مع بداية الحمل تتغير كثير من الأمور في حياتك، بين ما يمْكنكِ فعله وما هو محظور عليك فعله لمدة 9 أشهر، نعم قد يكون مرهقاً بعض الشيء الالتزام بأنواع من الأطعمة دون أخرى، أو التوقف عن ممارسة النشاطات التي اعتدت فعلها خوفاً عليك وعلى الجنين. ومع التقدم في أشهر الحمل سوف تضيفي إلى هذه القائمة وضعيات النوم، إذ تصبح بعضها متعبة ولا ينصح بها الأطباء. لذا نقدم إليك في هذا المقال وضعيات النوم للحامل من الشهر الأول إلى الأخير، مع توضيح ما هو صحي ومسموح به طبياً وبين ما هو مضر وربما خطر عليك.
كيف تكون وضعيات النوم للحامل آمنة لها ولجنينها؟
انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي قد تُربك الحامل باختيار الوضعية الصحيحة للنوم، وأصبحت هناك خرافات كثيرة تتعلق بمسألة وضعيات النوم للحامل. لذا نقدم إليك الوضعيات الآمنة لك ولجنينك بالترتيب حسب الأشهر.
وضعيات النوم للحامل خلال الثلث الأول من الحمل
في بداية الحمل ومع صغر حجم البطن؛ لا تواجه النساء عادة أي مشاكل في اختيار الوضعية المناسبة للنوم، وكذلك طبياً لا يرى الأطباء أي مخاطر لوضعيات النوم باختلافها. أما إذا أرادت الحامل تهيئة نفسها للأشهر المقبلة فلا بأس من أن تعتاد على النوم على جانبها مع وضع وسادة ناعمة بين الساقين لتخفيف ألم الوركين والجزء السفلي من الجسم. وإذا أردتِ راحة أكبر فاحصلي على الوسادة الإسفنجية بين الركبتين.
وضعيات النوم خلال الثلث الثاني من الحمل
يبدأ البطن بالبروز بشكل واضح خلال الشهر الرابع، لذا من المهم هنا أن تكوني معتادة على النوم على جانبك، فهذه هي طريقة النوم الصحيحة للحامل في الشهر الرابع والخامس والسادس، كما ننصحك باختيار فراش ثابت نوعاً ما حتى لا يتقوس ظهرك أو يتعرض لانحناء غير مرغوب فيه.
وضعيات النوم خلال الثلث الثالث من الحمل
هذه هي المرحلة الأصعب للنوم، ففي أشهر الحمل الأخيرة يصبح البطن كبيراً وتواجه كثير من النساء مشاكل في النوم، خاصة إذا اقترنت بالشعور بضيق في التنفس، لذا من المهم الالتزام بالنوم على الجنب والحصول على دعم وسادة الحمل. إذا وجدتِها ثقيلة بعض الشيء مع بطنكِ المتنامي، جربي الوسائد الإسفينية (وسائد تشبه شكل المثلث لدعم الجنين)، يمكنكِ وضعها تحت بطنكِ وخلف ظهركِ.
إذا لم تتمكني من الاعتياد على النوم على جانبك، حاولي استخدام الوسائد لدعم الجزء العلوي من جسمكِ بزاوية 45 درجة، فبهذه الطريقة، لن تكوني مستلقية على ظهركِ، وستخففين الضغط عن الوريد الأجوف السفلي.
هل النوم على البطن أثناء الحمل مضر للجنين؟
تتساءل كثير من النساء عن وضعيات النوم للحامل وخاصة إذا كان الحمل الأول لها، وبما أن كثيرًا من الناس اعتادوا النوم على البطن؛ يبقى السؤال: هل يمكن للحوامل النوم على البطن؟ في الحقيقة يمكنها ذلك على الأقل لفترة محدودة (لحدود الأسبوع السادس عشر)، ولكن تلقائياً مع ازدياد حجم الجنين وبروز البطن يصبح النوم على البطن من الوضعيات الصعبة وغير المريحة للحامل. ولكن كبداية؛ إذا كانت الحامل ترتاح في هذه الوضعية فلا بأس بذلك، ولا ضرر على الجنين لأن جدار الرحم والسائل الأمنيوسي يحميان الطفل جيدا في تلك المرحلة.
الجانب الأيمن أم الجانب الأيسر للحامل؟
أشارت الدراسات والأبحاث القديمة إلى أن النوم على الجانب الأيسر لدى الحامل هو الخيار الأفضل، وذلك لأن الوريد الأجوف السفلي يقع على الجانب الأيمن، وكان الكثير من الأطباء يعتبرون أن النوم على الجانب الأيمن ربما يسبب ضغطاً على تدفق الدم فيه، ولكن الدراسات الجديدة تشير إلى أن النوم على الجانب الأيمن أيضاً يسمح بتدفق الدم، ولا يرى الأطباء أي مشكلة للحامل في ذلك. لذا قد تختار الحامل ما يناسبها من الوضعيات الجانبية من دون أي تأثيرات جسدية عليها أو على جنينها. يمكنك الاستعانة بالوسائد المخصصة للحمل للحصول على راحة أكبر وبالتالي الحصول على نوم عميق.
متى يكون النوم على الظهر خطرًا على الحامل؟
لا يكون النوم على الظهر مقلقاً في الشهور الأولى عادة، ولكن مع ازدياد حجم البطن (في الشهر الخامس مثلاً) يصبح النوم على الظهر مقلقاً بعض الشيء، وذلك لأن هذه الزيادة في حجم الرحم ربما تسبب ضغطاً على الوريد الأجوف السفلي الذي يعيد الدم إلى القلب، وبالتالي يصبح تدفق الدم أقل للأم وللجنين معاً، وهذا ما لا نريده إطلاقاً. كما أن هذه الوضعية مرتبطة بشكل أو بآخر بظهور بعض المشكلات لدى الأم بما في ذلك البواسير، ومشاكل الجهاز الهضمي، وضعف الدورة الدموية التي قد تسبب لك الشعور بالدوار أو الدوخة.
الأسئلة الشائعة
هل يتأثر الجنين بعدم نوم الأم؟
بالتأكيد، تحتاج الأم إلى الاهتمام بصحتها بما في ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم، لأن قلة النوم قد تؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي للطفل، ناهيك عن المشاكل المرافقة أثناء الولادة، لذا ننصح الأمهات الحوامل دائماً بالراحة والاسترخاء والكفاية من النوم.
ما الوضعيات المضرة للحامل؟
لا تُنصح الحامل عادة بالوقوف لفترات طويلة ولا الجلوس لفترات طويلة، وينبغي أن تكون حركاتها متنوعة شرط أن تكون سهلة وغير مجهدة لها، ولا تسبب أي ضغوطات على الجنين.
نصيحة من موقع صحتك
تختلف وضعيات النوم للحامل باختلاف الشهر الذي هي فيه، فما قد يكون سهلاً في الأسابيع الأولى قد يكون مزعجاً بعد ذلك، لذا من المهم التعرف على الوضعيات المناسبة أثناء الحمل والوضعيات المضرة. هناك العديد من الوسائل التي قد تساعدك في الاسترخاء خاصة إذا كنت تواجهين مشكلات أثناء النوم. لا تترددي في الحصول على الوسائد المساعدة للحامل، فهي دعم لك ولظهرك ولبطنك. استثمري الوسائل المتاحة جميعها واحصلي على الراحة الممكنة.