اختبار الكأس الزجاجي هو عبارة عن اختبار منزلي بسيط للتمييز بين أنواع الطفح التي تظهر على الجسم، ولمعرفة ما إذا كان الطفح يتلاشى تحت الضغط أم لا، فما علاقة هذا الاختبار بالتهاب السحايا؟ تعرف على الإجابة في السطور القادمة.
التهاب السحايا
التهاب السحايا هو عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ، وهو مرض خطير للغاية، بل قد يكون قاتلًا إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، من هنا أهمية تشخيصه باكرًا ما أمكن من أجل وصف المضاد الحيوي المناسب في أسرع وقت ممكن لزيادة فرص البقاء على قيد الحياة.
ويعتبر الصداع والحمى وتصلب النقرة والغثيان والتقيؤ والخمول وزيادة البكاء والنعاس وفرط التهيج ورهاب الضوء وتغير في درجة الوعي ونوبات الصرع، من بين الأعراض الرئيسية لمرض التهاب السحايا.
والأعراض السالفة الذكر لالتهاب السحايا قد تتزامن أحيانًا مع ظهور طفح جلدي نوعي، ولا يجب إهماله بأي حال من الأحوال، لأنه من الممكن إجراء اختبار بسيط في المنزل اسمه اختبار الكأس الزجاجي الذي قد يساعد في وضع النقاط على حروف التشخيص.
مواصفات الطفح الجلدي الناتج عن التهاب السحايا
يمكن للبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا أن تجد طريقها إلى مجرى الدم لتسبب تسمم الدم الذي يقود إلى تسرب الأخير إلى الأنسجة الموجودة تحت الجلد، ما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي عبارة عن نقاط حمراء صغيرة بارزة تشبه وخز الدبوس، تظهر في البداية على الذراعين والساقين واليدين والقدمين لتتطور في غضون ساعات إلى بقع حمراء أو أرجوانية أو بنية أكبر، لتبدو وكأنها كدمات يطلق عليها اسم البقع الأرجوانية التي تبدو واضحة عند أصحاب البشرة الفاتحة، إلا أنه يصعب التعرف عليها عند ذوي البشرة الداكنة، لهذا يجب التحري عنها في المناطق الشاحبة مثل راحة اليدين وباطن القدمين والبطن وبياض العينين.
إن الطفح الجلدي الناتج عن التهاب السحايا لا يعد طفحًا نموذجيًا، فهو لا يحدث بسبب تهيج الجلد أو التهابه، كما أنه غير حاك، ولا يكون على شكل نتوءات، ولا يعطي إحساسًا بالخشونة، إنه وبكل بساطة، عبارة عن يقع دموية تحت الجلد ناجمة عن تسرب الدم من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة جراء الإصابة بتعفن أو تسمم الدم.
في كل الأحوال، إن الحمى مع ظهور الطفح الجلدي الذي لا يتلاشى بالضغط عليه بإجراء اختبار الكأس الزجاجي يعني وجود حالة طبية طارئة. ويجدر التذكير هنا، وبالخط الأحمر، أن الطفح الجلدي في التهاب السحايا هو علامة متأخرة وربما لا تظهر على الإطلاق.
ثلاثة أنواع من التهاب السحايا
إن التهاب السحايا ليس نوعًا واحدًا بل هناك عدة أنواع:
- النوع الأول: التهاب السحايا الفيروسي، وهو الأكثر حدوثًا، ويتميز بأنه خفيف وفي أغلب الحالات يشفى من تلقاء ذاته من دون علاج.
- النوع الثاني: التهاب السحايا البكتيري، وهذا النوع هو الأقل شيوعًا، إلا أنه الأكثر خطورة، هوايته المفضلة ضرب الأطفال الصغار والمراهقين والشباب، وإذا لم يتم علاجه بسرعة فإنه قد يفتك بالمصاب في غضون 24 ساعة.
- النوع الثالث، التهاب السحايا الفطري أو الطفيلي، ويصيب هذا النوع من التهاب السحايا الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، ويمكن أن يكون السبب فطريات أو طفيليات موجودة في اللحوم الملوثة سيئة الطهو، أو الخضراوات النيئة التي لم تغسل بشكل جيد أو تم غسلها بمياه ملوثة.
