تناول الطفل كميات إضافية من البروتينات قد يكون واحدًا من الأمور التي يفكر بها الوالدان محاولةً منهم لتزويد الطفل بالمزيد من القيم الغذائية التي تساعد طفلهم على النمو بشكل أفضل. وتلعب البروتينات دوراً مهماً في مساعدة الجسم على أداء وظائفه وبناء عضلاته وأنسجته وإنتاج هرموناته، وعلى تقوية الجلد والعظام ونقل العناصر الغذائية. لكن، تناول الطفل كميات إضافية من البروتينات قد لا يكون حلًا مثاليًا، لأن الطفل يحتاج إلى كمية محددة من البروتينات يومياً بحسب العمر والحجم والوزن والجنس.
هل تناول الطفل كميات إضافية من البروتينات مهم بالنسبة للطفل الرياضي؟
هناك اتجاه شائع في بعض الدول، خاصة الدول الغربية منها، هو أن الصغار (خاصة الرياضيين الراغبين في تضخيم عضلاتهم وزيادة قوتهم) يحصلون على ما بين ضعف إلى ثلاثة أضعاف احتياجاتهم من البروتينات يومياً، مع أنهم ليسوا بحاجة إلى أي كميات إضافية لأنها غير ضرورية، خاصة أنها يمكن تخلق أعباء ثقيلة يئن الكبد والكلى من وطأتها، وتعرّض إلى مخاطر الإصابة بالجفاف.
كمية البروتينات التي يحتاجها الطفل يومياً
إذا أخذنا بالتعليمات الصادرة عن هيئة الغذاء والتغذية وعن معهد الطب والأكاديمية الوطنية للعلوم في بلاد العم ترامب، فإن البروتينات يجب أن تشكل ما يقارب 10 إلى 20% من مجمل السعرات الحرارية الكلية التي يأخذها الطفل في اليوم، وبناء عليه؛ فإنه يمكن القول على سبيل المثال إن الحاجة اليومية هي:
- 19 غ للطفل من عمر 4 إلى 9 سنوات.
- 34 غ للطفل من عمر 9 إلى 13 سنة.
- 52 غ للمراهقين الذكور.
- 46 غ للمراهقات الإناث.
الحالات التي يجب فيها تناول الطفل كميات إضافية من البروتينات
قد يحتاج الطفل إلى كمية إضافية من البروتينات في نظامه الغذائي في الحالات التالية:
أولا: إذا كان الطفل يعاني من نقص الوزن
يمكن إعطاء الطفل الذي يعاني من نقص الوزن أو من سوء التغذية مشروبات أو مكملات البروتينات، ومع ذلك؛ فإنه يوصى بعدم استخدام هذه المنتجات إلا بعد استشارة طبيب الأطفال.
ثانيا: إذا كان الطفل نباتياً
إن الطفل النباتي الذي لا يتناول اللحوم أو منتجات الألبان والبيض، غالباً ما تكون مستويات البروتينات لديه أقل بالمقارنة مع مستوياتها عند آكل اللحوم، ما يعني أنه بحاجة إلى أخذ كمية إضافية من البروتينات، ومع ذلك؛ فإن هذا لا يعني أن مشروبات أو مساحيق البروتينات هي الخيار المفضل.
ثالثا: إذا كان الطفل يعاني من مشاكل أيضية
قد يشكو الطفل من حالة أيضية تتمثل في وجود صعوبات على صعيد تكسير الكربوهيدرات والأحماض الأمينية والسكريات والدهون، وفي هذه الحالة؛ فإنه يمكن للطفل اتباع نظام غذائي حافل بالبروتينات.
رابعا: إذا كان يصعب إرضاء الطفل في تناول الطعام
إن الطفل الذي لا يحب اللحوم ولا يلبي حاجته من البروتينات من مصادر غذائية أخرى، قد يكون بحاجة إلى تزويده بكمية إضافية من البروتينات، وحبذا لو تمت استشارة الطبيب قبل الإقدام على هذه الخطوة.
ما هي مخاطر تناول الطفل كميات إضافية من البروتينات كالمشروبات أو المكملات البروتينية؟
يقول بعض الخبراء إن تناول الطفل بروتينات إضافية زائدة عن الحد يمكن أن تؤدي إلى المخاطر التالية:
أولا: الزيادة في الوزن
إن تناول كميات زائدة من البروتينات يقود إلى توليد المزيد من السعرات الحرارية، فإذا لم يحرق الطفل هذه السعرات فسيتم تخزينها على شكل دهون تسبب الزيادة في الوزن، وإذا احتوت المشروبات البروتينية على سكر إضافي فإن الزيادة في الوزن واردة للغاية.
