الخراج هو عبارة عن تجمع صديدي مؤلم في تجويف في الجسد قد يكون تحت الجلد أو قد يكون في أحد الأعضاء الداخلية، ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية في أغلب الأحوال، حيث إنه من الممكن أن تحط البكتيريا سمومها في أي مكان في الجسم عن طريق وجود بؤرة صديدية في مكان ما، أو وصولها إلى الجسم مباشرة من الخارج.
* ما هو الصديد؟
الصديد هو عبارة عن سائل سميك يحتوي على خلايا وأنسجة ميتة وبكتيريا، لذلك يعتبر التخلص منه عن طريق إخراجه من الجسم هو الحل الأمثل، إلا في الحالات التي يكون الخراج فيها سطحيا ويمكن التشافي منه بشكل تلقائي، لكن في غالب الحالات يحتاج المصاب إلى التدخل الجراحي، ويكون التدخل الجراحي طارئا بشكل لا يقبل التأخير في بعض الحالات.* ما هي أعراض الخراج؟
تتفاوت الأعراض طبقاً لنوع البكتيريا التي تسببت في الخراج والمكان الذي يحدث فيه التجمع الصديدي، وكلما كانت البكتيريا أكثر قوة وانتشاراً أو الجسم أقل مناعة كانت الأعراض أشد قوة، والأعراض قد تكون موضعية مثل:- الاحمرار.
- التورم.
- الألم.
- تراكم الصديد قد يؤدي إلى ظهور اللون الأصفر أو الأبيض في المنطقة المصابة.
* أعراض عامة نتيجة الخراج
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإعياء العام في الجسم وعدم القدرة على أداء المهام الطبيعية بشكل منتظم.
- رعشة في الجسم.
* هل هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوث الخراج؟
من الممكن حدوث الخراج لأي فرد حتى أولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة معرضون للإصابة به، ولكن هناك عوامل تسهل من حدوث التجمع الصديدي بشكل أكثر سهولة، وأشد تأثيراً على الجسم مثل:- ضعف الجهاز المناعي في الجسم مثل الاصابة بمرض نقص المناعة (الايدز) أو أثناء العلاج الكيميائي لمرضى السرطان.
- البول السكري وخاصة غير المنتظم.
- التهاب الغدد الغرقية القيحي.
- أن يكون الشخص حاملا لنوع البكتيريا الأكثر تسبباً للخراج بكتيريا المكورات العنقودية (staphylococcal bacteria).
على الرغم من صعوبة حدوث مشكلة كبيرة في أغلب حالات الخراج، إلا أن هناك بعض أنواع الخراج تستدعي في أغلب الأحيان تدخلاً عاجلاً حيث تتميز تلك الأماكن بحساسية أو مضاعفات خاصة تختلف عن باقي أنواع وأشكال الخراج وهي:
-
خراج الثدي
الشكل التشريحي للثدي هو عبارة عن قنوات تمر بشكل متواز للتلاقي عند حلمة الثدي وتمثل هذا القنوات مصدر تجمع اللبن في الثدي فضلاً عن مظهره التشريحي، وعند حدوث التجمع الصديدي في أي جزء في الثدي، فإن ذلك يؤدي لتهتك بعض من تلك القنوات في حالة عدم إفراغ الصديد، وكلما تأخر الوقت أدى لزيادة التلف لتلك القنوات، وبشكل مباشر عند حدوث أي تجمع صديدي، وينصح مباشرة بإفراغه بعد مراجعة الطبيب المختص وتقييمه
من أجل الحفاظ على تلك القنوات، يتم تفريغ الصديد بشكل يحافظ على تلك القنوات من التهتك.
-
خراج الأرداف
تعد تلك المنطقة في الجسم ذات مساحة كبيرة حيث يتواجد عدد كبير من العضلات ذات الحجم الكبير في تلك المنطقة والتي تعد مكانا يسهل على البكتيريا والصديد الوجود فيه بكل سهولة، وكلما تم تجاوز الوقت، كانت قدرة التجمع الصديدي على الانتشار بين العضلات أكبر مسبباً ضرراً بالغاً في حالة عدم علاجه.
-
خراج كف اليد
كف اليد هو أكثر الأماكن في الجسم عرضة لحدوث جروح حيث إنه أكثر جزء مكشوف في الجسم طوال الوقت، وعلى الرغم من صغر حجم اليد، إلا أنها تحتوي على أكثر من 30 عضلة ترتبط ببعضها وبالعظام وبالمفاصل وبالأوتار بشكل منتاهي الدقة، وحدوث التهاب بكتيري وتجمع صديدي بدون التعامل معه بشكل عاجل قد يسب ضرراً كبيراً يحتاج المرضى لوقت كبير لحدوث التشافي بشكل تام بل من الممكن أن يحدث ضرر دائم في اليد في حالة عدم التدخل العاجل لإفراغ الصديد.
