المشيمة عضو مؤقت يتشكل في الرحم أثناء الحمل، تلتصق المشيمة بجدار الرحم وتوفر الغذاء والأكسجين لجنينكِ عبر الحبل السري، ولكن قد تُسبب بعضُ مشاكل المشيمة مضاعفات أثناء الحمل. نطرح في هذا المقال مشكلة شائعة هي تكلس المشيمة. فما أعراض ذلك، وهل يمكن الوقاية منه؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا.
ماذا يعني تكلس المشيمة وهل هو خطير؟
يحدث تكلس المشيمة عندما تتراكم رواسب الكالسيوم الصغيرة المستديرة على المشيمة، مما يؤدي إلى تدهور عمل المشيمة تدريجيًا. تحدث هذه العملية بشكل طبيعي مع اقتراب نهاية الحمل. ومع ذلك، إذا حدث تكلس المشيمة قبل الأسبوع السادس والثلاثين، فقد يسبب مضاعفات للأم والجنين معاً. تزداد احتمالية حدوث مضاعفات، مثل تأخر نمو الجنين، أربع مرات في حالات تكلس المشيمة المبكر. فقد يؤدي تكلس المشيمة المبكر إلى انخفاض تدفق الدم في المشيمة، مما يُضعف الدورة الدموية للجنين ونموه.
ما أسباب تكلس المشيمة المبكر؟
يحدث تكلس المشيمة بشكل طبيعي مع تقدم الحمل، وغالباً ما يلاحظ في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤثّر على حدوت التكلس بشكل مبكر مسبباً العديد من المضاعفات الجدية. تشير الدراسات إلى أن الأسباب المحتملة لتكلس المشيمة تشمل ما يلي:
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الحمل.
- انفصال المشيمة المبكر (عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم).
- وجود بكتيريا معينة في المشيمة.
- عوامل بيئية، بما في ذلك التعرض للإشعاع أو الأصوات المنخفضة التردد.
- ردود الفعل تجاه الأدوية (مضادات الحموضة) أو مكملات الفيتامينات (زيادة الكالسيوم).
- الإجهاد قبل الولادة.
ما أعراض تكلس المشيمة؟
إذا كنتِ تعانين من تكلس المشيمة فغالبًا لن تلاحظي أي أعراض جسدية، ولكن من أكثر الأعراض شيوعًا التي تصفها النساء المصابات بتكلس المشيمة هو أن حركة الجنين تبدو أقل من الطبيعي أو ربما تتوقف تمامًا، حتى مع اقتراب موعد الولادة. عادةً ما تلاحظ النساء المصابات بتكلس المشيمة أن حركة الجنين تبدو أقل عند استيقاظهنّ صباحًا.
إذا لاحظتِ بعد الاستيقاظ والحركة أن طفلكِ ما يزال ثابتًا أو يتحرك أقل بكثير من المعتاد، فاتصلي بطبيبتك على الفور. تذكّري أن تثقي بحدسكِ وبغريزة الأمومة لديكِ، ولا ضرر من الاتصال بها إذا كانت لديكِ أي مخاوف. من المهم طلب المشورة الطبية العاجلة إذا:
- لم تشعري بحركة طفلكِ على الإطلاق بحلول الأسبوع الرابع والعشرين.
- تحرك طفلكِ أقل من المعتاد.
- تحرك طفلكِ أقل من 10 مرات خلال ساعة إلى ساعتين (في الثلث الثالث من الحمل).
ولكن هناك بعض الأعراض الجدّية التي قد تظهر على النساء التي يعانين من التكلس في المشيمة وهي:
- نزيف مهبلي.
- انقباضات رحمية.
- ألم في البطن أو أسفل الظهر.
- تأخر نمو البطن كما ينبغي (تأخر في نمو الجنين).
ما المضاعفات المرتبطة بتكلس المشيمة المبكر؟
يزداد خطر حدوث مضاعفات تكلّس المشيمة قبل اكتمال فترة الحمل، خاصةً في الأسبوع 36 أو أقل. إذا اكتشف طبيبكِ تكلسًا مبكرًا في المشيمة، فقد يراقب طفلكِ عن كثب للتأكد من حصوله على ما يكفي من الأكسجين والمغذيات. كلما بدأ تكلس المشيمة مبكرًا، زاد الخطر المحتمل على الطفل والولادة المبكرة. إذا وجد طبيبكِ تكلسًا كبيرًا، فقد يوصي بإجراء عملية قيصرية أو ينصح بتحريض المخاض لتقليل خطر المضاعفات التالية:
- الولادة المبكرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- انخفاض درجة أبغار عند الوليد.
- نزيف ما بعد الولادة.
- انفصال المشيمة.
- إجهاد الجنين.
- ولادة جنين ميت.
تكلس المشيمة كيف يتم تشخيصه؟
نظرًا لقلة الأعراض الجسدية الواضحة لتكلس المشيمة؛ عادةً ما يُكتشف هذا فقط أثناء الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية أو السونار. إذا لاحظ طبيبكِ علامات تكلس على مشيمتكِ، فقد يطلب إجراء فحص جديد لتحديد شدته، ومعرفة ما إذا كان يؤثر سلبًا على صحة طفلكِ. أما إذا تدهورت المشيمة بشكل ملحوظ (يُوصف هذا بأنها مشيمة من الدرجة الثالثة)، فقد يوصي طبيبكِ بتحريض الولادة أو إجراء عملية قيصرية.
هل يمكن الوقاية من تكلس المشيمة وتفاديه؟
خلال فترة الحمل، هناك بعض الخطوات التي يمكنكِ اتخاذها للوقاية من تكلس المشيمة المبكر:
- تجنبي التدخين والتدخين السلبي، لأن ذلك قد يزيد من خطر الإصابة بتكلس المشيمة.
- علاج الحالات الطبية كارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، أو فقر الدم.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة يقلل من خطر الإصابة بتكلس المشيمة المبكر.
الأسئلة الشائعة
متى تبدأ المشيمة بالتكلس؟
في الحالات الطبيعية يحدث تكلس المشيمة في آخر الشهر التاسع نتيجة لعملية الشيخوخة الطبيعية في الجسم، ولكن في بعض الحالات قد يحدث التكلس المبكر مسبباً العديد من المضاعفات.
هل يتكرر تكلس المشيمة في كل حمل؟
يحدث تكلس المشيمة نتيجة للعديد من العوامل الصحية، ومن ممارسات الأم خلال فترة الحمل، لذا فإن التكلس في المشيمة ليس شرطاً أن يتكرر في كل حمل.
نصيحة من موقع صحتك
المشيمة عضوٌ معجزة يُساعد على ولادة طفلكِ، وهي مسؤولة عن وظائف الجهاز التنفسي، والتغذية، والإخراج، والغدد الصماء، والجهاز المناعي. عند اقتراب موعد الولادة، يُمكن أن يكون تكلس المشيمة جزءًا طبيعيًا من الحمل الصحي. استشيري طبيبكِ إذا كان لديكِ تاريخ عائلي معروف للإصابة بتكلس المشيمة، أو إذا كنتِ تعانين من أي أعراض تكلس للمشيمة قبل عدة أسابيع من موعد ولادتكِ.