تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة مثيرة بين الشعر والصحة العقلية عند الأطفال. فالصحة العقلية تشكل جزءًا أساسيًا من صحة الطفل العامة، وتؤثر على سلوكه، قدرته على التعلم، وتفاعله مع محيطه. الأطفال الذين يعانون من مشاكل عقلية أو نفسية قد يظهرون علامات مثل العزلة، العدوانية، أو ضعف التركيز. الجديد هنا أن الشَعر قد يكون أكثر من مجرد مظهر خارجي، إذ يمكن أن يقدم أدلة علمية على حالة الطفل النفسية.
الشَعر والصحة العقلية عند الأطفال
طالما ارتبط الشعر بالمظهر الخارجي والهُوُية الشخصية، لكن الدراسات الحديثة تكشف أنه يمكن أن يكون مؤشرًا مباشرًا على الشعر والصحة العقلية معًا. تحليل الشعر يساعد في قياس مستوى هرمون الكورتيزول المتراكم مع الوقت، وهو هرمون يرتبط بشكل وثيق بالتوتر المزمن. عندما تكون نسب الكورتيزول مرتفعة في الشعر، فقد يشير ذلك إلى معاناة الطفل من ضغوط أو مشاكل نفسية تحتاج إلى متابعة.
ماذا تقول دراسة جامعة واترلو؟
في دراسة علمية من جامعة واترلو بكندا، قام الباحثون بتحليل عينات شعر 244 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سنتين و16 عامًا، يعانون من أمراض مزمنة. النتائج أوضحت أن ارتفاع الكورتيزول في الشعر ارتبط بزيادة احتمالية ظهور القلق والاكتئاب. هذا الاكتشاف يعزز فكرة وجود علاقة بين الشعر والصحة العقلية عند الأطفال، وأن فحص الشعر يمكن أن يكون أداة للتشخيص المبكر للمشاكل النفسية لدى الأطفال، مما يتيح التدخل في وقت مناسب لحمايتهم ودعمهم.
كيف يؤثر التوتر على الأطفال؟
التوتر المزمن قد يُضعف صحة الطفل النفسية والجسدية على حد سواء. الأطفال تحت الضغط قد يواجهون:
-
اضطرابات النوم والشهية.
-
تقلبات مزاجية واضحة.
-
انسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
هذه العلامات ترتبط مباشرة بمستويات الكورتيزول، ما يجعل متابعة الشعر والصحة العقلية وسيلة فعالة للكشف المبكر.
العوامل المؤثرة على مستويات الكورتيزول
تتعدد الأسباب التي قد ترفع الكورتيزول عند الأطفال، ومنها:
-
الخلافات الأسرية أو المدرسية.
-
فقدان أحد الوالدين.
-
الإصابة بأمراض مزمنة.
-
الضغوط اليومية المتراكمة.
كل هذه العوامل تعزز العلاقة بين الشعر والصحة العقلية عند الأطفال، مما يجعل الشعر وسيلة غير تقليدية لكنها موثوقة في متابعة الحالة النفسية للأطفال.
كيفية دعم صحة الأطفال العقلية
يمكن للوالدين والمعلمين لعب دور كبير في تحسين صحة الأطفال العقلية عبر:
-
تأمين بيئة منزلية هادئة وآمنة.
-
تشجيع الحوار والانفتاح على مشاعر الطفل.
-
تحفيز النشاط البدني والرياضي لخفض التوتر.
-
إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية والمدرسية.
-
توفير الدعم النفسي عند الحاجة.
كلمة من موقع صحتك
تؤكد الأبحاث أن العلاقة بين الشعر والصحة العقلية عند الأطفال ليست مجرد نظرية، بل حقيقة علمية يمكن استثمارها في الكشف المبكر عن معاناة الأطفال من التوتر أو القلق. فارتفاع الكورتيزول في الشعر يعد مؤشرًا تحذيريًا يتطلب الاهتمام الفوري. التدخل المبكر لا يحسن فقط الصحة النفسية للأطفال، بل يفتح لهم الطريق نحو نمو سليم وتطور صحي، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو ضغوط يومية.