-
الخراج جار الشرجي
تحاط فتحة الشرج بعضلات حساسة بعضها يعمل بشكل لا إرادي لتنظيم عملية الإخراج وبعضها يعمل تحت سيطرة الإنسان، وفي حالة تجمع صديد في تلك المنطقة، والتأخر في إفراغه بالخلايا الميتة والبكتيريا، فإنه قد يسبب ضرراً (غالباً ما يكون مؤقتاً) من الممكن تجنبه في حالة السرعة في التعامل السريع.
أيضاً، التأخر في إفراغ الصديد من الخراج جار الشرجي قد يكون سبباً في حدوث الناسور جار الشرجي، والناسور هو عبارة عن فتحة تمتد بين الجلد وجزء في داخل الأنسجة يتم تخزين كميات من الصديد فيها وتتحول مع الوقت إلى مصدر مزعج للألم.
-
خراج المخ
من الممكن أن تصل البكتيريا إلى المخ مسببة تجمعا صديديا وقد يحدث ذلك بعد التعرض لعملية جراحية في المخ أو في الأسنان أو أولئك الذين يعرضون أنفسهم للحقن الوريدي للمواد المخدرة وغير ذلك من الأسباب المذكورة لاحقاً.
تزيد الأعراض التي تحدث في المخ عن تلك التي تحدث في مكان آخر نظرا لحساسية المخ، وقد تتواجد بعض الأعراض مثل فقد الوعي لبعض الوقت أو خلل في التركيز أو حدوث نوبات من الصرع مع احتمالية تصلب في الرقبة والظهر.
تزداد حساسية التجمع الصديدي في المخ حيث إنه من الممكن أن يؤثر الصديد على بعض من مراكز المخ الخاصة بالسمع أو البصر أو غيرها، مما قد يؤثر بشكل مباشر على بعض الوظائف في حالة عدم تفريغ الصديد بشكل عاجل في حالة وجود كميات كبيرة من الصديد.
في بعض الحالات، يمكن علاج صديد المخ عن طريق العلاجات مع متابعة دائمة لحالة الجسم وإضافة عدد من الأدوية الأخرى التي تساعد على تقليل تورم المخ.
* هل يمكن علاج الخراج عن طريق المضاد الحيوي فقط؟
يعتبر تفريغ الصديد هو الطريقة المثلى للعلاج، والتي بدونها لن يستطيع الجسم التخلص بشكل كامل في أغلب الحالات، لكن هناك حالات قد يرى الطبيب أنه يمكن علاجها عن طريق المضادات الحيوية والمتابعة بالأشعة أو حسب ما يراه الطبيب المعالج، خاصة الخراج ذا الحجم الصغير أو الموجود بشكل سطحي على الجلد.* ما هو الخراج المزمن؟
يعتبر تفريغ الخراج من الصديد والخلايا الميتة هو الطريق الفاعل للخراج (باستثناء الحجم الصغير أو حسب ما يراه الطبيب المعالج)، ولكن في حالة عدم إخراج تلك المواد بشكل كامل أو عدم فعالية العلاج، تتحول بشكل مباشر إلى خراج مزمن قد يتكرر تكوين القيح مرات عدة أو يتحول إلي بؤرة من الممكن انتقالها إلى أي مكان في الجسم مسببة حدوث خراج جديد في مكان مختلف.* الأشعة التداخلية وعلاج الخراج
منذ عقود قليلة حدثت ثورة طبية في استخدام الأشعة التداخلية لقطع الطريق على التدخلات الجراحية العنيفة، واستبدالها بطرق سهلة من خلالها يمكن للمريض أن يتماثل للشفاء بشكل أكثر سرعة، حيث يتم وضع إبرة أو قسطرة عبر الجلد في الخراج لتصريف السائل الصديدي ويمكن استخدام الأشعة المقطعية أو أشعة الموجات فوق الصوتية لتحديد مسار الإبرة للدخول للخراج مباشرة وإفراغ المحتوى بشكل آمن من الجسم. عند وجود خراج يمكن لأي تدخل جراحي إفراغه، ولكن عندما يكون الخراج في داخل البطن أو بين العضلات مثل عضلة القطنية الكبيرة التي تقع في منطقة الظهر، وهو من الأماكن التي يتجمع الصديد فيها في الجسم، فوجود الأشعة التداخلية قلل المضاعفات التي تستدعي تقطيع عضلات وفتح البطن، مما قلل العناء على المرضى والأطباء.
المصادر:
Evidence-based approach to abscess management
Cerebral Abscess
Breast Abscess
Abscess
Percutaneous Abscess Drainage