ما هو اختبار الكأس الزجاجي ؟
يمكن الاستفادة من الطفح الجلدي الملازم لالتهاب السحايا لإجراء اختبار الكأس الزجاجي وهو اختبار سريع وسهل يمكن للوالدين القلقين القيام به في المنزل إذا كانت لديهما شكوك بأن طفلهما يعاني من التهاب السحايا، ويهدف الاختبار إلى خلق ضغط قوي على الطفح الجلدي للتحقق من اختفاء الطفح الجلدي أو لا.
كيفية إجراء اختبار الكأس الزجاجي
- خذ كأسًا من الزجاج الشفاف وقم بتمريره بقوة على الطفح الجلدي المشبوه، وراقب عن كثب كيف يستجيب الجلد.
- إذا تلاشى لون الطفح الجلدي، فقد يكون الطفل غير مصاب بالتهاب السحايا، أما إذا بقي لون الطفح الجلدي على حاله ولم يختف فهذا يدل على احتمالية الإصابة بالتهاب السحايا.
يمكن لإجراء اختبار الكأس الزجاجي أن ينبه إلى وجود حالة طوارئ محتملة، لكنه لا يستطيع تشخيص أو نفي الإصابة بالتهاب السحايا. عدا هذا، فإنه يمكن لاختبار الزجاج أن يكون مضللًا في المراحل المبكرة من المرض، لأن التهاب السحايا قد يسبب طفحًا جلديًا أبيض يتلاشى مؤقتًا عند الضغط عليه، وهذا يعني أن نتيجة الاختبار يعطي طمأنينة كاذبة من شأنها التستر على مرض خطير يجري خلف الكواليس.
لا يجوز إغفال أعراض وعلامات التهاب السحايا
إذا كان اختبار الزجاج ليس وسيلة ناجعة لرصد التهاب السحايا، فإنه لا يجب إغفال أعراض وعلامات المرض التي يجب البحث عنها بيقظة عند الرضع والأطفال الصغار، لأنها قد تكون المفتاح الذي يقود إلى التشخيص، وتشمل أعراض وعلامات التهاب السحايا ما يلي:
- الحمى.
- الغثيان والتقيؤ.
- الخمول.
- عدم الرغبة في الأكل.
- فرط التهيج.
- النعاس الشديد.
- تيبس الرقبة.
- نوبات الصرع.
- رهاب الضوء.
الفئات الأكثر تعرضًا لخطر التهاب السحايا
يمكن لالتهاب السحايا أن يطال أي شخص ولكنه أكثر شيوعا عند:
- الرضع والأطفال الصغار.
- المراهقين والشباب.
- كبار السن.
- المصابين بضعف في المناعة.
كلمة أخيرة من موقع صحتك
إن الأطفال الصغار، خاصة الرضع وحديثي الولادة، هم الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالتهاب السحايا. يمكن لاختبار الضغط على الطفح الجلدي باستعمال الزجاج الشفاف أن يكون وسيلة سهلة لمقدمي الرعاية والآباء لرصد التهاب السحايا المهدد للحياة، إلا أن اختبار الكأس الزجاجي هذا ليس مضمونًا، ولا يمكن الاعتماد عليه لتأكيد أو نفي التهاب السحايا.
ويعتبر التهاب السحايا حالة طبية عاجلة يجب علاجها بأسرع وقت ممكن. إن التهاب السحايا يجعل الطفل مريضًا بشدة وبسرعة كبيرة، من هنا فعلى الوالدين اللذين يشاهدان طفلهما بأنه غير طبيعي أن يبادرا فورًا إلى طلب الرعاية الطبية الطارئة لأنها تعتبر السلاح الأول ضد هذا المرض المهدد للحياة، فمع التشخيص السريع وإعطاء العلاج المناسب يمكن للمريض أن يتعافى بشكل جيد حتى ولو كان يعاني من التهاب شديد في السحايا.