاصة بعد فترات من عدم النشاط.
- تيبس العضلات خاصة بعد فترة تمارين التبريد بعد النشاط البدني.
كيفية علاج إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية؟
يتم تحديد خيارات العلاج المناسبة بمجرد إجراء التشخيص والتأكد من الإصابة. يمكن علاج إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية أو إصابة أوتار الركبة في المنزل، ولكن قد يحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج الطبيعي أيضًا. تشمل طرق العلاج ما يلي:
- الراحة: تعتبر الراحة مفتاح التعافي، لكن لا يدرك الكثير أهميتها، أو يميلون إلى تجاهلها تمامًا. يعد استخدام المشاية أو العكازات، إذا كان المشي مؤلمًا، أمرًا مهمًا لعدم الضغط على الإصابة وللسماح بالتعافي والشفاء بشكل صحيح.
- الكمادات الباردة: يمكن وضع الثلج على المنطقة المصابة بعد حوالي 24 إلى 48 ساعة من الإصابة، إذ يُستخدم الثلج لمدة 5-20 دقيقة في المرة الواحدة، ويمكن استخدامه مرتين إلى ثلاث مرات طوال اليوم. يساعد وضع الثلج على تقليل الالتهاب والألم. يمكنك التبديل بين الكمادات الباردة والساخنة بعد استقرار الإصابة.
- مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات: يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات، مثل إيبوبروفين وكيتوبروفين، في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب. يُفضل استخدام هذه الأدوية لبضعة أيام فقط، أو عدم استخدامها إذا كانت الطرق الطبيعية كافية لتخفيف الألم.
- العلاج الطبيعي: مثل تمارين القوة والمرونة، فالقيام بتمارين خفيفة للحفاظ على المرونة، بالإضافة إلى التدليك وتمارين التمدد مفيدة للمساعدة في الشفاء، كما تعد تمارين التقوية ضرورية لمنع إعادة الإصابة.
ما هو الوقت الكافي للتعافي من إصابة العضلة ذات الرأسين الفخذية؟
غالبًا ما يُشفى هذا النوع من الإصابات في غضون أسبوع أو أسبوعين إذا كانت الإصابة منخفضة الدرجة، لكن يمكن أن تستغرق الإصابات الأكبر ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع حتى يعود اللاعبون إلى الرياضة. لا يُسمح للمصاب بالعودة إلى النشاط الرياضي الكامل إلا عندما يتخلص من الألم مع إمكانية التحرك بكامل نطاق الحركة والقوة.
المصادر:
Confronting Biceps Femoris Pain: Expert Insights and Remedies