ثانيا: تلف الكبد والكلى
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البروتينات المستهلكة مع مرور الوقت إلى خلق عبء إضافي على الكبد، وإلى جعل الكلى تعمل بجهد أكبر لتصفية النفايات، وإلى التخلص من الفضلات السامة، وإلى زيادة مخاطر الإصابة بالحصيات الكلوية، وإلى حدوث الجفاف.
ثالثا: نقص العناصر الغذائية
إذا حلت مشروبات ومساحيق البروتينات محل الوجبات العادية فإن الطفل قد لا يحصل على العناصر الغذائية الحيوية التي توجد في أطعمة أخرى.
ما علامات نقص البروتينات عند الأطفال؟
إذا عانى الطفل من الأعراض التالية فربما لا يحصل على ما يكفيه من البروتينات، وتضم هذه الأعراض:
- تأخر النمو.
- توقف النمو.
- ضعف المناعة.
- الجوع.
4 ملاحظات في غاية الأهمية
- إن الأطعمة الحقيقية هي التي تمد الجسم بالبروتينات، وليس المشروبات والمكملات البروتينية، لأنها تبقى الأفضل لأجسام الأطفال النامية.
- إن الأطفال والمراهقين الذين يقومون بنشاطات رياضية شاقة يحتاجون أكثر ما يحتاجون إلى مزيج يضم البروتينات والكربوهيدرات، وليس البروتينات فقط، من أجل إعادة بناء العضلات التي انهارت أثناء التمارين الرياضية، لهذا فمن المفضل أن يتناولوا وجبة حقيقية كاملة، وليس مشروبات أو مساحيق البروتينات وحسب.
- على الأهل أن يكونوا حذرين عند اختيار المشروبات والمساحيق البروتينية، لأن غالبيتها لا تخضع للرقابة، وقد تحتوي على منشطات أو مواد يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الطفل، وخاصة على جهازه الهضمي.
- إذا شعر الأهل بالقلق من أن طفلهم لا ينال كفايته من العناصر الغذائية بما فيها البروتينات، فحري بهم أن يتحدثوا مع طبيب الأطفال للبحث عن الحل الأمثل لسد العجز الحاصل على هذا الصعيد.
بعض النصائح للوقاية من نقص البروتينات عند الطفل:
- تعرّف على الاحتياج اليومي لطفلك من البروتينات.
- كن على دراية بأعراض وعلامات نقص البروتينات.
- أضف المزيد من الأغذية الغنية بالبروتينات إلى نظامه الغذائي.
- كن على اطلاع بمخاطر سوء التغذية الناجم عن نقص العناصر الغذائية خاصة البروتينات.
- بادر إلى التحدث مع مقدم الرعاية الصحية في حال وجود شكوك بأن طفلك لا يأخذ حاجته من البروتينات.
الأطعمة الغنية بالبروتينات
بمجرد أن يتمكن الطفل من تناول الأطعمة الصلبة، فيمكنه الحصول على ما يلزمه من البروتينات من خلال نظامه الغذائي، وتضم الأطعمة الغنية بالبروتينات ما يلي:
- اللحوم الخالية من الدهون.
- المأكولات البحرية.
- البيض.
- منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي.
- الفاصولياء.
- البقوليات.
- البذور والمكسرات.
كلمة أخيرة من موقع صحتك
البروتينات هي اللبنات الأساسية لجسم الإنسان، صغاراً وكباراً، وقد يشعر أولياء الأطفال أن أولادهم لا يحصلون على ما يكفي من البروتينات، فتراهم يغدقون عليهم ما هب ودب منها في شكل أطعمة أو مساحيق أو مشروبات أو مكملات، ظناً منهم أنهم حسناً يفعلون، ولكن على الآباء والأمهات أن يعرفوا أن إعطاء أطفالهم كميات إضافية من البروتينات بدافع ذاتي ومن دون مشورة الطبيب قد لا يكون فكرة جيدة على الإطلاق في حال كانوا ليسوا بحاجة إليها، لأن الكثير من البروتينات قد لا تكون بالضرورة صحية أو مفيدة، بل قد يترتب بسببها آثار سلبية هم في غنى عنها، فرفقاً بصغاركم فلذات أكبادكم.